جاء موسم الصيف وجاء موسم السفر وأغلب البشر يرتب أوضاعه لقضاء العطلة خارج البلاد.
وفي إحدى النقاشات تحدث زميلي شارحاً لنا أنه يجهز وضعه منذ مدة ليوم السفر، ليكون التجهيز مبكراً من حيث الحجز والتبعات الأخرى مثل الترتيبات المالية والإجازات السنوية.
وفجأة، قاطعه زميلي الثاني متشوقاً قائلاً: "أريد أن أسافر وأحجز مثلك".
قام الأول ودخل لإحدى المواقع وأبلغه عن التكلفة وأنها ارتفعت بسبب الضغط، وأن الموسم الصيفي بدأ وأصبحت الحجوزات أضعافاً، فصمت الثاني ثم خرج وجاء اليوم، الذي يليه يبشرنا أنه سيسافر ونحن نعلم أن وضعه المالي محدود، تبين أنه خرج مباشرة للبنك وقدم على قرض وجدول قرضه القديم وزادت الاستقطاعات.
وتضاعفت القروض وذلك لغرض السفر لعدة أيام، ثم يعود لكوابيس الضغوط المالية والراتب الذي لا يكاد أن يودع ليتناثر بين كفوف الدائنين، هكذا يستمتع أياماً، ليعاني سنين.
نعم هناك من يرتب أولوياته، ويكون واقعياً مع إمكانياته، ويقرر السفر مبكراً ولا يرهق نفسه بديون تلاحقه.
لكن البعض عشوائي يصنع المستحيل حتى يبصم عند ممر السعادة ويحصل على إعجاب المتابعين له عبر صفحات التواصل حسب أقوالهم ويقصدون ممر خرطوم الدخول للطائرة ثم لا يلبث حتى يعود أدراجه من نفس الممر ليواجه الحقيقة، وأن سعادته كانت لأيام لكن مرارتها ستدوم، وأن سنوات عجاف ستلاحقه وتؤثر على أسرته.
فهذه صور نراها منذ سنين ولازالت تتكرر، يسافر ثم يعود ويعجز عن سداد الفواتير الأساسية التي تراكمت عليه، رغم ذلك لم يعيرها اهتماماً حتى يستيقظ من نشوة السفر.
وها نحن في وقت تضاعفت فيها الأسعار والتضخم عالمي، والتكلفة صعدت لأرقام فلكية بسبب الظروف الدولية وجشع التجار فلا تكن ضحية، وإن كنت لا تستطيع لأن الثمن غالياً.