جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

انخفاض كثافة العظام: مرحلة متوسطة بين العظام السليمة وهشاشة العظام

23 يونيو 2025 / 10:04 AM
انخفاض كثافة العظام: مرحلة متوسطة بين العظام السليمة وهشاشة العظام
download-img

إن انخفاض كثافة العظام (Osteopenia) هي حالة تكون فيها كثافة العظام أقل من المعدل الطبيعي، وببساطة تبدأ عظامك بالضعف والرقة والهشاشة أكثر من الطبيعي، ولكنها ليست ضعيفة بما يكفي لتسميتها هشاشة عظام.

وانخفاض كثافة العظام ‏ليست بخطورة هشاشة العظام "Osteoporosis" "وهي الحالة التي تصبح فيها العظام هشة وسهلة الكسر"، ولكنها علامة على إمكانية إصابتك بها لاحقًا إذا لم تعتني بعظامك الآن.

وإن انخفاض كثافة العظام عادةً ما يحدث بشكل طبيعي مع التقدم في السن، حيث تكون عظامك في أعلى كثافة لها في سن 25 عامًا تقريبًا، وبعد ذلك يحدث تراجع طبيعي في كثافة العظام، وبالرغم من ذلك فعادة لا تحدث مشاكل لدى معظم الناس، إلا إذا انخفضت كثافة العظام بشكل كبير، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام في وقت لاحق من حياتك.

الأسباب:

مع تقدمنا في السن، تفقد عظامنا بعض قوتها وكثافتها بشكل طبيعي، ولكن هناك بعض العوامل التي تُسرّع فقدان العظام، مثل:

• نقص الكالسيوم أو فيتامين د: هذه العناصر الغذائية ضرورية لبناء العظام والحفاظ عليها.

• نمط الحياة الخامل وقلة التمارين الرياضية: حيث أن الجلوس لفترات طويلة وعدم تحريك الجسم يُضعف العظام، حيث تزداد قوة العظام مع النشاط، وخاصةً حركة تحمل الوزن.

• التدخين والكحول: كلاهما يُضعف قوة العظام مع مرور الوقت، حيث يُبطئان بناء العظام ويُسرّعان فقدانها.

• التغيرات الهرمونية: خاصةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث، عندما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين.

• التاريخ العائلي، إذا كان والداك يعانيان من ضعف العظام، فقد تُصابين أنتِ أيضًا.

• نقص الوزن أو الإصابة باضطراب في الأكل سابقًا قد يزيد من خطر الإصابة.

• بعض الحالات الصحية قد تُقلل من كثافة العظام أو تُفاقمها‏.

• بعض الأدوية التي قد تزيد من خطر الإصابة. ‏

-  الحالات الصحية التي قد تُقلل من كثافة العظام أو تُفاقمها، منها:

• فرط نشاط الغدة الدرقية.

• داء السكري.

• مرض الكلى المزمن (CKD).

• سوء التغذية.

• اختلال التوازن الهرموني (مثل متلازمة كوشينغ).

• أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على العظام (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو عيوب الكولاجين).

- الأدوية التي قد تزيد من خطر الإصابة منها ما يلي:

• بعض مدرات البول.

• الكورتيكوستيرويدات.

• بعض الأدوية المستخدمة لعلاج النوبات.

• العلاج الهرموني للسرطان (بما في ذلك علاج سرطان الثدي أو سرطان البروستاتا).

• بعض مضادات التخثر.

• مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، مثل تلك المستخدمة لعلاج ارتجاع المريء، والتي قد تؤثر على امتصاص الكالسيوم.

التشخيص:

عادةً لا يوجد ألم أو أي أعراض، وقد لا يُدرك معظم الأشخاص إصابتهم بها إلا بعد إجراء فحص كثافة العظام (يُسمى فحص DEXA).

وهذا الفحص سريع وغير مؤلم، ويقيس قوة العظام ويستخدم الأشعة السينية لقياس كمية الكالسيوم والمعادن الأخرى في العظام.

• يُعطي الفحص رقمًا وتُفسر النتائج بناءً على "T-score" وتكون النتيجة كالتالي:

• طبيعي: "T-score" أعلى من -1.

• انخفاض كثافة العظام: "T-score"  بين -1 و-2.5.

• هشاشة العظام: "T-score"  أقل من -2.5.

ويحتاج معظم الأشخاص إلى فحص كثافة العظام كل بضع سنوات بعد بلوغهم سن الخمسين، أو دخولهم مرحلة انقطاع الطمث، ولكن قد يحتاج البعض إلى مراقبة كثافة العظام بشكل أكثر تكرارًا وفي سن أصغر، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب لإجراء فحوصات دورية، وسيخبرونك بموعد حاجتك لفحص كثافة العظام.

ويُعد فحص التغيرات في كثافة العظام أفضل طريقة للكشف عن هشاشة العظام، قبل أن تتحول إلى مرض هشاشة العظام، وقد يقترح عليك طبيبك إجراء فحوصات كثافة العظام بانتظام، إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام.

وعادةً ما تحتاج النساء إلى فحوصات كثافة العظام بانتظام بعد بلوغهن سن الـ 50، بينما يحتاجها الرجال عادةً بعد سن الـ 70.

الوقاية والعلاج

عادةً لا يمكن الوقاية من انخفاض كثافة العظام، حيث يفقد كل شخص جزءًا من كثافة العظام بشكل طبيعي مع تقدمه في السن، ولا يمكن منع حدوث ذلك، لكن هناك بعض الطرق لتقوية عظامك وإبطاء فقدانها وهي نفسها المستخدمة في علاج هشاشة العظام، ومن الممكن استشارة الطبيب حول طرق تحسين صحة عظامك، إذا كنت قلقًا بشأن هشاشة العظام.

والخبر السار هو أنه يمكن غالبًا تحسين انخفاض كثافة العظام، سيقترح عليك طبيبك علاجات تُبطئ فقدان العظام، وتُقوي أنسجة العظام الموجودة، وأهم جزء في العلاج هو الوقاية من كسور العظام، وكذلك تطور الحالة إلى هشاشة العظام.

إليك بعض الخطوات البسيطة لحماية عظامك وتقويتها:

• تناول أطعمة صحية للعظام: تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم (مثل منتجات الألبان، والخضراوات الورقية، واللوز) وفيتامين د (من أشعة الشمس، والأسماك الدهنية، أو المكملات الغذائية).

• اتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالفواكه والخضراوات والبروتين.

• مارس الرياضة بانتظام: حيث تساعد تمارين تحمل الوزن، مثل المشي، والرقص، والركض، أو رفع الأثقال الخفيفة، في الحفاظ على قوة العظام.

• تجنب التدخين والكحول فهذه العادات قد تُضعف العظام مع مرور الوقت.

• استشر طبيبك بشأن الأدوية أو المكملات الغذائية التي قد تُساعدك، فقد قد تحتاج إلى مكملات الكالسيوم أو فيتامين د، وفي بعض الحالات، قد يصف لك طبيبك أدوية لإبطاء فقدان العظام.

الخلاصة:

إن انخفاض كثافة العظام ليست مرضًا، ولا تعني بالضرورة إصابتك بهشاشة العظام، بل هي طريقة جسمك لطلب المساعدة، وهي فرصة للتصرف مبكرًا، ومع بعض التغييرات الصحية في نمط حياتك والإرشادات الطبية، يمكنك تقوية عظامك، والحفاظ على نشاطك لسنوات قادمة، وتقليل خطر إصابتك بمشاكل خطيرة لاحقًا.

فحافظ على نشاطك، وتناول طعامًا صحيًا، واعتني بعظامك، وستشكر نفسك مستقبلاً.

June 23, 2025 / 10:04 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.