رائحة العرق الكريهة والتخلص منها.. خصوصاً في فصل الصيف

ما سبب رائحة العرق الكريهة خصوصاً في فصل الصيف؟

التعرّق وظيفة حيوية يقوم بها الجسم بشكلٍ طبيعي لضبط درجة حرارته وتنظيمها، والعرق لا رائحة له في الأصل؛ فهو محلول ملحيّ يتكون معظمه من الماء وكلوريد الصوديوم، لكن عندما يُفرَز في المناطق التي تتضمن بُصيلات للشعر -مثل منطقة تحت الإبطين- تخرج معه إفرازاتٍ دهنية، تُحللها بعد ذلك البكتيريا الموجودة بشكلٍ طبيعي على الجلد إلى أحماضٍ لها رائحةٍ كريهة.

ولا شكّ أنّ رائحة العرق تُصبح ملحوظة وكريهة أكثر في فصل الصيف؛ لأنّ الجسم يُفرزه بكمياتٍ أكبر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما أنّ النشاط البدني والخارجي يزيد عادةً في هذا الفصل، مثل ممارسة الرياضية أو القيام بفعالياتٍ مختلفة في الهواء الطلق، مما يزيد الحاجة إلى ترطيب الجسم وتبريده بالعرق، وبالتالي زيادة فرص تفاعله مع البكتيريا المُسببة للروائح الكريهة.

أفضل الطرق للتخلّص من رائحة العرق الكريهة في الصيف

تَجنُّب تفويت يوم دون أخذ حمامٍ منعش

يُنصَح بالاستحمام يومياً مرة واحدة على الأقل، ومرتين في الأيام الحارة جداً في فصل الصيف، مع الحرص على إزالة الشعر من تحت الإبطين، واستعمال صابون أو جل استحمام مضاد للبكتيريا وبرائحةٍ لطيفة؛ لتنظيف الجسم بالكامل وإزالة خلايا الجلد الميتة عنه بشكلٍ جيّد، خاصة في المناطق التي تكون رائحة العرق فيها كريهة أكثر من غيرها.

كما يُفضَّل أن يكون هذا الحمام بعد ممارسة الرياضة أو التعرّض للتعرّق والإجهاد بسبب التوتر أو ارتفاع درجة حرارة الجو، ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أهمية تجفيف الجسم جيّداً بعد الاستحمام؛ لأنّ البشرة الجافة تمنع تكاثر البكتيريا المُسببة لرائحة العرق الكريهة على عكس البشرة الرطبة.

استخدام مزيل أو مضاد للعرق فعّال

بعد الانتهاء من الاستحمام وتجفيف الجسم جيّداً يُنصَح باستعمال مزيل عرق في حال المعاناة من رائحة العرق الكريهة فقط دون التعرّق كثيراً، بينما يُفضّل استخدام مضاد للعرق في حال المعاناة من رائحة العرق الكريهة والتعرّق الزائد أيضاً أكثر من الحد الطبيعي.

ذلك لأنّ مزيلات العرق لا تمنع إفراز الجسم له، وإنما تُخفف رائحته وتلطفها فقط؛ إذ تجعل طبيعة الجلد أكثر حمضية، وبالتالي أقل تفاعلاً مع البكتيريا، كما أنّها تتضمن روائح لطيفة ومنعشة تُخفي رائحة العرق المزعجة، بينما تحتوي مضادات العرق على عِدة مركبات كيميائية تُضيّق المسام التي يُفرَز منها العرق بشكلٍ مؤقت، مما يجعلها فعّالة أكثر للحد من التعرّق المفرط. 

ملاحظة: يُمكن شراء أيّ مضاد عرق مناسب من الصيدلية دون الحاجة إلى وصفةٍ طبية، وفي حال استعماله وعدم الحصول على نتيجةٍ مُرضية يُمكن استشارة الطبيب للحصول على نوع ملائم أكثر لحالة الجسم.

اختيار الملابس الصيفية بعناية

بالتأكيد لطبيعة الملابس المختارة في فصل الصيف دور كبير في التخلّص من رائحة العرق الكريهة؛ إذ يُنصَح بارتداء الملابس الفضفاضة والمصنوعة من نسيجٍ قطني أو أليافٍ طبيعية بشكلٍ عام؛ فهي تسمح بمرور الهواء إلى الجسم، بالتالي التخفيف من العرق بالتبخّر، والتقليل من تراكم البكتيريا المُسببة للرائحة الكريهة.

وكذلك اختيار ملابس ذات ألوانٍ فاتحة قدر الإمكان والابتعاد عن الألوان الغامقة، والتي تزيد من امتصاص الجسم للحرارة، وبالتالي التعرّق أكثر، كما يُفضَل ارتداء ملابسٍ خاصّة عند ممارسة الرياضة، تكون مصنوعة من موادٍ خفيفة الوزن وجيّدة التهوية.

الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب التعرّق والرائحة الكريهة 

يُنصَح بالتقليل من تناول الأطعمة التي لها تأثير حراري وتزيد التعرّق، مثل الأطعمة الغنية بالتوابل بما في ذلك الكاري، والفلفل، والصلصة الحارّة، وكذلك تجنُّب تناول كمياتٍ كبيرة من اللحوم الحمراء أو حتى الأطعمة الغنية بالبروتين بشكلٍ عام؛ لأنّها تتطلب الكثير من الطاقة لهضمها وتزيد الشعور بالحرارة، مما يدفع الجسم إلى التعرق أكثر ليبرّد نفسه، وأيضاً يُنصح بتجنّب الأطعمة التي تُسبب رائحة كريهة للعرق أو على الأقل عدم المبالغة في تناولها، مثل الثوم، والبصل، والقرنبيط، والكرنب (الملفوف). 

ومن ناحيةٍ أخرى يُفضَل الإكثار من الأطعمة الغنية بالكلوروفيل، مثل البقدونس، والسبانخ، والخضار الورقية بشكلٍ عام، وشرب كميةٍ كافية من الماء تتراوح بين 3-4 لترات في اليوم، خاصة في أيام الصيف الحارّة؛ لتنظيم درجة حرارة الجسم والتقليل من التعرّق الزائد.

تجربة مكوناتٍ طبيعية للتخفيف من العرق

تُساعد بعض المكونات الطبيعية الآمنة على التحكّم بالتعرّق والتخفيف من رائحة العرق في منطقة الإبطين تحديداً؛ لاحتوائها على موادٍ فعّالة في قتل البكتيريا المُسببة لرائحة العرق الكريهة، مثل الليمون، إذ يُمكن فرك منطقة الإبط بنصف ليمونة مباشرة، أو تخفيف عصير الليمون بالماء ووضعه في زجاجة رذاذ، ثمّ رشّ المنطقة به، ويُفضل تركه لمدّة 30 دقيقة، ثم غسله جيّداً، وكذلك خل التفاح، إذ يُمكن استخدامه بتخفيف مقدار من الخل بالماء بنسبة (1:1)، ثم غمس قطعة قطنية بالمحلول ومسح منطقة الإبطين به.

أيضاً هناك مكونات تعمل كقابض للمسام -أي تُضيقها-، مما يُخفف التعرّق ويساعد على التخلّص من الرائحة الكريهة، مثل الشاي الأخضر، الذي يُمكن استخدامه بنقع عِدة أكياسٍ منه في الماء الدافئ، ثمّ وضعها تحت الإبطين لبضع دقائق، ثمّ غسل المنطقة جيّداً.

كما يُمكن استخدام بندق الساحرة، سواءً بوضع كمية مناسبة من بندق الساحرة السائل على قطعةٍ قطنية ومسح منطقة الإبطين به، أو حتى عمل معجونة من مسحوق بندق الساحرة مع الماء بنسبة (1:1)، ووضعها تحت الإبطين لمدة ساعة تقريباً، ثمّ شطفها بالماء.

ملاحظة مهمّة: لا بدّ من إجراء اختبار الحساسية قبل تجربة أيّ مكوّن من المكونات المذكورة في الأعلى، وذلك بوضع القليل منه على جلد المعصم الداخلي وتركه لمدة ساعة تقريباً، وفي حال عدم ملاحظة أيّ رد فعل تحسسي، مثل الحكّة أو الاحمرار أو غير ذلك، حينها يُمكن استخدامه بأمان.

تجربة أحد العلاجات الطبية للتحكّم بالعرق

في حال تطبيق معظم النصائح المذكورة في الأعلى وعدم ملاحظة تحسنٍ واضح يُمكن حينها استشارة طبيبٍ مختص وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد سبب المشكلة والحل الطبي الأنسب لحالة الجسم، مثلاً قد يوصي الطبيب باستخدام مضاد للعرق يحتوي على نسبةٍ تتراوح ما بين 10-30% من مركب كلوريد الألمنيوم الفعّال في التحكّم بالتعرّق المفرط.

كما يُمكن استخدام مضاداتٍ حيوية -سواءً موضعية أو فموية- تُقلل من البكتيريا الموجودة على الجلد والمُسببة لرائحة العرق الكريهة، وأيضاً تُعد حقن البوتوكس المخصصة لتقليل قدرة الغدد العرقية على إفراز العرق من الحلول الفعّالة في حال المعاناة من التعرّق المفرط، لكن يجب تكرارها كل بضعة أشهر.

المراجع