تحدث أحد كبار المواطنين وحكى قصته لأحفاده، وللجيل الذي توفر بيده كل شيء، ما عدا شيء واحد، وهو أن نفسه تتوه عنه أحياناً، إما بتنظيم الوقت كالسهر والنوم بلا موعد، أو بفقدان الثقة بقدراته، ولو كان واثقاً ويستخدم تلك الثقة المفرطة على محيطه بشكل فظ يخلو من خبرات الزمن وهذا لدى البعض فقط.
ويكمل ذاك الجد قائلاً: "كنا أسرة بسيطة عبارة عن أب وأم وأبناء، وفجأة وجدنا رجالاً يحملون أبي على الأعناق، وقد فارق الحياة إثر حادث أثناء عمله وأصبحنا أيتاماً".
وهكذا وجدت نفسي بين عشية وضحاها مسؤولاً عن والدتي وإخوتي، وكنت صغير السن، ووقتها كانت المدارس في بداياتها، فعملت بوظيفة عامل نظافة في مدرسة، كي نعيش وأصرف على الوالدة وإخوتي.
وأثناء عملي سجلت كطالب ليلي، حيث أنني أكنس تارة، وتارة أدرس في إحدى زوايا المبنى.
ومرت السنوات وكبروا إخوتي وتخرجوا فمنهم من أصبح دكتوراً، ومنهم المهندس هكذا هي الحياة.
وأنتم الآن يا أبنائي في خير ونعمة الظروف كلها معكم، عدا أنتم ومجهودكم وتنظيم وقتكم واستغلال وقت فراغكم.
فادرسوا ذواتكم قبل كتبكم، وانظروا للمستقبل عبر عدسات الجد، مع الثقة بطاقاتكم المهدرة بكماليات وتفاصيل وسهر ومبالغة في الخروج عن طريق رسم الأهداف
فقد تختلف الظروف، لكن مهما تباينت كن أنت الأذكى ونمِي مهاراتك لأنك ستجد نفسك تتمنى الدقيقة في زمن ولّى، وأنت لاهٍ.