المعايير الأساسية في اختيار الصديق الحقيقي

يسعى كل شخص إلى تكوين صداقات ناجحة، ولكل واحد فكرته الخاصة حول معنى الصديق الحقيقي، لكن بصورة عامة لا بدّ أن نبحث عن الأشخاص الذين يشتركون معنا في تعريف مشابه لمعنى الصداقة الحقيقية، فما الذي يجب أن نبحث عنه في الصديق الحقيقي؟

يدعم، يُحفّز، يشجّع

"أنت متوسط الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم معظم الوقت" هذا ما قاله جيم رون رجل الأعمال الأميركي؛ أي أن أفعالنا وشخصياتنا تتأثر بمن نقضي معهم معظم أوقاتنا، وصفاتهم تنعكس بالضرورة علينا، فإذا كان مَن حولك أصدقاء ناجحين وطموحين فمن المتوقع أن يكون الطموح صفة من صفاتك، أما إذا كنت محاطاً بشخصيات محبِطة وسلبية فلا تتوقع أن تكون بحالة ممتازة من التقدم والإلهام.

فالصديق إن كان حقيقاً يرفع الهمة، ويُحفّز على كل ما هو لصالح صديقه، ويُعزّز ثقته بنفسه.

يسعى إلى النجاح في حياته

من منا يرغب بصديق بلا أهداف يسعى إلى تحقيقها؟ فالبحث عن صديق مجتهد يسعى إلى التعلم وتطوير نفسه ويشارك أهدافه وطموحاته ومعلوماته مع أصدقائه يعدّ أمراً قيماً جداً، فبوجود صديق مثل هذا يمكن أن يستفيد الطرف الآخر من تبادل الخبرات والمعرفة، وتحفيز بعضهما بعضاً لتحقيق النجاح وتحقيق الأهداف المشتركة.

يحضر في السرّاء والضرّاء

ليس صديقاً حقيقياً من يظهر في أوقات المرح فقط، وإنما من يحاول دائماً الحضور عندما تحتاج إليه؛ ليبذل قصارى جهده من أجلك،كما أنه يفي بوعوده، ويفعل ما يقول، قد يكون متأخراً أحياناً أو غائباً لظرف ما في ذلك اليوم، لكنك تعلم أنه شخص يمكن الاعتماد عليه، حتى وإن كان الأمر يتطلب منه الاستماع والدعم العاطفي فقط، وبذلك تبرز أهمية وجود الأصدقاء من حولك. 

إذا كان في حياتك شخص مثله يمكن أن تكون هذه إشارة جيدة لإمكانية أن يحصل على لقب الصديق الحقيقي.

يرى أنّ نجاحَ صديقه من نجاحه 

الصديق الحقيقي لن يغار من نجاح صديقه، بل سيكون سعيداً حقاً من أجله، فلو حصل على وظيفة جديدة مثلاً سيكون أول من يقول "مبارك، أنت تستحق" وهو يعنيها، خاصة أنه مرّ معه بتفاصيل رحلته في البحث عن العمل، فإذا وجدت مثل هذا الصديق لا تفرّط به؛ فهو نادر. 

يتواصل معه  

يُقال إنّ التواصل الإيجابي هو الأرض الخصبة لازدهار الصداقة، فعندما تكون على طبيعتك بجانب شخص ما وتتشاركان معاً الأفكار والآراء والمشاعر بكل أريحية دون خوف وتردد اعلم أنّه قد يكون هو الصديق الحقيقي.

يقولها بصراحة، أنت مخطئ

فالصديق الحقيقي يخبر صديقه عندما يخطئ دون أن يشعره بسوء، ويوجّهه نحو الصواب دون أن يحكم عليه، إنه يقول له ما هو لصالحه، وليس فقط ما يريد أن يسمع، وقد لا يتفق معه دائماً، إلا أنه سيقدّم كل ما لديه من الدعم المادي أو المعنوي، ببساطة هو يريد أن يكون صديقه سعيداً. 

يتشاجر لكن يتصالح

تقول إيرينا كويستا الباحثة الاجتماعية: "الأصدقاء المخلصون يمكنهم الوقوف سوياً بعد المحن، طالما أنهم لا يتنازلون عن المبادئ والقيم من أجل ذلك"، فأن يكون الصديق حقيقياً لا يعني أنّ علاقة الصداقة ستبقى دون شجار، فهذا طبيعي وصحي لعلاقة قد تستمرّ مدى الحياة، لكنّ الصديق الحقيقي يتواصل ويستمع ويبذل جهداً لحل المشكلة، ويجب ألّا ننسى أنّ الصداقة العظيمة لا تعني انتظار الصديق لأخذ الخطوة الأولى. 

في النهاية المواقف هي ما تحدد المسميات وطبيعة العلاقة، لذا يجب التفكير جيداً بمن يستحق مسمّى "الصديق الحقيقي".

لا يُشكّل عبئاً على صديقه

كم هو رائع إيجاد ذلك الصديق الذي نغيب عنه فترة طويلة بسبب انشغالات الحياة وعندما نلتقي نشعر وكأننا كنّا جالسين معاً البارحة، ونتبادل أطراف الحديث بكل ودّ، تلك هي المحبة الصادقة، فالأمر لا يتعلق بعدد ساعات التواصل أو اللقاء المتكرر بين الأصدقاء، فالحقيقون منهم يستوعبون طبيعة الحياة وانشغالاتها.

بالنهاية الصداقة الحقيقية لا تقاس بعدد السنين إنما بكثرة المواقف، وهي ليست بعدد الأشخاص من حولنا ولا ينبغي أن تكون كذلك، بوجود عدد قليل من الأصدقاء الحقيقيين سننال ما تحتاج، ولا ننسى أنّنا بشر وطبعنا اجتماعي، لذا من الجيد التواصل مع الأشخاص الرائعين في حياتنا، حتى وإن كانوا مجرّد معارف وليسوا أصدقاء حقيقيين، ميّز الفارق وتصرف بناءً على ذلك.

يجب أيضاً إعطاء الصديق ما نتوقع الحصول عليه؛ فالصداقة علاقة متبادلة، وإذا كنت تتوقع أن تجد أصدقاء حقيقيين، عليك أن تكون أنت صديقاً حقيقياً أولاً!

المراجع 
[1] betterup.com,We are the champions' plus other qualities every good friend should have
[2] ncbi.nlm.nih.gov, Academic Achievement and Its Impact on Friend Dynamics
[3] zoosk.com, 7 Things Loyal Friends Do for Each Other
[4] huffpost.com, 11 Secrets to Choosing the Right Friends
[5] wikihow.com, How to Choose the Right Friends