نحن نقترب من الأيام والأعياد الوطنية، وكل جهة تجهز للتعبير عن حب الوطن إما بأغنية، أو رقصة، أو مسيرة أو توزيعات وغيرها من المشاهد التي تتكرر في كل عام.
وسؤالي هل تلك المشاهد تلامس وطنية الجيل الحديث مثل ما كانت تلامس جيلنا نحن؟ لأن لكل جيل طريقة تتلاءم معه، ومع التطور التكنولوجي، والعالمي الذي يتأثر ويؤثر عليه.
فنحن في زماننا، كانت المسيرة تحرك فينا الكثير، والزي الإماراتي يدغدغ مشاعر الفخر في داخلنا، والنشيد يجري بداخلنا مجرى الدم.
نعم، أرى أن هذا الجيل يحتاج لأنشطة وفعاليات تشعل الوطنية والانتماء بداخله، لأنه جيل مختلف، ومداخله تحتاج لبرمجة، ومعالجة تحاكي قدراته وحواسه، التي نشأت بين منابع المعرفة التكنولوجية، والأفلام والمسلسلات المدبلجة، والألعاب الإلكترونية التي تجعله يعيش في واقع إلكتروني.
هذا الجيل يحتاج إلى ابتكارات وإبداعات في إيصال معنى الوطنية، وإشعالها في داخله عن طريق تلك المنابع.
نعم، إن الاحتفالات قد تسعدهم، لكنها تعتبر كأنها ترفيه وتأثيرها يكون وقتياً غير ممتد، فنحتاج لتجديد تلك المؤثرات التي تجتاح التواصل الاجتماعي، والتطبيقات التي تجذب أبناءنا، بسرد حكاية هذا الوطن بطرق، وبلغة هذا الزمان، لأن الرقصات والزي غير كافيين، والمشاهد يجب أن تكون متكاملة تصل لوجدانهم، وتتعايش معهم، لأن الوطنية لا تتجسد بلباس، بل هي تتعايش مع الأنفاس.