التخزين السحابي وآلية عمله

ما المقصود بالتخزين السحابي؟

يُعرف التخزين السحابي (Cloud storage) بأنَّه وسيلة آمِنة وسهلة لتخزين البيانات الرقمية عبر شبكة الإنترنت على خادم بدلاً من تخزينها على أجهزة مادّية من مثل الأقراص الصلبة، أو أجهزة التخزين الخارجية، مع إمكانية وصول أجهزة المستخدمين إلى هذه البيانات بسهولة من أيّ مكان في العالم، وفي أيّ زمان؛ فالتخزين السحابي يُنفَّذ في مراكز بيانات مُتطوّرة تُوفِّرها شركات مُتخصّصة في هذا المجال، مثل: جوجل درايف (Google Drive)، وأمازون ويب سيرفيسز (Amazon Web Services)، وغيرها.

ويتميَّز التخزين السحابي بتوفير مساحات تخزينية كبيرة، ممّا يُسهم في انتشار استخدامه بين الأفراد والشركات، ومن الميّزات الإضافية التي يُقدّمها إمكانية نسخ البيانات احتياطياً على عِدّة خوادم؛ لمزيد من الأمان، ويمكن استخدام خدمة التخزين السحابي؛ لأرشفة البيانات التي يتطلَّب تخزينها مُدَّة طويلة دون الحاجة إلى الوصول إليها باستمرار، مثل بعض السجلّات المالية.

وتشمل البيانات التي يمكن حفظها الملفّات، والصور والرسوم الرقمية، ومقاطع الفيديو، وغيرها، ويتطلَّب الوصول إليها لاحقاً الاتِّصال بشبكة الإنترنت، واستخدام موقع أو تطبيق مُعيَّن فقط، وتكون الشركة المُختَصّة بتقديم خدمات التخزين السحابي مسؤولةً عن حماية البيانات من الضياع، ومن أيّ اختراقات.

آلية عمل التخزين السحابي: كيف تكون؟

يُمثِّل التخزين السحابي نقلة نوعية في التعامل مع البيانات؛ فهو يُوفِّر راحة وأماناً لا مثيل لهما، ممّا يجعله الخيار الأمثل للأفراد والشركات على حَدّ سواء، وتبدأ العملية بإنشاء المُستخدِم؛ فرداً كان أو مؤسسة، حساباً على خدمة التخزين السحابي، ثمّ اختياره نوع التخزين الذي يناسب احتياجاته؛ مجّانياً كان أو مدفوعاً، ويُعَدّ المستخدم الطرف الأوّل في العملية، وسيتمكَّن بعد تسجيل الدخول من رفع الملفّات إلى السحابة، ثمّ تُشفَّر هذه الملفّات؛ لحمايتها أثناء النقل.

وعند رفع الملفات، تُخزَّن على خوادم مُقدِّم الخدمة السحابية؛ وهي الطرف الثاني في العملية، وتتضمّن السحابة عادة عدداً من الخوادم المُترابطة، وغالباً ما تكون مُوزَّعة عبر مراكز بيانات مُتعدّدة؛ لضمان الأمان؛ فالشركات المُتخصِّصة في مجال التخزين السحابي، مثل: جوجل، وأمازون، تُعنى بدورها كأطراف ثالثة بتوزيع عدد من الخوادم في أكثر من نقطة في العالَم، ومتابعتها باستمرار؛ لتحديد توافق سَعتها مع ما يطلبه المستخدم، وإدارة البيانات، والحفاظ عليها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ بإمكان المستخدم الوصول إلى البيانات المُخزَّنة بعد الاتِّصال بالإنترنت؛ إما عبر الويب، أو الموقع الإلكتروني، أو تطبيق الهاتف المحمول، ويمكن مُزامَنة هذه البيانات عبر أجهزة مُتعدِّدة، ممّا يعني أنّ أيّ تغيير يجري على ملفّ ما سيظهر على الأجهزة المُتَّصِلة بالحساب نفسه جميعها، ويمكن للمستخدمين مشاركة الملفّات مع الآخرين بسهولة، ممّا يُسهِّل التعاون في المشروعات المشتركة.

وفي هذا الصدد، ينبغي التنويه أيضاً إلى أنّ شكل تخزين البيانات عموماً يختلف باختلاف نوع التخزين الذي تعتمده الشركة، والذي يعتمد أساساً على حجم البيانات، والحاجة إلى استخدامها بصورة متكررة؛ إذ يمكن اعتماد تخزين الكتل (Block Storage)؛ وهو نوع تُقسم فيه البيانات إلى كُتَل صغيرة تُخزَّن على نحو منفصل، بحيث يكون لكلّ كتلة مُعرِّف فريد، وتحتوي على جزء من البيانات، مع إمكانيَّة الوصول إليها على نحو مُستقِلّ عن الكُتَل الأخرى، أو تخزين الملفّات (File storage)؛ وهو نظام تخزين تقليدي تُخزَّن فيه البيانات على صورة ملفّات داخل مُجلّدات، وهذا النوع يعتمد على هيكلية هَرَمية لتنظيم البيانات.

وهناك أيضاً تخزين الكائنات (Object storage) الذي يُستخدَم لتخزين كمّيات كبيرة من البيانات غير المُنظَّمة، مثل: الصور، والفيديوهات، والملفّات النصّية؛ إذ تُخزَّن البيانات باعتبارها كائنات منفصلة تحتوي كلٌّ منها على البيانات الوصفية (Metadata).

المراجع

[1] spiceworks.com, What Is Cloud Storage? Definition, Types, Benefits, and Best Practices
[2] investopedia.com, Cloud Storage Definition, Benefits, Security
[3] capacity.com, History of Cloud Storage
[4] cloud.google.com, What is Cloud Storage?
[5] techtarget.com, cloud storage