جار التحميل...

°C,

الكلمة الطيبة وأثرها في نمو معرفة الطلاب بمجال التعليم والتربية

April 27, 2023 / 10:50 AM
لا شك أن الكلمة الطيبة والعبارة الحسنة تفعل أثرها في النفوس، وتؤلف القلوب، وتذهب الضغائن والأحقاد من الصدور، وكذلك التعبيرات التي تظهر على وجه المعلم تحدث مردوداً إيجابياً أو سلبياً لدى الطالب، وذلك لأن انبساط الوجه وطلاقته مما تأنس به النفس وترتاح إليه، وأما عبوس الوجه وتقطيب الحاجبين فهو مما تنفر منه النفس وتنكره.
والرسول صلى الله عليه وسلم، كان أطيب الناس روحاً ونفساً، وكان أعظمهم خلقاً ولم يكن فظاً غليظاً حاد الطباع، بل كان سهلاً سمحاً ليناً رؤوفا بأمته، قال الله تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ......» "سورة آل عمران الأية: 159 "، وقال ابن كثير: "الفظ المراد به هاهنا غليظ الكلام؛ لقوله بعد ذلك: {غَلِيظَ الْقَلْبِ} أي: لو كنت سيِّئَ الكلام قاسي القلب عليهم لانفضوا عنك وتركوك، ولكن الله جمعهم عليك، وألان جانبك لهم تأليفاً لقلوبهم.

 ولذا لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم- فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً ولا بذيئاً، ولم يكن يعاتب خدمه أو زوجته، إذا أخطأوا أو قصروا في بعض الأعمال، وقد جاءت الأحاديث في ذلك: 

1 - عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم 10 سنين والله ما قال لي أفاً قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟»  أخرجه مسلم.  

وقال ابن حجر: ويستفاد من هذا ترك العتاب على ما فات، لأن هناك مندوحة عنه باستئناف الأمر به إذا احتيج إليه، وفائدة تنزيه اللسان عن الزجر والذم واستئلاف خاطر الخادم بترك معاتبته، وكل ذلك في الأمور التي تتعلق بحظ الإنسان، وأما الأمور اللازمة شرعاً فلا يتسامح فيها لأنها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

2 - عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: «ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل» أخرجه مسلم.
 
3 - عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «لم يكن النبي- صلى الله عليه وسلم- سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له ترب جبينه» أخرجه البخاري.
 
4 - عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» أخرجه الترمذي.
 
والمربون والمعلمون حري بهم أن يترسموا خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في التحلي بالأخلاق الفاضلة والأدب الرفيع، وهي من أنجع الوسائل في التعليم والتربية، حيث أن الطالب في الغالب يتأثر ويتخلق بأخلاق معلمه ويتقبل منه أكثر من غيره، فإذا كان المعلم يتحلى بأخلاق حميدة أثر ذلك على طلابه إيجاباً، وعملت في نفوسهم ما لم تعمله عشرات النصائح والدروس. 

والفحش في القول، والسباب، خصال ممقوتة، تلفظها النفوس، وتشمئز منها الطباع، وتنأى عنها النفوس الكريمة، والمعلم يفترض فيه أنه قدوة يقتفى أثره، ويسلك سبيله، فإن اتصف المعلم ببعض هذه الخصال فهي نقيصة وأي نقيصة، وإن اجتمعت في معلم فهي طامة كبرى، لأن الطالب يتأثر بمعلمه سلباً وإيجاباً.

فإذا كان هذا حال معلمه، فماذا نرجو من الطالب؟ وفائدة القول إن اللعن، والفحش تستلزم تنقيص الآخرين، وتقتل فيهم روحهم المعنوية، وتفسد عليهم فطرهم وألسنتهم، وتوغر صدور بعضهم على بعض، إلى غير ذلك، هذا إلى جانب – وهو الأهم – أنها أمور مرفوضة شرعاً وصاحبها متوعد بالعقوبة.
April 27, 2023 / 10:50 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.