جار التحميل...
وفي ما يأتي أهمّ النصائح التي يُمكن اتِّباعها لتنسيق الحديقة المنزلية وتصميمها، وتسهيل صيانتها، والحفاظ عليها:
لا بُدّ من التنبُّه للأماكن المُشمِسة، وأماكن الظلّ، واتِّجاه الرياح في الحديقة؛ لتحديد زوايا الحديقة بوصفها مكاناً للجلوس، وزراعة النباتات في أمكنتها المناسبة؛ فبعضها يحتاج إلى أشعَّة الشمس أكثر من غيره، وينبغي الحذر أيضاً من وضع مكان الجلوس في مجرى الرياح والأمطار؛ إذ قد يتلف الأثاث الخارجي بسرعة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأماكن تُوزَّع عادةً تبعاً لأولويات أصحاب المنزل؛ كالرغبة في تخصيص ساحة واسعة للعب الأطفال على النجيل، أو وضع أحواض زراعة الخضراوات قُرب المطبخ.
تُؤثِّر التربة في نوعية النباتات التي يمكن زراعتها في الحديقة؛ لذا، يُنصَح باستخدام مُعدّات فحص التربة؛ لمعرفة نوع حُبَيباتها؛ إذ منها الرملي، والطيني، وغيرها من الأنواع، ويحتاج كلٌّ منها إلى أسمدة مُغذِّية مناسبة لتعزيز نُمُوّ النباتات، إلى جانب أنّ قدراتها في تصريف المياه مختلفة؛ ممّا يعني أنّ كلّ نبات يحتاج إلى حَدّ مُعيَّن من الرطوبة دون زيادة أو نُقصان.
يمكن رسم مُخطَّط بسيط لتنسيق الحديقة؛ عبر تخيُّل مساحة الحديقة وكأنَّه بيت مُقسَّم إلى غُرَف تُمثِّل كلٌّ منها مجموعة من النباتات، أو أماكن الجلوس، ويُمكن أن يتضمَّن التصميم خطوطاً مستقيمة ومُنتظَمة؛ بتنسيق النباتات والمَمرّات ضمن أشكال هندسية مُنتظَمة -على سبيل المثال-، ويمكن أيضاً تصميم الحديقة لتبدوَ بمظهر طبيعيّ أكثر؛ بحيث تُقسَّم المساحات إلى أحواض ومَمرّات مُنحنِية ودائِريَّة.
ويُنصَح برَسم الأشجار والنباتات والمباني الموجودة مُسبَقاً في الحديقة في مُخطَّط التنسيق؛ لأخذها في الاعتبار، وتحديد أماكن مركزية وبارزة في الحديقة؛ لجعلها مُميَّزة وجاذبة؛ كزراعة شجرة كبيرة، أو مجموعة من الشُّجَيرات والنباتات الصغيرة في أُصُص جميلة، أو تركيب نافورة مياه، أو غيرها.
تختلف طريقة نُمُوّ النباتات والأشجار؛ فمنها ما تنمو أغصانها مُتساوية أفقيّاً من جهاتها جميعها، ويمكن تقليمها لتصبح دائِريَّة؛ ممّا يجعلها أفضل في التصميم الطبيعي، ومنها ما تنمو أغصانها إلى الأعلى، فتظهر نحيلة تُناسب الأماكن القريبة من الأسوار مثلاً؛ لذا، لا بُدّ من معرفة نوع الأشجار، وكيفية نُمُوّها، قبل تحديد مكان زراعتها.
ويُنصَح بترك فراغات بين النباتات، وزراعتها ضمن صفوف؛ لتبدوَ بمظهر أفضل؛ فمثلاً، تُزرَع الأشجار الأكثر طولاً في الخلف، ثمّ تُزرَع الشُّجَيرات والزهور الأقصر في المُقدِّمة، ويُنصَح أيضاً بزراعة أشجار الزينة التي يمكن تشكيلها حول سور الحديقة بدلاً من السياج المعدني؛ لإضفاء مَظهر جماليّ، ويُشار إلى أنّ تكرار زراعة النباتات المُتشابهة في الحديقة يُسهِم في زيادة جمالها، وتحسين مظهرها وتناسُقها.
ويُفضَّل اختيار الأشجار والنباتات المُعمِّرة التي تُزهِر في فصول مختلفة من السَّنة، لتكون الحديقة مُزهِرة على مدارها؛ فمثلاً، يُزهِر الورد الجوري في شهر حزيران، بينما تُزهِر الأبصال المُزهِرة؛ كالتوليب، والنرجس، في الربيع، ولا بأس في زراعة الأنواع الدائمة الخضرة أيضاً.
وعلاوة على ذلك، يُفضَّل اختيار الأزهار المُتنوِّعة في ألوانها لتتناسب مع طريقة تنسيق الحديقة، مثل: الألوان الحَيَوية المُشِعَّة؛ كالبرتقالي، والأحمر، والألوان التي تبعث الهدوء والاسترخاء؛ كالأزرق، والبنفسجي، إلى جانب ألوان الزهور الفاتحة والبيضاء؛ لإعطاء مَظهر بسيط وأنيق؛ لذا، يُنصَح بالمُوازَنة بين الألوان الساطعة والهادئة؛ لتنسيق جميل ومُتوازِن.
تحتاج النباتات إلى الاهتمام دوريّاً؛ للحفاظ على حيوية الحديقة، وجمالها؛ لذا، ينبغي رَيّها بالمقدار المناسب من الماء، وخاصَّة خلال أشهر الصيف الجافَّة، وتقليمها بانتظام، وإزالة الأغصان التي تُغطّي المَمرّات في الحديقة، ويُنصَح أيضاً بإزالة الزهور والأغصان الميتة؛ لتحفيز نُمُوّ النباتات، مع التخلُّص من الأعشاب الضارَّة واقتلاعها من جُذورها باستمرار، وقَصّ النجيل، والحفاظ على طوله المناسب، وخاصَّة أثناء نُمُوّه.
ولا بُدّ من الاهتمام بالتربة أيضاً؛ للمحافظة على صِحَّة النباتات؛ إذ ينبغي تكسير الكُتَل المُتصلِّبة من التربة، وإزالة الأحجار منها، وحفر سَطح التربة، وخاصَّة في فصلَي الربيع والخريف؛ لتحسين التهوية، وتصريف المياه، إلى جانب إضافة المُغذِّيات والأسمدة إلى التربة باستمرار؛ لتعزيز جودتها.
وختاماً، يُفضَّل تنسيق الحديقة على مراحل وتدريجي؛ للتعديل بسهولة عند ملاحظة وجود أيّ مشكلات، أو الرغبة في إضافة أفكار جديدة، ويجدر التنويه إلى أنّ تحديد ميزانية تنسيق الحديقة وصيانتها من الأمور الضروريّة أيضاً؛ لاختيار الإضافات المناسبة؛ فمثلاً، تتطلَّب بعض النباتات مُختَصِّين لرعايتها والاهتمام بها؛ أي إنَّها تحتاج إلى تكلفة إضافية، في حين أنّ هناك أنواع عِدَّة تسهل زراعتها والاعتناء بها دون الحاجة إلى أيّ مُتخصِّصين.