إن التهاب المفاصل الروماتويدي، أو كما يعرف بالروماتيزم (Rheumatoid arthritis) هو التهاب مزمن يصيب المفاصل لأسباب غير معروفة، حيث أن الجهاز المناعي يهاجم مفاصل الجسم المختلفة، وخاصة مفاصل اليدين محدثاً مجموعة من الأعراض والتي قد تتطور إلى تشوهات في حال لم يتم علاجها، وقد يهاجم كذلك أعضاء أخرى في الجسم مثل الرئتين والقلب والأعصاب وغيرها.
الأسباب:
إن أسباب حدوث الروماتيزم غير معروفة، لكن على مدى السنوات السابقة يرى العلماء أن هناك عوامل قد تزيد من خطر الإصابة به، بالإضافة إلى عوامل جينية وبيئية تساهم في ظهور وتطور المرض عند بعض الأفراد، الذين لديهم قابلية أعلى عن باقي الأشخاص.
ومن العوامل التي تزيد من خطر إصابة الشخص بالتهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:
1- النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
2- الجينات لا تسبب التهاب المفاصل الروماتويدي فهي تؤثر فقط على خطر تطورها ، كما أن هناك جينات محددة عند بعض الأشخاص مثل جينات (HLA) والتي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
3-العدوى مثل العدوى البكتيرية، ولكن لا يوجد دليل واضح يربط العدوى بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
4- تدخين السجائر هو عامل معترف به يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
5- الإجهاد أو الصدمات أو "أحداث الحياة" المجهدة (مثل الطلاق، الحوادث، الحزن، إلخ)، قد تم الإبلاغ عن حدوثها من المرضى قبل تعرضهم للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
الأعراض:
عند معظم الأشخاص يبدأ المرض في الخمسينات من العمر، وقد تمر أسابيع أو أشهر قبل أن تصبح الأعراض مزعجة بما يكفي لجعل الشخص يلجا للرعاية الطبية، وقد تشمل الأعراض المبكرة التعب، وآلام العضلات، وحمى منخفضة الدرجة، وفقدان الوزن، والتنميل والوخز في اليدين، وفي بعض الحالات تحدث هذه الأعراض قبل ملاحظة ألم أو تصلب في المفاصل.
وفي المراحل المبكرة، يصيب التهاب المفاصل الروماتويدي عادة المفاصل الصغيرة، وخاصة المفاصل في الأصابع والقدم، وقد يبدأ أيضاً في مفصل واحد كبير مثل الركبة أو الكتف، أو قد يأتي ويذهب، وينتقل من مفصل إلى آخر، حيث أنه قد يصيب أي مفصل في الجسم.
وتبدأ الأعراض بوجود ألم وأحياناً تورم واحمرار في المفاصل لمدة تزيد عن 6 أسابيع، مع حدوث تصلب أو تيبس في المفاصل لمدة ساعة غالباً عند الصباح بعد الاستيقاظ، وكذلك يمكن رؤية بعض التغييرات في الجلد أو شكل المفصل، ومع تقدم الحالة قد تحدث تشوهات في المفاصل مع تلف في الأربطة، مثل التشوه الذي يصيب مفاصل اليدين الصغيرة في الحالات المتقدمة، التي لم يتم علاجها في وقت مبكر، وكذلك قد تظهر بعض التورمات والنتوءات في مفاصل اليدين.
وكما ذكرنا سابقاً فأن التهاب المفاصل الروماتويدي قد يصيب باقي أعضاء الجسم كذلك، مثل التهاب الأغشية المحيطة بالقلب أو الرئتين وأمراض العين الالتهابية.
التشخيص:
يتم التشخيص عن طريق الأعراض السابقة، وكذلك التاريخ المرضي الشخصي والعائلي للمصاب، بالإضافة إلى الفحص السريري، ومن الممكن أيضاً إجراء بعض الفحوصات المختبرية عن طريق الدم، أو الأشعة، ثم تتم إحالة المرضى إلى أخصائي روماتيزم لتأكيد التشخيص، والبدء في العلاج في أقرب فرصة، حيث لا يجب تأخير العلاج في حال الاشتباه بوجود المرض.
العلاج:
يلعب العلاج دوراً أساسياً في السيطرة على التهاب المفاصل الروماتويدي، وفي التقليل من تلف المفاصل، والتحكم في الأعراض والحفاظ على جودة حياة المريض وقدرته على العمل.
وعادة ما ينطوي العلاج على مزيج من العلاج بالعقاقير والعلاجات الأخرى غير الدوائية، والعلاج الوظيفي، وفي بعض الحالات قد يشمل العلاج أيضاً الجراحة.
ويتم اختيار الطرق العلاجية المناسبة حسب حالة المريض وشدة الأعراض، بالإضافة إلى وجود أمراض أخرى يعاني منها المريض مثل أمراض الكبد والكلى.
وهناك العديد من الطرق غير الدوائية والتي قد تساهم في العلاج، منها تقليل الوزن وممارسة الرياضة بانتظام مع اتباع نظام غذائي صحي، والاقلاع عن التدخين، وأخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم، وكذلك الحرص على أخذ كميات كافية من فيتامين دال أو الكالسيوم إما عن طريق الغذاء، أو المكملات الغذائية.
كما ذكر سابقاً، فإن العلاج يستند على بعض العوامل، منها شدة المرض، ومدى تطور الأعراض، حيث من الممكن استخدام بعض الأدوية التي تخفف الألم والاتهاب البسيط، منها الستيرويد (الكورتيزون)، وكذلك مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID)، والتي قد تستخدم لفترة قصيرة.
أما بالنسبة للعلاج الفعلي، والذي يستخدم على المدى الطويل، يتم باستخدام أدوية تعرف باسم الأدوية المضادة للروماتويد، والمعدلة لسير المرض Disease) -modifying antirheumatic drugs DMARDs) والتي تشمل أنواع كثيرة منها الأدوية البيولوجية، حيث تُعطى هذه الأدوية كي تبطِّئ من تطوّر المرض، وكذلك لحماية المَفاصل من التشوّه الدّائم، ومثال عليها الميثوتريكسيت (methotrexate).