جار التحميل...
وعند التعامل مع هذه الأسطح الحساسة أو محاولة إزالة البقع عنها، يمكن أن تحدث بعض الأخطاء الشائعة تؤدي إلى حدوث خدوش، أو بقع، أو تلف دائم قد يتطلب إصلاحات مكلفة، وفيما يلي توضيح لأبرز هذه الأخطاء وكيفية تجنبها؛ لضمان الحفاظ على الرخام بأفضل حالاته.
يُنصح بتنظيف الانسكابات والبقع عن الرخام فور حدوثها، إذ إن تركها لفترة طويلة يجعل إزالتها أكثر صعوبة، بسبب الطبيعة المسامية للرخام والتي تسمح للسوائل بالتسرب خلالها بسرعة، فكلما طالت مدة بقاء السائل على السطح، زاد عمقه داخل الرخام، كما يُنصح بوضع قاعدة حماية تحت الأكواب، خاصة لتلك التي تحتوي على عصائر الحمضيات، فضلاً عن وضع الأطباق الساخنة على حوامل مخصصة أيضاً لتجنّب تكوّن البقع.
ولتجفيف الانسكابات، يجب مراعاة الضغط برفق على المناشف الورقية لامتصاص السائل دون نشره، مع تجنب فرك هذه الانسكابات، بعد ذلك يُنظّف السطح بقطعة قماش ناعمة مبللة، ويُجفف بلطف لإزالة أي رطوبة متبقية.
قد يتسبب استخدام منتجات التنظيف بصورة عشوائية إلى حدوث تلف دائم لسطح الرخام، خاصة إذا كانت تحتوي على مواد حمضية كعصير الليمون أو الخل؛ وذلك لأن الرخام يتكون أساساً من كربونات الكالسيوم، وهي مادة تتفاعل بسرعة مع الأحماض، مما يؤدي إلى تآكلها، وزيادة فرصة تعرّضها للخدوش، وظهور بقع باهتة تفقد السطح لمعانه ونعومته، كما ينبغي تجنب المنظفات الكاشطة أيضاً، والتي تحتوي على جزيئات صغيرة تخدش سطح الرخام.
وبدلاً من ذلك، يُفضل اختيار مواد تنظيف مخصصة للأسطح الرخامية أو مواد طبيعية آمنة، كما ينصح بمزج الماء مع صابون متعادل الحموضة لتنظيفه، ويعد صودا الخبز مادة فعالة لإزالة البقع عن الرخام، ويستخدم عن طريق تحضير عجينة متماسكة من الصودا والماء لتنظيف المناطق المتسخة.
يعد الرخام صخراً ناعماً نسبياً، فاستخدام الأدوات الكاشطة كالإسفنجات الخشنة قد يسبب خدوشاً دقيقة تؤدي إلى تجمع السوائل أو البقع، مما يصعب عملية تنظيف الرخام، ويجعل الأسطح باهتة وأكثر عرضة للتآكل مع مرور الوقت، لذا، يُنصح بوضع محلول التنظيف المخصص على قماش مصنوع من الألياف الدقيقة أو إسفنجة ناعمة، بعد ذلك يُفرك الرخام بلطف وبحركات دائرية خفيفة.
أما بالنسبة للأرضيات الرخامية، فيجب حمايتها من الرمال والأتربة التي قد تسبب الخدوش، وذلك عن طريق مسحها وتنظيفها باستمرار، كما ينبغي التأكد عند استخدام المكنسة الكهربائية على الأسطح الرخامية من أن ملحقاتها وعجلاتها بحالة ممتازة لتفادي خدشها.
عند استخدام كميات زائدة من الماء أثناء التنظيف، سوف يمتص الرخام الماء، مما يؤدي إلى تغير لونه، خاصة في الرخام الأبيض أو الفاتح، كما أن التعرّض المطوّل للماء قد يؤدي إلى تشقق الرخام أو تقشيره، إلى جانب نمو العفن والفطريات في المسامات.
وبدلاً من ذلك، يُنصح باستخدام قطعة قماش مبللة قليلاً لتنظيف الرخام، ورش الماء عليها، وليس على الرخام مباشرة، كما يجب التأكد من تجفيف الماء عند الحواف أو الفواصل بمنشفة ناعمة لإزالة أي رطوبة متبقية.
يعتقد البعض أن خلط مواد التنظيف يمكن أن ينتج محلولاً أقوى لإزالة البقع، لكن هناك مواد لا يجب خلطها أبداً، فقد تحدث تفاعلات تُسبّب تآكل الرخام وتلفه، إلى جانب إطلاق غازات ضارة تشكل مخاطر صحية.
فعلى سبيل المثال، يعد خلط المنظفات الحمضية مع المبيض (الكلور) خطأ شائعاً، حيث يؤدي إلى إطلاق غاز الكلور السام، كما أن خلط المبيض مع الأمونيا ينتج أبخرة تسمى الكلورامين (chloramine)، والتي تعد سامة للإنسان والحيوانات الأليفة، إلى جانب تأثيرها على لون الرخام وتآكله أيضاً.
ختاماً، لا بد من إغلاق أسطح الرخام بمواد مانعة للتسرّب، باعتباره سطحاً مساميّاً؛ فهي تعمل كحاجز وقائي يمنع التلوّث، ويُسهّل عملية التنظيف، ومن المهم استشارة المتخصصين لاختيار المواد المناسبة لهذه العملية وتطبيقها بطريقة صحيحة، ولضمان أقصى درجات الحماية، يُنصح بتطبيق هذه المادة على الأسطح الرخامية كل 3-6 أشهر تقريباً.