نتائج إهمال الزوج لزوجته.. وكيف تؤثر سلباً في الحياة الزوجية؟

عدم الاهتمام بالتفاصيل الخاصة بالزوجة، وحتى عدم بذل أي جهد على المستوى النفسي والفكري، أحد أهم أسباب زعزعة مفهوم الزواج القائم على الأمان والشراكة والمودة، وهو ما قد يؤثر في جودة الحياة الزوجية بالفعل، فكما قال كاتب المحتوى التحفيزي دودينسكي: "الإهمال غالباً ما يكون السم البطيء الذي يدمر العلاقات".

هذه بعض نتائج إهمال الزوج لزوجته، وتوضيح كيفية تأثير هذا الإهمال في الحياة الزوجية:

التأثير سلباً في نفسية الزوجة

حين تشعر الزوجة بأنها مهمَلة، وأنها ليست ضمن قائمة الأولويات، وأنها غير مهمة في حياة زوجها، فإنها ستشعر بالحزن والوحدة وانعدام الأمان، وأنّه ليس هناك من يحتويها ويهتم لأجلها، حينها ستبدأ تتآكل نفسياً، وتدخل في دوامة من المزاج السيئ.

ستتأثر نفسية الزوجة سلباً على كافة الأصعدة، فربما تبكي لو تحدثت عن مشاعرها أمام زوجها، أو حين تطلب الاهتمام بشكل مباشر منه؛ لأنها تشعر بأنها مجروحة من الداخل، بل يمكن أن تبكي وحدها، وتبدأ بالشكّ في مدى جاذبيتها بالنسبة له وليس أهميتها فقط، فتبدأ بالتعليق سلباً على مظهرها، وتنتقد نفسها بنفسها.

الأمر ليس جيداً إطلاقاً، وقد يؤثر على المدى البعيد في حاجتها إلى مرشد أو طبيب نفسي في حال لم يتم التعامل مع الأمر، وهذا ما أكدته دراسة نشرتها معاهد الصحة الوطنية الأميركية (NIH) عام 2023، والتي أشارت إلى أن النساء غير الراضيات عن حياتهنّ الزوجية معرضات لمستويات أعلى من الاكتئاب مقارنة بالزوجات اللواتي يشعرن بالرضا والسعادة.

خلق جو من التوتر في المنزل 

هذه الحالة تكون قبل صمتها الأخير وبدء تغير تصرفاتها بالفعل في الحياة الزوجية، سيكون المنزل متوتراً في الغالب؛ لأنها غاضبة دائماً، وتتذمر في كل الأحوال، سيكثر سماع زوجها لها وهي تقول على أي طلب تطلبه منه ويتأخر قليلاً: "لا داعي لأن تفعل شيئاً أنا سأقوم بالأمر"، فهناك شيء مهزوز تجاهه، ورفضه لمشاركتها في أي شيء تطلبه منه يجعلها سريعة الاشتعال، بل ربما يدخل عليها زوجها فجأة ويسمعها تشكو لإحدى صديقاتها أو والدتها عن علاقتها به، وهذا وحده ما يجعل البيئة غير سليمة في المنزل، فتنعكس على نفسيته ونفسية أفراد الأسرة بشكل عام!

بعد حين عندما لا يستجيب الزوج، ويغير معاملته لها، فإنّ التوتر سيتحول إلى صمت قاتل؛ لأنها ستصل إلى مرحلة من عدم الاكتراث واللامبالاة هي أيضاً، فلن تشارك الأحاديث والنقاشات العميقة معه، ولن تتحدث عن تفاصيل يومها، كل ما ستفعله هو أن تقول "ماذا تريد على العشاء اليوم؟"، أو "ملابسك جاهزة، هل تريد شيئاً آخر؟"، حتى المزاح والضحك والجو المرح سيبدأ بالتلاشي.

كسر روابط العلاقة الزوجية

في بداية الزواج تحاول الزوجة غالباً كسر الروتين؛ فهي تضع الخطط للخروج والاستمتاع والبقاء إلى جانب زوجها وقضاء الوقت معه، بل إنها تحاول أن ترضيه بكل الطرق الممكنة، لكن إذا جعلها تصل إلى الشعور بالرفض مع استمرارية الإهمال لها ولكل ما تفعله، فإن روابط الحياة الزوجية ستتكسر شيئاً فشيئاً.

ستحاول الزوجة في هذه الحالة، الانسحاب من حياة زوجها؛ أي أنها لن تكترث لقضاء الوقت معه، حتى إنه سيلاحظ تراجع اهتمامها به، بل ربما تحاول أن تقضي وقتها الأكبر مع صديقاتها وعائلتها ضمن أفراد شبكة اجتماعية أخرى؛ لأنهم يقدمون الدعم النفسي لها، ويجعلونها تشعر بالارتياح مقارنة بالوقت مع الزوج الذي يشعرها أنها غير مهمة، وربما غير موجودة، وهذا ما قد يحوّل العلاقة إلى برود تام، وربما إلى إهماله مع الوقت بعد أن كان أهم شخص في حياتها.

قد تتغير أولوياتها في الحياة، وتبدأ الزوجة بالبحث عن نفسها في مكانٍ آخر، في عمل جديد أو هواية جديدة، وحين تصل المرأة إلى وضع زوجها في آخر قائمة أولوياتها، فإن الأمر يكون إنذار خطر بأن مشاعرها بدأت تتلاشى نحوه.

جعل احتمالية الطلاق ممكنة

"اللامبالاة والإهمال غالباً ما يؤدّيان إلى ضرر أكبر بكثير من الكراهية الصريحة"، هذا ما قالته الكاتبة والروائية البريطانية جي كي رولينغ.

بالفعل إن الإهمال قاتل صامت للعلاقات، فقد لا يكون ملموساً من الخارج كالعلاقات التي يكون فيها الزوج غاضباً أو مسيطراً، إلا أنّ الزوج يهمل زوجته في تفاصيل كثيرة على كافة المستويات التي تحتاج وجوده فيها؛ فكرياً أو عاطفياً أو غيرها، وحدوث خلل في أي منها قد يبعثر البقية، هذه التفاصيل تستطيع هي وحدها كزوجة أن تلاحظها، وهذا ما قد يجعلها تنفجر في لحظة أخيرة بعد محاولات كثيرة، وتطلب الطلاق، لأن العلاقة مع الوقت ومن دون أي محاولات للإصلاح قد تآكلت، وصار إنهاء هذه العلاقة هو مخرجها الوحيد.

كيفية إنقاذ الحياة الزوجية من الانهيار

الحزن والانعزال والبكاء، ثم التعبير عن المشاعر وطلب التغيير، ثم الغضب والاستياء والانفعال الزائد، فالصمت والابتعاد والبحث عن طريق بعيدة عن التفاصيل في الحياة الزوجية، يمكن القول إنّ هذه هي مراحل ردود فعل الزوجة تجاه إهمال زوجها لها، سواء بعدم وجوده معها يومياً، أو في أوقاتها المهمة أو الحزينة، أو بعدم تواصله الفعال معها، أو غياب المدح والكلام الطيب والنقاشات المشتركة والخطط المستقبلية، وهو ما قد يجعل الزواج مهدداً بالفشل.

يمكن للزوج ملاحظة تغيّر زوجته وتصرفاتها تجاهه، حينها عليه أن يعي أن إهماله وانشغاله الدائم عنها سبب مهم ورئيس لذلك، وبالطبع يمكن في هذه الحالة تغيير التصرفات والسلوكيات لإعادة العلاقة إلى ازدهارها.

ومن أبرز ما يمكن فعله لإنقاذ الزواج من الانهيار نتيجة الإهمال، هو تشجيع الزوجة على الحديث وفتح باب للحوار، بالجلوس إلى جانبها بلطف وسؤالها عن يومها، والاستماع إليها باهتمام، ومحاولة تهدئتها وتحملها عند الانفعال، فقد تكون ما زالت تحمل مشاعر خيبة أمل أو استياء من العلاقة، وبالطبع تجربة التخطيط لأنشطة مشتركة مثل الذهاب في رحلة في نهاية الأسبوع أو السفر إلى الخارج إذا كان ذلك ممكناً، أو حتى بقضاء الوقت في هواية مشتركة.

ستشعر الزوجة بالسعادة، ويتحسن مزاجها إذا ساعدها زوجها في المنزل كتعبير عن الاهتمام براحتها، دون أن تطلب منه، أو في حال عبّر عن حبه لها حتى في جدوله المزدحم برسالة نصية لطيفة أو باقة زهور من دون مناسبة.

في النهاية، بعد محاولات صغيرة لإعادة المياه إلأى مجاريها إلى حدّ ما، لا بدّ من جلسة الصراحة بين الزوجين، وإن كانت هذه الجلسة صعبة، إلا أنها مهمة، وتؤثر في سير العلاقة، إذ يجب أن يتحدثا عن الأمر، ويتكاشفا ويتصارحا للوصول إلى اتفاق مشترك حول سير الحياة الزوجية في الأيام المقبلة، وتصفية القلوب وسدّ الثغرات.

المراجع
[1] everydayhealth.com, 7 Things That Can Destroy a Marriage 
[2] marriage.com, 13 Signs When a Woman Feels Neglected in a Relationship
[3] bonobology.com, When A Woman Feels Neglected In A Relationship | What To Do
[4] vocal.media, 13 Signs She Feels Neglected by You
[5] hackspirit.com, What to do when a woman feels neglected in a relationship: 11 practical tips