جار التحميل...
قد تكون الغيرة الصامتة في بعض الأحيان فرصة جيّدة لتقوية العلاقة بين الزوجين أو الأصدقاء، إذ يشعر أحد الطرفين بالإطراء سراً عندما يشعر الآخر بغيرةٍ طفيفة عليه، ولكنّها في المقابل قد تكون سبباً في وقوع بعض المشاكل في حال لم يجري التعامل معها بشكلٍ صحيح، وهي ترتبط عادة بالعواطف، والشعور بالتهديد، أو القلق من فقدان الطرف الآخر.
تُظهِر المرأة التي تشعر بالغيرة الخفيّة تجاه زوجها شعوراً بالانزعاج عندما يتحدث أو يتعامل مع نساء أُخريات، حيث تُحاول عدم الإفصاح عن ذلك بشكلٍ علنيّ، ولكنّ ردود أفعالها ولغة جسدها غالباً ما تكشفها.
على سبيل المثال قد تصبح أكثر هدوءاً أو مشتتة بشكلٍ مفاجئٍ وواضح، أو تُظهِر التململ وتتجنب التواصل البصري، أو تبدأ بطرح الكثير من الأسئلة عن المرأة التي تحدّث معها زوجها، وتلجأ لهذه الطُرق غير المباشرة للتعبير عن استيائها وشعورها بالغيرة دون المواجهة بشكلٍ مباشر.
المرأة التي تشعر بالغيرة الخفية قد لا تعترف علناً بأنّها تقارن نفسها بنساء أخريات غالباً ما يتعامل زوجها معهن في العمل أو العائلة أو غير ذلك، إذ تُحاول دائماً طرح الأسئلة حول تلك النساء، ومعرفة مدى مكانتهنّ بالنسبة للزوج بشكلٍ غير مباشر، ولكنّه في الغالب يلاحظ هذه الغيرة.
قد تظهر مشاعر الغيرة الصامتة عند المرأة تجاه زوجها على شكل مشاعر تملّك وتتجسد بالشخصية المحبة للسيطرة، حيث تشعر بالانزعاج والغضب عند قضائه الكثير من الوقت مع أصدقائه، إذ تُريد منه أن يقضي معظم وقته معها ويهتم بها فقط.
تُظهِر المرأة الغيورة بشكلٍ خفيّ اهتماماً كبيراً بمعرفة أدق التفاصيل عن حياة زوجها، وتحاول دائماً مراقبته ومعرفة المزيد عنه، من خلال طرح الكثير من الأسئلة عليه، سواءً بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، بما في ذلك معرفة تفاصيل عن علاقاته مع الآخرين، ومن هم أصدقاؤه وزملاؤه في العمل، وكيف يقضي وقته خارج المنزل، وبصحبة من يكون، وما إلى ذلك.
من الأساليب الأخرى الشائعة التي تتصرف بها المرأة التي تشعر بالغيرة الخفية، هي محاولة إثارة المشاعر نفسها عند زوجها، من خلال جعله يغار عليها من الرجال الآخرين، وذلك لإيصال رسالةٍ إليه بشكلٍ غير مباشر تجعله يشعر بمشاعرها نحوه، وذلك حتى تدفعه للتعبير عن الحب والإعجاب تجاهها أيضاً.
قد تلجأ المرأة إلى أسلوب الانسحاب والتقليل من التواصل مع زوجها الذي تشعر بالغيرة الخفية تجاهه عندما تشعر بالحزن والإهمال، إذ تعتقد أنّ زوجها يُحبّ امرأةً أخرى أو ما شابه ذلك، وتبدأ بعض الأفكار تخطر على بالها، مثل: (هو لا يهتم بكِ حقاً ولا يُمكنكِ الوثوق به)، أو (أبقيه على مسافةٍ آمنةٍ منكِ، ولا تقتربي منه كثيراً).
وبالتالي قد تستخدم المرأة أسلوب الانسحاب، وتجنب التواصل مع الزوج كطريقةٍ غير مباشرة للتعامل مع الغيرة، وحماية نفسها من أيّ أذى محتمل، وكذلك للتعبير عن رغبتها بالمزيد من الاهتمام، وبعلاقةٍ أفضل وأكثر التزاماً.
تسعى المرأة التي تشعر بالغيرة الخفية من امرأةٍ أخرى إلى خطف الأضواء واهتمام الآخرين عند وجودهما معاً في المكان نفسه، حيث تدفعها غيرتها إلى أن تكون هي مركز الاهتمام فقط، عن طريق التفاخر بنفسها وبإنجازاتها، دون السماح للمرأة التي تغار منها بالتحدّث عن نفسها، ومقاطعتها بشكلٍ مستمر.
يُعد سلوك التقليد في علم النفس مظهراً من مظاهر الإعجاب بالطرف الآخر وعلامة على الإطراء، إلّا أنّ الأمر ليس كذلك دائماً مع المرأة الغيورة، فهي تحاول تقليد سلوك وأسلوب المرأة التي تغار منها ليس من باب الإعجاب، بل من باب المنافسة، مثل تقليد طريقة مشيها أو أسلوبها في الكلام، وكذلك شراء ممتلكاتٍ مطابقة لممتلكاتها، حتى لو لم تكن بحاجةٍ إليها، كأن تشتري هاتفاً جديداً شبيهاً بهاتف المرأة التي تغار منها.
تلجأ المرأة التي تشعر بالغيرة الخفية تجاه امرأةٍ أخرى إلى طُرقٍ غير مباشرة للتقليل من شأنها ومن إنجازاتها، عن طريق تعمّد إحباطها وعدم إظهار الاهتمام بمدى نجاحها، على سبيل المثال حصول زميلتها في العمل على ترقية بسبب أدائها المتميّز، إذ يمدحها الجميع ويشكر جهودها، إلّا أنّها هي الوحيدة من تجاهلت كل هذه الإيجابيات، وركزت على عيوب زميلتها في العمل، وبدأت بانتقادها، وتثبيط عزيمتها، والتشكيك في مدى استحقاقها لهذه الترقية.
عند الإخفاق بفعل أمرٍ ما وسماع عباراتٍ مثل: " لقد قلتُ لك ذلك"، أو "نصحتكِ بذلك، ولكنّكِ لم تأخذي برأيي" مع ابتسامةٍ ساخرة، غالباً ما تكون هذه العبارات صادرة عن امرأةٍ غيورة بشكلٍ خفي، حيث تشعر بالرضا والشماتة عند إخفاق المرأة التي تغار منها.
من المهم أولاً معرفة دوافع الغيرة الصامتة في العلاقات، سواءً كانت مشاعر غيرة على الزوج، أو مشاعر غيرة من امرأة أخرى، على سبيل المثال غالباً ما تكون الغيرة الصامتة الصادرة عن الزوجة تجاه زوجها بسبب الشعور بالإهمال، وعدم الأمان معه، أو أنّها تخاف من فقدانه، ووقوعه في حُبِّ امرأةٍ أخرى، أو حتى إنّها تُريد الحصول على المزيد من الاهتمام فقط، وهنا يجب على الزوج مصارحة زوجته بغيرتها، وتحديد أسبابها معاً.
يُنصح بتجنّب اتخاذ موقف دفاعي أو هجومي عند التعامل مع الغيرة الصامتة عند المرأة، ويجب تقييم الموقف بشكلٍ متزن، وعدم الانفعال بشأن الأسباب التي دفعتها للغيرة مهما كانت، مع الرّد عليها بهدوءٍ ومحاولة احتواء الموقف، وإظهار المودة والتقدير لمشاعرها قدر الإمكان.
يُعد وضع الحدود المناسبة استثماراً إيجابياً في العلاقات، سواءً الزوجية أو الاجتماعية أو غيرها، حيث يُمكن أن تكون الغيرة البسيطة من الزوجة أو الصديقة مثلاً أمراً صحياً، ولكن في حال أصبحت بشكلٍ مفرط، غالباً ما تؤدي إلى مشاكل كبيرة في العلاقة، لذا يُنصح دائماً بالاتفاق على حدودٍ صحية في العلاقة، مثل عدم تدخل كلا الطرفين بخصوصيات الآخر، والتواصل معاً بطريقةٍ فعّالة أساسها الثقة والاحترام.
في حال تكرار سلوكيات مزعجة ناتجة عن الغيرة الصامتة عند المرأة، يُنصح بمصارحتها بشكلٍ واضح ولطيف في الوقت نفسه حول الشعور بالانزعاج من ذلك، مثل أن يقول الزوج لزوجته: " أشعر بالانزعاج وعدم الثقة بي عندما تسألينني كثيراً عن علاقاتي مع زميلاتي في العمل".
المراجع
[1] hackspirit.com, 15 definite signs a woman is jealous and probably likes you
[2] romantified.com, 9 Signs A Girl Is Jealous And Likes You
[3] yourtango.com,20 Things A Woman Will Do When She’s Jealous Of You
[4] hackspirit.com, 20 signs someone is secretly jealous of you (and what to do about it)
[5] choosingtherapy.com, How to Deal With Jealousy In a Relationship: 15 Tips