لا يوجد تعريف موحد لمصطلح "المغص"، لكن تم تعريفه على نطاق واسع على أنه بكاء دون سبب واضح، حيث يستمر لمدة 3 ساعات أو أكثر خلال اليوم، ولمدة 3 أيام أو أكثر في الأسبوع عند الرضع الأصحاء، من هم أقل من 3 أشهر من العمر.
وقد يتحسن المغص عند الرضع بشكل تلقائي مع الوقت دون الحاجة إلى أي علاج، حيث أن الأعراض تزول عند 60% من الرضع قبل 3 أشهر من العمر، وفي 80 إلى 90% عند الرضع قبل 4 أشهر من العمر.
وإن علاج المغص عند الرضع يهدف إلى التقليل من بكاء الرضيع، وتعزيز العلاقة بين الرضيع وأسرته، لذلك فإن مساندة الوالدين ومساعدتهم هو الدعامة الأساسية في العلاج، ويتم ذلك عن طريق تعليمهم كيفية التعامل مع أعراض الطفل، لمنع ظهور مضاعفات على المدى الطويل، والتي قد تؤثر في العلاقة بين الطفل وأسرته.
الطرق العلاجية للمغص:
1-دعم الوالدين ومساندتهم نفسياً مع تعليمهم الوسائل التي من الممكن أن تقلل من المغص ومن بكاء الطفل مع التركيز على النقاط التالية:
● المغص عرض شائع، وعادة ما يختفي تلقائياً في الشهر الثالث أو الرابع من العمر.
● الرضيع لا يعاني من أي مرض وقد يتطلب الأمر كثرة المتابعة "إما عن طريق الهاتف أو شخصياً".
● تشجيع الآباء والأمهات على أخذ قسط من الراحة بعيداً عن الرضيع "على سبيل المثال، يتناوب الوالدين مع الرضيع خلال فترة الإصابة بالمغص والبكاء، أو عن طريق الطلب من أحد الأقارب أو الأصدقاء بالاعتناء بالطفل.
● طمأنة الوالدين بأن مشاعر الإحباط والغضب والإرهاق، والشعور بالذنب، والعجز هي ردود فعل طبيعية، ولا تحتاج للقلق كما أن الطفل المصاب المغص من الصعب تهدئته.
2- تعديل الأساليب المتبعة عند الرضاعة أو التغذية
إن مغص الرضع قد يكون أحد أسبابه هو مشاكل التغذية "على سبيل المثال، التغذية الناقصة، أو فرط التغذية، وعدم التجشؤ بشكل كافٍ"، كما إن وضع زجاجة تغذية الطفل في وضع عمودي بالإضافة إلى التجشؤ المتكرر، قد يقلل من بلع الهواء، ومن الممكن كذلك استشارة أخصائي الرضاعة لمعرفة الأساليب الصحيحة، التي تقلل من حدوث المغص الوضعيات الصحيحة عند إرضاع الطفل.
3-استخدام التقنيات المختلفة لتهدئة الرضيع
يمكن للآباء والأمهات اتباع تقنية معينة لعدة دقائق والانتقال إلى تقنية أخرى عند عدم الاستفادة، ومثال على التقنيات:
● حمل الطفل والسير به في عربة الأطفال، أو أرجوحة الرضع أو في السيارة.
● هز الطفل بلطف أو فرك البطن أو إعطائه حماماً دافئاً.
● تغيير المكان الذي يتواجد فيه الطفل، أو التقليل من المؤثرات البصرية أو استخدام المصاصة "اللهاية".
• التقميط "لف الرضيع ببطانية" مع ترك مساحة كافية لثني الورك والركبة، مع حرية حركة الساقين.
● جعل الرضيع يستمع إلى تسجيل صوتي لدقات القلب أو "الضوضاء البيضاء" مثل صوت المكنسة الكهربائية، مجفف ملابس، غسالة أطباق، أو استخدام جهاز مولد للضوضاء البيضاء.
4- طرق علاجية أخرى:
هناك العديد من الوسائل العلاجية الأخرى، لكن لا توجد دراسات كافية تثبت فعاليتها، ومن الممكن تجربتها بعد استشارة الطبيب ومنها: المساج وخاصة للبطن، وتغيير النظام الغذائي للأم المرضعة كالابتعاد عن حليب البقر، ومنتجاته وعن الأطعمة المسببة للحساسية مثل البيض، والمكسرات، وكذلك تغيير الحليب الصناعي المستخدم إلى نوع آخر.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الطرق التي قد يتبعها الوالدين ولكن لا ينصح بها لعدم وجود دراسات تثبت فعاليتها ولاحتمالية ضررها على الرضيع منها إعطاء الرضيع الأعشاب، والبكتيريا النافعة "بروبايوتك"، واستخدام الأدوية التي تقلل من الغازات والمغص مثل سيميثيكون " simethicone ".