جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
المعادلة ليست صعبة

أثر التغذية السليمة في الصحة

16 يوليو 2024 / 12:48 PM
أثر التغذية السليمة على الصحة
download-img
"إن تناول الطعام ضرورة، لكن تناول الطعام بذكاء فنّ"، هذا الوصف الفني الجميل من الكاتب الشهير لاروشفوكو، يعد انعكاساً مثالياً لمفهوم التغذية السليمة، إذ على الإنسان أن يتناول طعامه بذكاء وحكمة، وأن يفكر في النوعية قبل الكمية دائماً، فالتغذية السليمة تعني أن يكون واعياً لما يتناوله، فيجعل وجباته غنية بالمعادن والفيتامينات التي يحتاجها جسمه؛ حتى يستمد الجسم الطاقة التي يحتاجها ويعمل بكفاءة.

وحتى يكتمل الوعي بأهمية وضرورة تناول غذاء صحي وسليم، لا بدّ من الاطلاع على أبرز آثار التغذية السليمة على الصحة، إضافة إلى بعض النصائح التغذوية المهمة التي يقدمها المختصّون.  

المحافظة على صحة القلب 

حتى يحافظ الإنسان على صحة قلبه، ويتجنب أمراض القلب الشائعة والناتجة عن سوء اختيار الأطعمة في الوجبات اليومية، لا بد من التركيز على تناول الأطعمة المفيدة لصحة القلب، مثل الفواكه، والخضروات بأشكالها وأنواعها، والمكسرات، والحبوب الكاملة؛ مثل الشوفان، والقمح، والكينوا، والبرغل، وحتى المنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة بأشكالها، مثل الخبز، والمعكرونة، والبسكويت، إضافة إلى منتجات الألبان بمختلف أشكالها على أن تكون قليلة الدسم، وبالطبع لا يغفل عن اللحوم، مثل الأسماك، خاصة الغنية بأوميجا 3، مثل السلمون، والدجاج، واللحوم الحمراء، ولكن مع تجنّب اللحوم التي تحتوي على الدهون.


إنّ تناول هذه الأطعمة ضمن الروتين اليومي يمكن أن يسهم بشكل فعال في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك يعود إلى التحكم بمستويات ضغط الدم والكوليسترول، وجعلها ضمن وضعها الطبيعي، فاحتمالية التعرض لأمراض القلب ترتفع بزيادة تناول الأملاح، والدهون المشبعة، وهو ما على أي شخص تجنّبه قدر الإمكان، إضافة إلى ضرورة تجنّب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على سكريات مضافة.


وتأكيداً على دور التغذية السليمة في الحفاظ على قلب صحي وسليم، فقد أفاد التقرير العالمي للأمراض غير السارية التابع لمنظمة الصحة العالمية، أنه يمكن الوقاية بنسبة تصل إلى 80% من الوفيات المبكّرة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية لمن هم أقل من 65 عاماً فقط إذا غيّروا نظامهم الغذائي إلى نظام صحي مع ممارسة التمارين الرياضية، وتجنّب التدخين.

المحافظة على صحة العظام 

إنّ المحافظة على نظام غذائي غنيّ بالكالسيوم وعنصر المغنيسيوم يسهم بشكل كبير في الحصول على أسنان وعظام قوية، بل ويقلل من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام عند التقدم في السن، ومن أكثر الأطعمة الغنية بهذه الفيتامينات، منتجات الألبان بأشكالها، وبعض أنواع الأسماك مثل السلمون، أو المعلَّب منها مثل السردين، والخضروات الداكنة والورقية؛ مثل البروكلي، واللفت، والكرنب (الملفوف)، بالإضافة إلى العصائر المدعَّمة بالكالسيوم، والمكسَّرات، والحبوب الكاملة، مثل القمح، والشوفان، والبرغل، وغيرها.


 معلومة: الحفاظ على مستوى جيد من فيتامين د في الجسم يعزز امتصاص الكالسيوم، لذا فإنه من المهم أن التعرض للشمس بشكل منتظم، مع تناول أطعمة غنية بفيتامين د؛ مثل الأسماك الدهنية والحبوب.

التمتع بذاكرة قوية عند التقدم في العمر

"العقل السليم في الجسم السليم" عبارة سمعناها كثيراً أيام الدراسة، وهي صحيحة بالفعل؛ لأن الحصول على تغذية صحية يعني تدفق الدم إلى الدماغ بشكل جيد، وهو ما يمكن أن يعزز من قوة الذاكرة على المدى البعيد، والحماية من الإصابة بمرض الزهايمر.


للحفاظ على الصحة العقلية ومستوى ذاكرة في أحسن المستويات، يجب تناول الخضروات الداكنة، مثل البروكلي، والسبانخ، والمكسرات، مثل اللوز، والجوز، وبعض أنواع الفواكه التي تعزز الذاكرة، مثل التوت، والكرز، والخوخ، إضافة إلى المجفَّف منها، مثل الزبيب.

تقوية الجهاز الهضمي 

يحتوي القولون في الجسم على البكتيريا بشكل طبيعي، هذه البكتيريا لها دورها المهم في عملية الهضم، وعملية التمثيل الغذائي، كما أن بعض أنواعها ينتج فيتامينات تحارب البكتيريا والفيروسات الضارة، وبالتالي تحمي الجسم من العديد من الأمراض، لذا فإنّ اتباع نظام غذائي سليم يساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء، ويقلل من احتمالية إصابتها بالالتهابات.


من أشهر الأمثلة على الأطعمة الصحية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي، اللبن، والتفاح، والشمر، وبذور الشيا، والبابايا، والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، مثل الشوفان، والكينوا، والبنجر أو الشمندر، والخضروات الداكنة مثل السبانخ، والكرنب (الملفوف)، والبروكلي، إضافة إلى المخللات، والزنجبيل، وسمك السلمون.

تعزيز جهاز المناعة 

يمكن للإنسان أن يحافظ على جهاز المناعة الخاص به قوياً، وفي أفضل حالاته، بتناول الأطعمة الصحية التي تقوّي المناعة، فالجهاز المناعي يحتاج إلى الفيتامينات، والمعادن الأساسية حتى يعمل بشكل مثالي، مثل؛ فيتامينات C، و D، و B12، والحديد، والزنك، والمغنيسيوم، وغيرها، وللحصول عليها يجب تناول الدهون، والبروتينات، والكربوهيدرات الصحية بشكل مستمر. 


ومن أهم الأمثلة على أطعمة تقوي جهاز المناعة وتقلل الإصابة بالأمراض؛ الفواكه الحمضية، مثل البرتقال، واليوسفي، والليمون، والجريب فروت، إضافة إلى البابايا، والكيوي، وبعض أنواع الخضروات مثل؛ الفلفل الأحمر، والبروكلي، والسبانخ، والثوم، وبعض أنواع التوابل، مثل الزنجبيل، والكركم، وبعض الأطعمة الأخرى، مثل الدجاج، والمحار، وبالطبع تناول المكسرات، والبذور، مثل اللوز، وبذور دوار الشمس.

تقليل احتمالية الإصابة بالسرطان

يعد تناول ما يكفي من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة عاملاً جيداً لتقليل خطر الإصابة بمرض العصر الحالي، ألا وهو السرطان؛ لأنّ تناول مثل هذه الأطعمة يعزز صحة خلايا الجسم، ويحميها من التلف، إذ إن مضادات الأكسدة الموجودة في الوجبات الصحية تساعد على التخلص مما يسمى بالجذور الحرة في الجسم، والتي تزيد من نسبة الإصابة بهذا المرض.


من الجيد تناول الفواكه، والخضروات، والمكسرات، والبقوليات، وفيتامينات A، وC، وE، أو أية أطعمة تحتوي عليها، فقد أكدت دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة في عام 2014 أن تناول نظام غذائي غني بالفواكه قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي العلوي. 


من أهم الأمثلة على أطعمة تحتوي على مضادات أكسدة هي؛ الشوكولاتة الداكنة، والجوز، وبعض أنواع الفواكه، وأشهرها؛ التوت، والفراولة، وأنواع من الخضروات، مثل؛ الملفوف الأحمر، والبنجر أو الشمندر، والسبانخ، والبامية، وبعض أنواع البهارات، مثل الزنجبيل، والثوم، والكركم، إضافة إلى بعض أنواع الأعشاب، مثل البقدونس، والميرمية، وإكليل الجبل.

زيادة مستوى الرشاقة

يمكن الحصول على وزن صحي عند تناول أطعمة صحية لا تحتوي على سعرات حرارية عالية وزائدة عن حاجة الجسم، فإنّ تناول الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، والخضروات، والفواكه بكميات مناسبة يساعد في الحصول على وزن صحي ومثالي والحفاظ عليه، وبالتالي يحمي الجسم من الكثير من الأمراض المزمنة المتعلقة بالسمنة، مثل انسداد الشرايين، واختلال وظائف الغدة الدرقية، ومرض السكري.

رفع مستوى السعادة وتحسين المزاج

هناك أشخاص يبدأون يومهم بقطعة من الحلوى، أو لا يمر يوم دون أن يتناولوا أطعمة تحتوي على السكر، ظنّاً منهم أن هذه الأكلات تمنحهم السعادة والطاقة، إلا أن هناك دراسة أشار من خلالها الباحثون إلى أنّ الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في الدم تؤدي إلى زيادة أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ولكنهم يتمتعون بصحة جيدة، حيث أُجريت هذه الدراسة في عام 2016 وفقاً لموقع (Medical News Today) الطبي.


إنّ تناول الكثير من النشويات والسكريات لا يؤدي فقط إلى الشعور ببعض المشاعر السلبية، مثل الغضب، أو الحزن، وإنما قد يمنع الشخص أيضاً من النوم الجيد، فيشعر بقلة الراحة والطاقة والحيوية في صباح يومه التالي، وهو ما يؤثر في مزاجه، ونفسيته بالدرجة الأولى.


إنّ تناول طعام صحي أكثر، كالكربوهيدرات المعقدة التي تهضمها المعدة ببطء؛ مثل البقوليات، والحبوب الكاملة يساعد على تحسين المزاج مقارنة بالأطعمة التي تحتوي على السكريات؛ حيث تحافظ هذه الأطعمة على مستوى أفضل من السكر في الدم، وهو ما يساعد في الحصول على الطاقة طوال اليوم بشكل صحي دون الشعور بالإرهاق والتعب.


 من أبرز الأطعمة الصحية التي قد تحسّن المزاج، وتعزّز الشعور بالسعادة؛ الأسماك الدهنية مثل السلمون، والتونة، والشوكولاتة الداكنة الغنية بالكاكاو والخالية من السكر، والأطعمة المخمَّرة، مثل اللبن، والزبادي، وبعض الفواكه كالموز، والتوت، بالإضافة إلى الشوفان، والمكسرات، والبذور، مثل الجوز، واللوز، والصنوبر، والقهوة عند تناولها كمشروب يومي (دون سكر).

المراجع:

[1] pbmchealth.org, The Effects of Proper Nutrition on the Body
[2] healthline.com, 9 Healthy Foods That Lift Your Mood
[3] tuftsmedicarepreferred.org, The Importance of Good Nutrition
[4] nhsinform.scot, Health benefits of eating well
[5] medicalnewstoday.com, What are the benefits of eating healthy?

 
July 16, 2024 / 12:48 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.