إن الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) هو السبب الأكثر شيوعاً للألم العضلي المزمن، وغالباً ما يكون مصحوبًا بالتعب والاضطراب الإدراكي والأعراض النفسية والجسدية، وهو أكثر انتشاراً عند النساء بين عمر 20 إلى 55 عاماً.
التشخيص:
لا توجد اختبارات معملية أو تصويرية محددة تستخدم لتشخيص الألم العضلي الليفي، وبالتالي، يعتمد التشخيص عادة على التاريخ الشامل للمريض، والفحص البدني الكامل، وعدد محدود من اختبارات الدم والتي تستخدم لاستبعاد الحالات والأمراض ذات الأعراض المماثلة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء، وخمول الغدة الدرقية واضطرابات الغدد الصماء الأخرى.
ففي السابق، تم وضع معايير لتشخيص، ولتصنيف الألم العضلي الليفي، حيث اعتمد التشخيص على وجود ألم عند الضغط على 11 نقطة محددة في جسم المصاب، ولكن في الوقت الحالي لا يشترط وجودها، وتم الاعتماد على معايير أخرى في التشخيص منها وجود ألم واسع النطاق لأكثر من 3 أشهر على الأقل مع عدم وجود حالة طبية أساسية يمكن أن تسبب الألم،
بالإضافة إلى وجود أعراض أخرى مثل التعب والمشاكل المعرفية (على سبيل المثال، التفكير بوضوح في المشكلات)، والمشاكل الأخرى المرتبطة بالألم مثل الصداع، أو مشاكل الجهاز الهضمي.
وقد يقترح الطبيب أيضاً فحوصات وتقييمات أخرى لتأكيد التشخيص واستبعاد الأمراض الأخرى، منها:
● تقييم لمشاكل المزاج مثل الاكتئاب، أو القلق، وقد يتم إحالة المريض إلى أخصائي الصحة العقلية لمزيد من التقييم أو العلاج.
● سجل نوم شامل، وفي حال وجود أعراض قد تشير إلى اضطراب في النوم، مثل متلازمة تململ الساقين، أو توقف التنفس أثناء النوم، فسيتم إحالة المريض إلى أخصائي النوم لإجراء تقييم وعلاج إضافي.
● فحوصات الدم منها:
•فحص دم شام FBC.
•معدل الترسيب ESR.
• اختبار الببتايد الحلقي للكشف عن وجود التهاب المفاصل الروماتويدي Cyclic citrullinated peptide test.
•عامل الروماتويد Rheumatoid factor.
• اختبارات وظائف الغدة الدرقية Thyroid function tests.
العلاج:
إن علاج الألم العضلي الليفي يعتمد بدرجة كبيرة على فهم المصاب لطبيعة هذا المرض، وتقبل أن سبب هذا الاضطراب غير مفهوم ولا معروف، وأن علاج الألم والتعب المزمن أمر صعب، وعلى الرغم من وجود علاجات متعددة إلّا أنه لا توجد "علاجات سريعة"، لذلك يجب الاتفاق مع الطبيب المعالج على العلاج المناسب.
ومن الممكن أيضاً أن يتم إحالة المريض إلى أخصائي علاج طبيعي وأخصائي في الصحة العقلية، وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية على حسب الحالة.
ومن المهم أن يكون لدى المصاب توقعات واقعية حول الألم العضلي الليفي، ومقدار ما يمكن التحكم فيه، حيث غالباً ما تزداد الأعراض وتنقص بمرور الوقت، ومع ذلك ، فإن معظم المصابين بالفيبروميالجيا يتحسنون، ويعيش معظمهم حياة كاملة ونشطة.
إن التمرينات المنتظمة، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات، تساعد في تقليل آلام العضلات، وتحسن قوة العضلات واللياقة البدنية، وعند البدء ببرنامج تمرين لأول مرة، فمن الأفضل البدء ببطء وزيادة مستوى النشاط تدريجياً، حيث أن الهدف هو التمرين لمدة 30 دقيقة على الأقل 3 مرات أسبوعياً.
ومن الممكن أيضاً الاستعانة بأخصائي علاج طبيعي لتطوير برنامج تمرين فردي مناسب.
وفي بعض الحالات من الممكن أن تخف شدة الأعراض عند المشاركة في برامج الحد من التوتر، أو تعلم تقنيات الاسترخاء، أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو الوخز بالإبر.
ويستند العلاج السلوكي المعرفي (CBT) على مفهوم أن تفكير الناس وتصورهم عن أنفسهم ومحيطهم قد يؤثر على عواطفهم وسلوكهم، حيث أن الهدف من هذا العلاج هو تغيير طريقة التفكير في الألم، والتعامل مع المرض بشكل أكثر إيجابية.
بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والتقنيات والعلاجات السابقة، قد يستفيد بعض الأشخاص، الذين يعانون من فيبروميالجيا من الدواء، حيث يمكن مناقشة الطبيب حول الخيارات المتوفرة من الأدوية وكيفية البدء بالعلاج، وبشكل عام يبدأ الدواء عادة بجرعة منخفضة ثم يزداد ببطء حسب الحاجة.
واتضحت في الدراسات والتجارب السريرية، أن الأدوية التي كانت أكثر فعالية في تخفيف أعراض الألم العضلي الليفي، هي الأدوية التي تستهدف المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تعتبر مهمة في معالجة الألم، وتشمل بعض الأدوية التي تستخدم عادة لعلاج الاكتئاب (مضادات الاكتئاب) والصرع (مضادات النوبات).
وتُضاف أحيانًا المسكنات (أدوية تخفيف الألم) للأشخاص الذين يحتاجون إلى المزيد من تخفيف الألم على المدى القصير، وتشمل اسيتامينوفين (بانادول او تايلينول).
أما بالنسبة للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين (أدفيل)، أو نابروكسين، وكذلك الستيرويدات فقد لا تكون فعالة في تخفيف أعراض الألم العضلي الليفي.