كلّ ما يهمك عن السفر الافتراضي: تجربة فريدة للسفر عن بعد

تعريف السفر الافتراضي

يمكن تعريف السفر الافتراضي بأنه تقنية حديثة تتيح للأشخاص تجربة السفر بطريقة افتراضية، وذلك من خلال الجمع بين عدد من الوسائط المتنوعة؛ كالأصوات، والصور، والفيديوهات عالية الجودة، كما تتضمن هذه التجربة بعض النصوص التوضيحية بهدف إثراء المحتوى، إضافة إلى وجود مزايا تفاعلية؛ كالحركات والروائح في بعض الأنواع المتطورة، مما يجعل الشخص يشعر وكأنه في مكان بعيد عن عالمه الحقيقي، ومنخرط فعلياً بمكان آخر.

يقدّم السفر الافتراضي بعض المزايا الأخرى التي تزيد من واقعية الرحلة؛ مثل خاصية التكبير التي تسمح للزائر بالاقتراب من المعالم المهمة بالنسبة له لمُعاينتها عن قرب، وخاصية الدوران لرؤية الموقع من زوايا متعددة، كما تتيح بعض الرحلات للزائر القيام بحركات تعزز شعوره بالسفر الحقيقي، وتحقق مزيداً من المتعة والاندماج.

ليس ذلك فحسب، بل توفّر بعض شركات السفر خدمة المرشد السياحي الافتراضي أيضاً باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يتم إنشاء شخصية افتراضية مزودة بأصوات مسجّلة للتعامل مع الزائر، وإطلاعه على كل ما يرغب بمعرفته حول المكان الذي يتواجد فيه، مع إمكانية إعادة المعلومات عند الحاجة.

أنواع الجولات الافتراضية

توجد أنواع رئيسة للجولات الافتراضية لا بد من ذكرها لتوضيح المفهوم بطريقة أكثر دقة؛ ومنها جولات 360 درجة، التي تتكون من صور مجموعة معاً لإنتاج صورة واحدة تعرض كافة زوايا المكان، أو صورة واحدة التقطت بكامير بزاوية 360 درجة، وأيضاً هناك جولات ثلاثية الأبعاد صُمّمت خصيصاً لمواقع محددة تتضمن كافة التفاصيل التي تحتويها بتقنية ثلاثية الأبعاد.

أما بالنسبة للجولات الافتراضية الواقعية، فهي أكثر الأنواع التي تشعر الزائر وكأنه يخوض رحلة حقيقية تماماً، إذ يمكن من خلالها الاستمتاع بمشاهدة الأماكن المختلفة باستخدام نظارات خاصة، والاستماع للأصوات الموجودة فيها عن طريق ارتداء السماعات، كما أنها تتيح التفاعل مع المكان أيضاً، مما يجعل المسافر ينغمس تماماً في الرحلة.

إيجابيات وسلبيات السفر الافتراضي

تعتمد بعض الشركات على الجولات الافتراضية لتحفيز السياح على السفر الحقيقي، إذ تمنحهم فرصة مجانية غالباً، ومرنة لرؤية المواقع والمعالم التي يرغبون بزيارتها قبل اتخاذ القرار، كما تتيح لهم التنقل بينها دون إضاعة الوقت، ويُمكن الاطّلاع على طبيعة المكان أيضاً؛ بهدف التجهيز لرحلة واقعية بطريقة مناسبة، فمثلاً يمكن من خلالها معرفة أن المنطقة وعرة، وتتطلب أحذية مريحة.

كما يُعدّ السفر الافتراضي مناسباً للأشخاص الذين يفضلون الاستقلالية التامة أثناء الجولات السياحية، مما يتيح لهم التنقل بين الأماكن المختلفة بعيداً عن الازدحام والضوضاء، إلى جانب إمكانية السفر إلى أماكن قد يصعب الوصول إليها في الحقيقة، ولا يُشترط أن تكون جميع التجارب منقولة تماماً من الواقع، مما يعني إمكانية السفر إلى الفضاء، أو حتى إلى عالم الخيال.

وبالطبع هناك سلبيات مرتبطة بالسفر الافتراضي ينبغي معرفتها؛ أهمها أن بعض المعلومات لا يمكن معرفتها إلا من خلال المعاينة الحقيقية المادية والاحتكاك الاجتماعي المباشر مع الآخرين أثناء السفر، كما قد تتأثر إمكانية تطبيق السفر الافتراضي بتوفّر الأجهزة الحديثة وشبكة الإنترنت الجيدة، مما قد يجعل التجربة غير متاحة لبعض الأفراد في دول معينة. 

ختاماً: السفر الافتراضي في الشارقة

تهتم الشارقة بتعزيز السياحة من خلال الجولات الافتراضية التي  تُتيح للزوار إمكانية زيارة معالمها البارزة عن بعد، ويظهر ذلك جليّاً بما تقدمه إدارة متاحف الشارقة من نماذج لعرض متاحف الإمارة افتراضياً ومجاناً؛ كمتحف الشارقة للتراث، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للفنون وغيرها.

كما تقدّم جامعة الشارقة عبر موقعها الرسمي جولة افتراضية مجانية تعرض من خلالها المبنى الرئيسي، وجميع المرافق الأخرى؛ كالمسارح، والمختبرات، وصالات الألعاب الرياضية، والمكتبة، بالإضافة إلى المستشفى الجامعي، وغيرها من الغرف والمباني بطريقة تحاكي الواقع، وتجعل الشخص يشعر وكأنه يتجول فعلياً في الجامعة.  

المراجع

[1] techopedia.com, Virtual Tour
[2] tourismteacher.com, What is Virtual Tourism and is it the Future?
[3] travelopment.com, What is virtual tourism and when should you make use of it?
[4] uk.indeed.com, 5 types of software for virtual tours (importance and benefits)
[5] sharjah.ac.ae, Virtual Tour