جار التحميل...
ويحدث ذلك نتيجة مشكلات عُضويّة وجسدية، مثل: ضعف السمع منذ الولادة، أو الولادة المُبكِّرة، أو ضعف عضلات الحلق والحنجرة واللسان، أو مشكلات نفسية، مثل: إهمال الطفل وعدم تحفيزه في البيت، أو الإصابة بطَيف التوحُّد.
يمكن أن يُواجه الأطفال بعض الصعوبات أثناء تعلُّمهم النطق، وقد يتأخّر بعضهم عن أقرانهم قليلاً، إلّا أنّ هناك علامات فارقة يجب الانتباه إليها إذا بلغ الطفل عاماً من عمره ولم تصدر عنه، وأبرزها عدم نُطقه كلمة إلى كلمتَين، مثل: كلمة "ماما"، أو كلمة "بابا"، وعدم استخدامه الإيماءات، مثل: التلويح، أو هزّ الرأس، أو الإشارة، وعدم فهمه أو استجابته للكلمات البسيطة، مثل: "لا"، و"وداعاً"، وعدم استجابته لدى مُناداته باسمه، وعدم قدرته على الإشارة إلى الأشياء المُثيرة لاهتمامه، مثل: الطيور، أو الطائرات، وعدم تلفُّظه بكلمات غير مفهومة، مثل: "ما، دا دا، با".
ومن العلامات الفارقة الأخرى أنَّ الطفل عندما يبلغ 18 شهراً أو 24 شهراً من عمره، يميل إلى استخدام الإيماءات أكثر من الألفاظ في التواصل، كما أنّه يُواجه صعوبة بتقليد الأصوات في بيئته، واتِّباع التوجيهات اللفظية البسيطة، مثل: "أغلِق الباب"، أو "أحضِر الكتاب"، إضافةً إلى أنَّه لا يُصدِر كلمات أو عبارات عفوية، وإن حاول الكلام فإنَّه يُكرِّر بعض الأصوات فقط دون استخدام واضح للغة؛ لأنّ رصيده اللغويّ بالكامل لا يتجاوز 50 كلمة في عمر السنتَين.
في هذا العمر يجب أن يكون الطفل قد بدأ بتكوين العبارات المفهومة، إلّا أنّ مَن يُعاني تأخُّراً في النطق سيكون غالباً ما يتحدَّث بكلمات مفردة، أو عبارات قصيرة بدلاً من الجمل الكاملة؛ فيُشير إلى السيّارة ويقول "سيارة" فقط مثلاً بدلاً من قوله: " أريد اللَّعِب بالسيارة"، كما أنَّه يُقلِّد فقط ما يقوله الآخرون، ولا يستطيع أن يفهم التعليمات أو الأسئلة الطويلة، مثل "أحضِر الصندوق لتجمَعَ فيه الألعاب"، ولا يمكنه ربط كلمتَين مُتَشابِهَتَين، مثل "الصحون والملاعق؛ فقد يُسمّيها "الصحون وفرشاة الأسنان".
ومن العلامات المهمة التي تظهر على الطفل الذي تأخّر نُطقُه في هذا العمر تلعثُمه كثيراً، وإن تكلَّم فسيكون من الصعب على أيّ أحد فهمه؛ سواء في العائلة، أو في الحضانة؛ لأنَّه لا يستطيع نُطق معظم الحروف بطلاقة، ولا يعرف الفرق بين استخدام الضمائر في الكلام؛ فقد يستخدم "أنا" مع أنَّه يقصد "نحنُ"، وهذا يمنع فهم المقصود من كلامه بوضوح، إضافة إلى أنّه لا ينجذب كثيراً إلى قراءة الكتب المُصوَّرة، وعند مناقشة تلك الكتب معه لن يتمكَّن من الربط بين الصورة والكلمة التي تدلّ عليها.
بعد سِنّ الخمس سنوات لا يظلّ تأخُّر النُّطق محصوراً في عدم القدرة على توضيح الكلام فحسب، بل يتوسَّع ليشمل عدم قدرة الطفل على فهم المفردات الأساسية، وعدم القدرة على اتِّباع توجيهات متعددة بسهولة، كما قد يُعاني من صعوبة التعبير عن احتياجاته ورغباته بوضوح، ولا يستطيع تكوين جملة كاملة صحيحة نحويّاً أو استعمال الأفعال في زمنها الصحيح؛ فمثلاً، قد يقول: "أذهب في اليوم بالحالفة" وهو يقصد "ذهبت اليوم في الحافلة"، ولا يعرف أضداد الكلمات، مثل: أبيض وأسود، وليل ونهار، وما إلى ذلك.
ومن علامات تأخُّر النُّطق في هذا السنّ أيضاً أنّ الطفل لا يستطيع إعادة سَرد قصة قصيرة باستخدام عبارات مُترابِطة، ولا يعرف زمن القصَّة ولا يفهم مغزاها، كما أنّه لا يستطيع الجلوس والاستماع بهدوء للآخرين، ولا يستطيع الاستمرار في موضوع واحد أثناء المحادثة، ولا طرح أسئلة أو التعليق على آراء زملائه، ممّا قد يُشير إلى مشكلة تتمثَّل في عدم فهمه ما يقولونه.
وختاماً، لا يعني ظهور بعض علامات تأخُّر النُّطق لدى الطفل أنَّ لديه مشكلة حقّاً، وخاصَّةً إذا كان تأخُّره قليلاً؛ إذ تختلف مستويات تطوُّر النُّطق من طفل إلى آخر، لذا لا ينبغي الحكم إلّا بعد مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة بدِقَّة، وفحص سمعه، والتأكُّد من إدراكه الإيماءات والألفاظ وفهمه إيّاها، وبناءً عليه، يمكن وصف العلاجات المناسبة؛ سواء كانت العلاجات دوائية، أو سلوكية، وإن كان تأخُّر الطفل في النُّطق نتيجة سبب غير عُضوِيّ، فيُمكن تشجيعه على الكلام من خلال إعطاءه رُدود أفعال إيجابية على كلامه، ومحاولة التحدُّث معه قدر الإمكان.
المراجع
[1] healthline.com, Language and Speech Delays in Toddlers
[2] fdna.health, The Causes of Speech Delay
[3] expressable.com, Speech Delay
[4] verywellfamily.com, Therapy for Preschool Speech and Language Delays
[5] babycenter.com, Warning signs of a speech delay in toddlers