جار التحميل...
عند تجهيز مسكن مناسب لتربية السلاحف، لا بُدّ من مراعاة الخصائص الآتية فيه:
بصورة عامَّة، تُفضَّل تربية السلاحف البَرِّية في الحديقة الخارجية، مع تأمين المكان الذي تُوجَد فيه بسِياج والتحقُّق من عدم قدرتها على الحفر أسفله، بالإضافة إلى توفير بعض الأغصان والحجارة فيه؛ لغايات الاختباء، والحماية، مع الحرص على احتوائه على زوايا مَحميَّة من أشعَّة الشمس، وأخرى مكشوفة.
ويُمكن الاحتفاظ بالسلاحف في حوض منزليّ، وخاصَّة عندما يكون الجوّ في الخارج بارداً، أو حارّاً جدّاً، مع مراعاة أن يكون حجم الحوض جيِّداً يُمكِّنها من الحركة والتنقُّل بحُرِّية، وتغطية أرضيّته بالتربة الرطبة، وإضافة بعض الحجارة الصغيرة، والأغصان، والنباتات الاصطناعية أو الحقيقية غير السامَّة، إليه، ووضع صندوق صغير مفتوح من أحد جوانبه؛ لتوفير مكان آمِن لها للاختباء.
ويجدر بالذكر أنّ حجم الحوض كُلَّما كان أكبر، كان ذلك أفضل، مع مراعاة ترك مسافة 30 سم على الأقلّ بين أعلى نقطة في الحوض وأعلى نقطة يُمكن للسلحفاة أن تصل إليها؛ لضمان عدم خروجها منه.
تحتاج أنواع السلاحف جميعها إلى الحرارة والإضاءة التي تُحاكي تلك الموجودة في مواطنها الطبيعيَّة؛ فالحرارة تُؤثِّر في العمليات الحيوية في جسم السلحفاة؛ كالنُّمُوّ، وعمليات الأيض، وتعزيز المناعة، والإضاءة ضرورية أيضاً لإنتاج فيتامين (D3) اللازم لنُمُوّ القوقعة والعِظام، علماً بأنّ حاجة السلاحف إلى الحرارة والضوء تختلف باختلاف أنواعها.
وفي الأحوال جميعها، تحتاج السلحفاة إلى التعرُّض للأشعَّة فوق البنفسجية ما لا يقِلّ عن 12 ساعة يوميّاً؛ سواء بالتعرُّض المباشر لها، أو باستخدام مصابيح الأشعَّة فوق البنفسجية (UV) التي تُوفِّر الدفء والحرارة اللازِمَين بصورة مُشابِهة لما تُوفِّره أشعَّة الشمس.
لا بُدّ من تنظيف بقايا الطعام، وإزالة الفضلات دوريّاً من أحواض السلاحف، بالإضافة إلى إجراء تنظيف شامل للحوض ومُكوِّناته؛ باستخدام مُعقِّمات خاصَّة كلّ أسبوعين أو ثلاثة، مع الحرص على عدم استخدام الصابون والمُنظِّفات العاديَّة؛ لأنَّها قد تضرّ بصِحَّة السلحفاة.
يُوصى بأن يكون معظم النظام الغذائي الخاصّ بالسلاحف البَرِّية من الخضروات الورقية الداكنة، والخضراوات عموماً، مثل: اللفت، والجرجير، والسبانخ، والجزر المبشور، والفاصوليا الخضراء، والقرع، والبروكلي، والفلفل الحلو، والتي تُوفِّر جميعها الفيتامينات والمعادن الأساسيَّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ السلاحف الصغيرة التي تبلغ من العُمر أقلّ من عامَين تحتاج إلى الطعام يومياً، بينما تحتاج السلاحف البالغة إلى الطعام كلَّ يومَين.
ويُمكن تقديم الفواكه؛ كالتفّاح، والموز، والتوت، والبطيخ، للسلحفاة من وقت إلى آخر بما لا يزيد عن مرَّة واحدة أسبوعياً، وبالطبع، لا بُدّ من تخصيص كمِّية كافية من المياه العذبة والنظيفة للشُّرب.
ويُفضَّل تحديد الأطعمة المناسبة للسلحفاة مع الطبيب البيطريّ؛ تبعاً لنوعها، وعُمرها، وحجمها؛ فبعض أنواع السلاحف تحتاج إلى تناول الحشرات والديدان أيضاً، ولا بُدّ من تنويع نظامها الغذائي؛ لضمان حصولها على العناصر الغذائيّة قدر الإمكان، وزيادة نشاطها.
ويجدر التنويه هنا إلى ضرورة تجنُّب الإفراط في تغذية السلاحف؛ للحفاظ على صِحَّتها، وحمايتها من الأمراض، مثل: تشوُّه القوقعة، وصعوبة الحركة، ويُمكن إزالة بقايا الطعام بعد 20 دقيقة من تقديمه لها.
السلاحف حيوانات غير اجتماعية بطبيعتها، وهي تُفضِّل العُزلة؛ لذا، لا بُدّ من تجنُّب الإفراط في التعامل والتفاعل معها؛ لأنّ ذلك يُسبِّب لها التوتُّر والإجهاد، ويُمكن ملاحظة ذلك عند اختبائها كثيراً، أو رفضها الطعام، ولا يُمكن تدريب السلاحف مثل بعض الحيوانات الأليفة الأخرى، ولا يُمكنها تعلُّم تنفيذ بعض الأوامر.
ولا بُدّ أيضاً من مراعاة التعامل معها برِقَّة ولُطف، والاقتراب منها ببُطء، وتجنُّب الحركات المفاجئة، ويُفضَّل الاكتفاء بالنَّظَر إليها غالباً بدلاً من لَمسها، وإن كان لا بُدّ من لمسها، فينبغي دَعم جسدها بكلتا اليدَين، والحذر من إسقاطها؛ إذ إنّ أيّ حركة خاطئة قد تُسبِّب لها الإصابة حتى مع قوقعتها الصلبة.
وختاماً، قد تكون السلحفاة حاملة لبكتيريا السالمونيلا (Salmonella) التي تُسبِّب الحُمّى، والإسهال، والتقيُّؤ، وآلام البطن، والجفاف، وهي خطيرة لذوي المناعة الضعيفة، والأطفال الصغار، وكبار السِّنّ؛ لذا، ينبغي أخذ الحيطة والحذر، وغسل اليدَين وتعقيمهما بعد لمس السلحفاة، وتعقيم الأسطح التي لامستها أيضاً حتى وإن كانت سليمة؛ فقد تكون حاملة للعدوى دون أن تظهر عليها أيّ أعراض.
المراجع
[1] petmd.com, 9 Common Mistakes Made by Turtle Parents and How To Avoid Them
[2] thesprucepets.com, Common Box Turtle: Species Profile
[3] clinicanido.es, Land turtle
[4] wikihow.com, How to Take Care of a Land Turtle
[5] petco.com, Terrestrial Turtle Care Sheet