جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
عالم العناصر الغذائية

فهم الفرق بين الفيتامينات والمعادن لتحقيق صحة متوازنة

28 أكتوبر 2024 / 4:08 PM
فهم الفرق بين الفيتامينات والمعادن لتحقيق صحة متوازنة
download-img
تعد الفيتامينات والمعادن عناصر غذائية دقيقة (Micronutrients) يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة، ولكنها ضرورية للحفاظ على وظائف الجسم الحيوية، إذ يؤدي نقصانها إلى العديد من المشاكل والأضرار الصحية.

ورغم ارتباط مصطلحي الفيتامينات والمعادن ببعضهما البعض في كثير من الأحيان، إلا أن هناك عدة اختلافات تشمل التركيب الكيميائي، والمصادر، وطرق التصنيف، وفيما يأتي توضيح لأبرز الفروقات بينهما:

التركيب الكيميائي

يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الفيتامينات والمعادن في تركيبهما الكيميائي، إذ تتكون الفيتامينات من مركبات عضوية تحتوي على الكربون والهيدروجين والأكسجين، وقد تشمل بعضها عناصر إضافية كالنيتروجين أو الكبريت، ويُمكن تكسير الروابط الكيميائية للفيتامينات عند التعرّض للحرارة أو الهواء أو الأحماض، خاصةً الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، فهي أكثر حساسية لهذه العوامل، مثل فقدان بعض الأطعمة لعناصرها الغذائية من الفيتامينات بعد الطهي.

أما المعادن فهي مركبات غير عضوية، أي لا تحتوي على الكربون، وعادةً ما تكون على شكل أيونات؛ كالكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، وتتميّز بعدم تأثرها بالحرارة أو الهواء، أو العوامل الأخرى، مما يجعلها أكثر استقراراً وثباتاً مقارنةً بالفيتامينات، كما يُمكنها تحمل الطهي والتجميد دون فقدان خصائصها.

المصادر والامتصاص

يعد المصدر الأساسي للمعادن هي التربة والمياه، إذ يتم امتصاصها بواسطة النباتات، وتُستهلك من قبل الحيوانات، ثم تَصِل للإنسان من خلال الماء والمنتجات الحيوانية والنباتية؛ كالألبان، واللحوم، والخضار، كما يتأثر امتصاصها بعدة عوامل؛ مثل شكل المعدن (الحالة الكيميائية التي يوجد فيها)، ودرجة الحموضة، ووجود عناصر غذائية أخرى.

أما الفيتامينات فتصنع بواسطة النباتات أو الحيوانات، ويمكن الحصول عليها من مصادر غذائية متنوعة مثل؛ الفواكه، والخضروات، والحبوب، والألبان، واللحوم وغيرها، ويمتص الجسم الفيتامينات والمعادن بطرق مماثلة، كما تحدث عملية الامتصاص داخل الأمعاء الدقيقة.

طريقة التصنيف

تصنف الفيتامينات إلى نوعين رئيسيين بناءً على قابليتها للذوبان في الجسم، وهما؛ الفيتامينات الذائبة في .

أما الدهون، وتشمل فيتامينات (أ، د، ه، ك) التي تُخزّن في الأنسجة الدهنية والكبد لاستخدامها لاحقاً، لذا لا داعٍ لتناولها يوميّاً.

أما النوع الثاني، فيتضمن الفيتامينات الذائبة في الماء وعددها تسعة، تشمل؛ فيتامين (ج) ومجموعة فيتامينات (ب)، مثل فيتامين (ب6)، و(ب12)، ولا يمكن تخزين هذه الفيتامينات في الجسم لفترات طويلة، بل يتم التخلص من كمياتها الزائدة عن طريق البول، مما يستدعي تناول ما يكفي منها من الطعام بانتظام. 

وتُصنّف المعادن وفقاً لاحتياجات الجسم منها إلى مجموعتين أيضاً، وهما؛ العناصر المعدنية الكبرى التي يحتاجها الجسم بكميات أكبر (أكثر من 100 ملغ/يوم) مثل الكالسيوم، والفوسفور، والمغنيسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والمجموعة الثانية هي العناصر المعدنية الصغرى التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة جداً (أقل من 100 ملغ/يوم) مثل الحديد، والنحاس، والزنك، واليود والسيلينيوم. 

الوظائف في الجسم

تلعب الفيتامينات أدواراً متعددة في الجسم، إذ تعد كعوامل مساعدة في التفاعلات الحيوية، كما تساهم في استخراج الطاقة من الأغذية، وتعزز وظائف الجهاز المناعي، وتحسن صحة الجلد والعينين، إلى جانب مساهمتها في تكوين خلايا الدم الحمراء، وتنظيم الهرمونات، وفي المقابل تعد المعادن مكونات هيكلية أساسية لصحة العظام والأسنان وتكوينها، كما تلعب دوراً مهماً في نمو الجسم، وتنظيم توازن السوائل، ونقل الإشارات العصبية أيضاً.

وعموماً، تلعب الفيتامينات والمعادن دوراً مشتركاً في معظم وظائف الجسم، كما أنهما يعززان وظائف بعضهما البعض، إضافة إلى أن تناول كميات كافية منهما يعد أمراً أساسياً لتحقيق صحة متوازنة، مما يساعد على مكافحة الأمراض، إذ تعمل الفيتامينات والمعادن كمضادات للأكسدة على سبيل المثال، مما يحمي الخلايا من التلف المرتبط بأمراض معينة.

نقص الفيتامينات والمعادن أو زيادتها

يحتاج الجسم إلى كميات محددة من المعادن والفيتامينات، إلا أنّ نقصها أو زيادتها عن الحاجة قد يسبب مخاطر وأضراراً صحيّة، فمثلاً قد يؤدي تناول كميات زائدة من الفيتامينات الذائبة في الدهون إلى تراكمها في الأنسجة الدهنية، مما يسبب التسمم، أما نقص الفيتامينات الذي قد ينتج عن قلة الاستهلاك الغذائي أو ضعف الامتصاص، فقد يؤدي إلى أمراض متنوعة، مثل مشكلات العظام الناتجة عن نقص فيتامين د.


كما أنّ نقص المعادن أو تناولها بكميات مفرطة يؤثر سلباً على العمليات الفسيولوجية للجسم أيضاً، فعلى سبيل المثال، يسبب نقص الحديد فقر الدم، بينما يؤدي الإفراط في تناول الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية.


ختاماً، للحفاظ على صحة الجسم، يجب اتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل يتضمن كافة العناصر الغذائية التي تزود الجسم بالفيتامينات والمعادن؛ كالحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، والدهون الصحية، واللحوم وغيرها، كما يمكن تناول بعض المكملات الغذائية لتعويض النقص بعد استشارة الأطباء المختصين بالطبع. 

 المراجع

[1] health.clevelandclinic.org, Know the Difference: Vitamins vs. Minerals, and How Both Impact Your Health
[2] healthline.com, Micronutrients: Types, Functions, Benefits and More
[3] kidshealth.org, Vitamins and Minerals (for Teens) 
[4] medicalnewstoday.com, What are vitamins, and how do they work?
[5] helpguide.org, Vitamins and Minerals - HelpGuide.org

October 28, 2024 / 4:08 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.