بمشهد أدهشني، ليس بمسلسل ولا فيلم ولا مسرحية، بل واقعي دار بين أشقاء يتشاجرون بينهم، وهذا قد يحصل، لكن الأمر أن تسمع الدعاء الذي يخرج من أفواههم، كلٌ يدعو على الآخر بالموت والمرض، وهم من بطن واحدة، والأسباب تافهة.
وقس على ذلك مواقف كثيرة تنذر أن العاطفة تتدهور وتنهار، وقد تكون غير موجودة بين العلاقات، وهو مرض يتفشى بين الأفراد، وتكون المصالح هي جسوراً لمسارات الحياة، وبمجرد أن تنهار تنقطع، بل تتكون عوضها جبال من العداء غير المبرر، وحينما تسأل عن تلك المسببات تجدهم يجاوبونك ببساطة لا نعلم.
وتكتشف أن العواطف أصبحت غير موجودة، والامتنان أصبح في خبر كان، وتجد الأبناء يتعاملون مع والديهم من المبدأ نفسه بلا عاطفة، يظنون أن العاطفة هي هدية مغلفة، أو رسالة عبر الهاتف، أو بسلام تتلامس به الأصابع بلا قلوب تنبض.
نعم، أين العاطفة؟ هل تلاشت بمجريات الحياة المبرمجة التي قيدها التطبيق، وتشربكت بالشبكة العنكبوتية.
هل نحتاج إلى مناهج تحيي تلك العاطفة أم هي الدورات البشرية تحاكي نفوساً تداعت وأصبحت قاحلة.