نصائح للمقبلين على البناء

تحديد الميزانية اللازمة

تُعَدّ الميزانية من أهمّ الأمور التي يجب التفكير فيها قبل البدء بالبناء؛ فهي التي تُحدِّد ما بعدها من مراحل؛ لذا، لا بُدَّ من تحديد الميزانية الفعلية التي يُمكن تحمُّلها بدِقَّة، ثمّ تحديد النفقات التي يحتاج إليها البناء بما يتناسب معها، وتشمل النفقات شراء الأرض، وشراء موادّ البناء، وتعيين المهندسين المشرفين على عمليّة التصميم والبناء، والعُمّال، وغيرها.

ولا بُدّ من الأخذ في الحُسبان الاحتمالية المُتوقَّعة لزيادة النفقات، وهو أمر طبيعي في عملية البناء قد يحدث لأسباب عِدَّ، مثل: ارتفاع أسعار موادّ البناء والعَمالة، أو التغيُّرات الطارئة التي قد تطرأ أثناء مرحلة التصميم أو البناء، أو الحاجة إلى مزيد من التراخيص، وغيرها؛ الأمر الذي يتطلَّب تخصيص مبلغ مُحدَّد للحالات الطارئة وغير المُتوقَّعة.

اختيار الموقع المُناسب 

اختيار الموقع وشراء الأرض من الأمور الأساسيَّة والمِحوَريّة التي لا بُدّ من مراعاتها قبل البدء بالبناء، ومن ذلك أن تكون أرض البناء قريبة من الخدمات؛ كالمدارس، والجامعات، ومكان العمل، وأن تكون مُزوَّدة بالبنية التحتية اللازمة؛ كالصرف الصحّي، والماء، والكهرباء، وأن تكون في المنطقة التي يرغب المالك بالعيش فيها؛ كأن تكون في المناطق الريفية، أو في المدينة، أو في الأمكِنة الهادئة، أو غيرها.

ولا بُدّ أيضاً من اختيار أرض ذات تضاريس مُناسبة؛ إذ يُفضَّل أن تكون مُستَوية، أو مُسطَّحة؛ لأنّ  الأراضي شديدة الانحدار قد تحتاج إلى نفقات إضافية؛ لتسويتها بحيث تُصبح مناسبة للبناء، ويمكن هنا الاستعانة بأحد مَسّاحي الأراضي المُرخَّصين؛ بهدف إجراء الفحص اللازم للتربة والأرض قبل شرائها، والتحقُّق من أنّ طبيعة التربة تُناسب البناء المطلوب؛ لتجنُّب التعرُّض للمُفاجآت لاحقاً.

ويجدر التنويه هنا إلى أنّه على الرغم من أنّ بعض المشكلات يمكن معالجتها من قِبَل المهندسين المُختَصّين، فإنّ معرفتهم بها أمر ينبغي التحقُّق منه.

تصميم مخطط المنزل بأسلوب يتناسب مع ساكنيه

عادةً ما يُستَعان بمهندس معماري في تصميم مُخطَّطات المنزل تصميماً مُخصَّصاً يُناسب صاحب المنزل وأسرته؛ اعتماداً على احتياجاتهم، وتفضيلاتهم، وأسلوب حياتهم؛ باختيار المساحة المطلوبة، والعدد المناسب للغرف، وتقسيمات المنزل من الداخل، وغيرها، ولا بُدَّ هنا من الإشارة إلى أنّ هناك عدداً من المُخطَّطات الجاهزة التي يمكن اعتمادها، مع إجراء بعض التغييرات الطفيفة التي يحتاج إليها المالك، بالاستعانة مع المهندس المعماري، أو عُمّال البناء. 

ومن المهمّ بمكان أن تتناسب مُخطَّطات تصميم المنزل مع حالة ساكِنِيه في المستقبل؛ إذ لا بُدّ من التفكير في احتماليّة زيادة عدد الأطفال، أو مدى ملاءمته لكِبار السِّنّ عند تقدُّمهم في العمر، وينبغي أيضاً التحقُّق من توافُق المُخطَّطات مع قوانين الدولة وأنظمتها؛ فالتجاوز في هذه الأمور قد يُسبِّب نفقات إضافية لا حاجة إليها.

اختيار فريق العمل المناسب

إنّ اختيار فريق العمل المناسب، لا سِيَّما لمَن لا يملك خبرة سابقة في البناء، يُعَدّ أمراً أساسيّاً يُؤثِّر في سَير البناء لاحقاً؛ فالاختيار المناسب يُوفِّر الراحة والأمان للمالك؛ لأنّ الفريق هو المسؤول الأوّل عن عملية البناء كلّها، وسيكون العمل معه مستمرّاً طوال مُدَّة المشروع؛ لذا، لا بُدّ من اختيار شركة مقاولات -مُؤسَّسة متخصِّصة في تنفيذ مشروعات البناء والتشييد- تتمتَّع بالثقة والمسؤولية، ومهندسين ذوي خبرة، وعُمّال ماهرين، بما يتناسب مع الميزانية المُحدَّدة.

ولا بُدّ من مراعاة أمور عِدَّة عند اختيار المهندس المُقاول قبل توقيع العقد معه، ومنها: الاطِّلاع على أعماله السابقة، والتواصل مع عملائه السابقين، والتحقُّق من أنّ أسلوبه وشخصيّته يُمكِّنان الآخرين من التفاهم والتعامل معه براحة وسلاسة، ثمّ توقيع العقد بعد ذلك؛ لضمان الحفاظ على الحقوق كلّها، ولا بأس من استشارة مُحامٍ مُتمكِّن؛ للاطمئنان أكثر.

اختيار مواد البناء والتشطيبات المناسبة

وهذه الخطوة أساسيَّة وشاملة للأعمال السابقة كلّها، وتتمثَّل باختيار الموادّ المُراد استخدامها، والاطِّلاع على أسعارها، وتحديد السِّعر المُتَّفق عليه مع شركة البناء، بالإضافة إلى الاهتمام بالتشطيبات، والتفاصيل المُتعلِّقة بجمالية المنزل، والتي يُمكن ملاحظة تأثيرها في المنزل مباشرةً.

 ومع أنّ هذه الخطوة نهائية تسبق جاهزية المنزل واستخدامه، إلّا أنّه لا بُدَّ من مراعاة أمور عِدَّة فيها قبل البدء بتنفيذ أعمال البناء؛ كمراعاة استخدام بلاط الأرضيات في كلّ غرفة بما يتناسب مع استخدامها؛ فأرضيّات غرف النوم تختلف عن أرضيّات المطابخ.

ويُراعى في هذه الخطوة أيضاً الدهان الداخلي والخارجي، والأبواب، والنوافذ، والأعمال الخشبية؛ كالخزائن ونحوها، والتمديدات الصحّية في الحمّامات، وأحواض الاستحمام، والمغاسل، والتمديدات الكهربائية في أنحاء المنزل كافَّة، وأنظمة التكييف، وغيرها.

التواصل المستمر والفَعّال مع فريق العمل

حصول بعض الأخطاء التي لا تُلبّي التوقُّعات أمر طبيعي أثناء البناء، ولا داعي للقلق بشأنه؛ إذ يُمكن تقليلها بالحرص على التواصل الفعّال مع المهندسين وشركة خدمات البناء، وتوضيح ما يرغب المالك في الحصول عليه بدِقَّة؛ فقد تكون بعض الأخطاء ناتجة عن سوء الفهم بين الطرفَين.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، وإنَّما بالحفاظ على التواصل المُستمِرّ مع فريق العمل أيضاً، وبناء علاقات ودّية معهم، ويُفضَّل زيارة موقع المشروع دائماً؛ للاطِّلاع على آخر التطوُّرات والتحديثات، والتحقُّق من سَير المشروع على النحو الذي يرغب فيه مالكه، ولا بأس من التقاط بعض الصُّور في كلّ زيارة؛ لتوثيق الأعمال، والتمكُّن من الاستفسار عن أيّ أمر لاحقاً.

وختاماً، تتَّجِه العديد من دُول العالم، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى استخدام الموارد الطبيعية استخداماً أمثل؛ لتلبية حاجة الأجيال الحالية والقادمة أيضاً؛ بإنشاء مُدن ذكيَّة مُستَدامة.

ومن أبرز الأمثلة على هذه المُدن الذكيَّة "مدينة الشارقة المُستَدامة" التي تُعَدّ أوّل مجمَّع سكني مُستَدام في إمارة الشارقة؛ فهي تستهلك الطاقة بنسبة 0%؛ لاعتمادها على مصادر الطاقة المُتجدِّدة، ومعالجة مياه الصرف الصحّي؛ لإعادة استخدامها في ريّ المساحات الخضراء، وتُشجِّع المواطنين على استخدام وسائل النقل النظيفة؛ كالمشي، بالإضافة إلى أنَّها تهتمّ بإعادة تدوير النفايات.

لذا؛ لا بُدَّ من مواكبة العالم، والبدء بالتفكير في بناء منزل مُوفِّر للطاقة؛ لتوفير النفقات المُتوقَّعة، وتقليل التأثيرات البيئية السلبية؛ عبر استخدام ألواح الطاقة الشمسية؛ للحَدّ من استخدام الكهرباء، والمحافظة على البيئة، ولا بُدّ هنا من الإشارة إلى أنّ الألواح الشمسيَّة تتطلَّب صيانة أقلّ.

المراجع

[1] architecturecourses.org, How to Build Your Own House?
[2] newhomesource.com, A Step-by-Step Guide to the Home Building Process
[3] thespruce.com, Before You Build Your New Home: 5 Preparation Steps
[4] thebrumblegroup.com, 10 things you should know before building a house with a builder
[5] mbrhe.gov.ae, كيف تبني مسكنك