يعتبر الغثيان والقيء من الأعراض الشائعة للعديد من الاضطرابات والأمراض مثل أمراض الجهاز الهضمي وغيرها، وقد يصعب على الأطفال الصغار شرح أو وصف الأعراض مثل الغثيان، مما قد يزيد من تعقيد التشخيص، لذلك يجب الاعتماد على التاريخ الطبي والفحص السريري، حيث أن أهم خطوة في التشخيص هي التعرف على الحالات الخطيرة والتي تتطلب التدخل العلاجي الفوري لتجنب المضاعفات.
الأسباب:
الغثيان والقيء شائعان في الأطفال وعادة ما يكونان جزءًا من مرض قصير المدة، وغالبًا ما يكون سببه الإصابة بعدوى فيروسية، لكن من ناحية أخرى قد يكون التقيؤ عرضاً للعديد من الأمراض، وتعتمد أسبابه على عمر الطفل.
•حديثي الولادة والرضع:
قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان الرضيع يبصق أم يتقيأ، لذلك يجب استشارة الطبيب لتحديد الفرق والسبب وما إذا كانت هناك حاجة للعلاج.
فعند الرضع حتى عمر 3 أشهر، قد يشير القيء القوي إلى حالة خطيرة ويتطلب دائماً استشارة الطبيب، حيث أن الأسباب المحتملة للتقيؤ تشمل انسداد أو تضيق في المعدة أو التهابات أو انسداد في الأمعاء، عدم تحمل أو الحساسية، التهاب الأذن الوسطى، التهاب المسالك البولية وغيرها، لذلك ينصح باستشارة الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه.
•الرضع والأطفال الأكبر سنًا:
إن السبب الأكثر شيوعًا للتقيؤ عند الأطفال الأكبر سنًا هو التهاب المعدة والأمعاء المعدي (عدوى في المعدة أو الأمعاء)، وعادة ما يسببه فيروس، ويبدأ القيء الناجم عن التهاب المعدة والأمعاء فجأة ويختفي غالبًا في غضون 24 إلى 48 ساعة، ويمكن أن تشمل العلامات الأخرى لالتهاب المعدة والأمعاء الغثيان أو الإسهال أو الحمى أو ألم في البطن، ومن الممكن أن يصاب الطفل بالتهاب المعدة والأمعاء بعد تناول الطعام الملوث أو وضع شيء في الفم مثل غرض ملوث أو يد الطفل.
إن الفيروسات المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء تنتشر بسهولة، كما أن الاهتمام بنظافة وغسل اليدين يمكن أن تمنع انتشار هذه العدوى، ومن ناحية أخرى قد يحدث التقيؤ بعد تناول الأطعمة المخزنة أو المعدة بطريقة خاطئة والأطعمة غير الصحية أو الأطعمة الملوثة التي تحتوي على البكتيريا أو السموم؛ وهذا ما يسمى بالتسمم الغذائي.
ويمكن أن تسبب الأمراض الأخرى التقيؤ عند الرضع والأطفال الأكبر سناً، منها الارتجاع المعدي المريئي، والتهاب البلعوم، ومرض القرحة الهضمية، وانسداد الأمعاء، ومتلازمة القيء الدوري، والتهابات المسالك البولية والجهاز التنفسي وغيرها.
•المراهقون:
إن السبب الأكثر شيوعًا للغثيان والقيء لدى المراهقين هو التهاب المعدة والأمعاء المعدي، وغالباً يكون بسبب فيروس، وقد تختفي الأعراض في غضون 24 إلى 48 ساعة، و تشمل الأسباب الأخرى و الأقل شيوعًا للتقيؤ التهاب الزائدة الدودية، والتقيؤ بسبب الشره المرضي (البوليميا)، وقرحة المعدة، ومرض كرون، والتهاب المسالك البولية، والتهاب البلعوم، والحماض الكيتوني السكري (Diabetic ketoacidosis)، وأسباب نفسية وغيرها.
التشخيص:
يستند التشخيص على مراجعة التاريخ الشخصي والمرضي للطفل والتاريخ العائلي بالإضافة إلى الفحص البدني، حيث أن في كثير من الحالات يمكن تحديد سبب الغثيان والقيء من التاريخ والفحص البدني فقط من دون الحاجة إلى إجراء اختبارات أو فحوصات أخرى.
وغالباً ما يكون سبب التقيؤ والغثيان فيروس يستمر لفترة قصيرة، ويمكن التعافي منه من دون اللجوء إلى أي علاجات، ولكن في بعض الأحيان قد يكون التقيؤ والغثيان مؤشران لمشاكل أكثر خطورة.
العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى وجود سبب خطير للتقيؤ:
• الحمى أو القيء المستمر لفترة طويلة.
• الخمول والتعب و تغير في سلوك الطفل ونشاطه.
• فقدان الوزن من دون سبب واضح، ورفض الطفل للأكل والشرب لأكثر من بضع ساعات.
• التقيؤ المقذوف عند الرضيع من عمر 3 إلى 6 أسابيع.
• انتفاخ البطن أو آلام شديدة في البطن.
• انتفاخ اليافوخ عند الرضيع (منطقة لينة في رأس الأطفال).
• صداع ، أو نوبات أو تشنج.
• تعرض الطفل لحادث أو لضربة على الرأس.
● القيء (الأخضر) أو القيء (الأحمر أو البني) أو الذي يحتوي على دم.
● ظهور علامات الجفاف على الطفل منها جفاف الفم، والبكاء دون دموع، وعدم التبول أو الحفاظ على حفاضات جافة لـ 4 إلى 6 ساعات (للأطفال الرضع والأطفال الصغار)، أو عدم التبول لـ 6 إلى 8 ساعات (للأطفال الأكبر سنًا).
الاختبارات والفحوصات
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من القيء الشديد أو غير المبرر (على سبيل المثال، أكثر من 12 ساعة عند حديثي الولادة؛ وأكثر من 24 ساعة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين؛ وأكثر من 48 ساعة في الأطفال الأكبر سناً)، يمكن إجراء فحوصات مخبرية والتي تشمل:
-فحص العد الكامل للدم (FBC).
-نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الدم.
- نسبة الجلوكوز في الدم (السكر).
- نسبة اليوريا في الدم (BUN).
- تحليل البول أو البراز.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية مثل الأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية بناءً على التاريخ والفحص البدني للطفل.