لدغات البعوض هي النتوءات المسببة للحكة التي تظهر بعد عضات وعادة ما يزول النتوء من تلقاء نفسه في غضون أيام قليلة.
من حين لآخر، تسبب لدغة البعوض منطقة كبيرة من التورم والوجع والاحمرار، و يُشار أحياناً إلى هذا النوع من التفاعل، وهو الأكثر شيوعاً عند الأطفال، باسم متلازمة سكيتر (Skeeter syndrome) .
الجدير بالذكر، أن بعض أنواع البعوض (في بعض مناطق العالم) قد يحمل فيروسات أو طفيليات معينة والتي قد تسبب مرضاً شديداً يمكن نقله للإنسان بعد لدغة البعوض منها فيروس غرب النيل (West Nile virus)، الحمى الصفراء (yellow fever)، الملاريا وبعض أنواع عدوى أو التهاب الدماغ (encephalitis) .
الأعراض:
تحدث ردود الفعل تجاه لدغات البعوض بسبب الاستجابة المناعية للبروتينات الموجودة في لعاب البعوض، وكثير من الناس الذين لدغهم البعوض يطورون استجابة مناعية لهذه البروتينات، لكن نسبة صغيرة منهم فقط تظهر لديهم ردود فعل تحسسية.
تشمل علامات لدغة البعوض:
1- نتوء منتفخ، أبيض ومحمر يظهر بعد بضع دقائق من اللدغة
2- نتوء صلب، مثير للحكة، بني محمر، أو نتوءات متعددة، تظهر بعد يوم او أكثر من اللدغة
3- بثور صغيرة بدلاً من النتوءات الصلبة
4- بقع الداكنة التي تشبه الكدمات
قد يعاني الأطفال والبالغون الذين يعانون من اضطرابات الجهاز المناعي من ردود أفعال أكثر شدة، فعند هؤلاء الأشخاص قد تؤدي لدغات البعوض أحياناً إلى:
1-تورم واحمرار بمنطقة كبيرة
2-حمى
3-قشعريرة
4-تضخم الغدد الليمفاوية
الجدير بالذكر أنه يجب استشارة الطبيب إذا بدا أن لدغات البعوض مرتبطة بعلامات تحذيرية أكثر خطورة مثل الحمى والصداع وآلام الجسم وعلامات العدوى والالتهاب.
ردود الفعل بعد لدغة البعوض:
بعد لدغة البعوض، تتفاوت ردود الفعل اتجاه اللدغة من شخص إلى آخر، فيما يلي أكثر ردود الفعل شيوعاً:
1-ردود الفعل النموذجية (الطبيعية) - عادةً ما يتكون رد الفعل الجلدي الموضعي على لدغة البعوض من تورم بسيط واحمرار في مكان اللدغة والذي يصل ذروته في حوالي 20 دقيقة، متبوعاً بنتوء صلب ومثير للحكة يصل ذروته عند 24 إلى 36 ساعة ويختفي خلال 7 إلى 10 أيام.
2-ردود الفعل الكبيرة (Large local reactions) هي إلى حد بعيد النوع الأكثر شيوعاً من ردود الفعل التحسسية للدغات البعوض، و (يشار إليها أحياناً باسم "متلازمة سكيتر") حيث تصبح منطقة اللدغة دافئة يصاحبها تورم واحمرار وألم بالإضافة إلى ظهور نتوءات قد تتراوح من 2 إلى أكثر من 10 سم، وتظهر التفاعلات المحلية الكبيرة في غضون ساعات من اللدغة، وتتطور خلال 8 إلى 12 ساعة أو أكثر، وتختفي في غضون 3 إلى 10 أيام.
ردود الفعل الأخرى:
1-ردود الفعل التحسسية الجهازية، تشمل تفاعلات الحساسية الجهازية مثل الشرى، الحساسية المفرطة (anaphylaxis) أو تضخم العقد اللمفية وتضخم الكبد والطحال والحمى.
2-حساسية الجهاز التنفسي، حيث أن بعض المرضى الذين يعانون من حساسية الأنف والربو قد يكونون حساسين لمسببات حساسية البعوض المحمولة جواً. قد تكون هذه المواد المسببة للحساسية موجودة في أجسام البعوض وقد تكون مختلفة عن المواد المسببة للحساسية التي تسبب ردود فعل بعد اللدغات.
التشخيص:
يعتمد التشخيص على التاريخ والفحص البدني، بالإضافة إلى وقت ظهور رد الفعل فيما يتعلق بلسعة البعوض وكذلك على وقت ظهور منطقة منتفخة حمراء ودافئة ومثيرة للحكة في موقع اللدغة.
أحيانًا يتم الخلط بين التورم الأحمر المؤلم والمثير للحكة والذي يُشار إليه باسم متلازمة سكيتر وبين عدوى بكتيرية ثانوية ناتجة عن خدش الجلد وجروحه. إن متلازمة سكيتر هي في الواقع نتيجة رد فعل تحسسي للبروتينات في لعاب البعوض.
لا يوجد اختبار دم بسيط لاكتشاف الأجسام المضادة للبعوض في الدم، لذلك يتم تشخيص حساسية البعوض من خلال تحديد ما إذا كانت المناطق الحمراء الكبيرة من التورم والحكة قد حدثت بعد أن لدغة البعوض.
من خلال الفحص، قد يكون من الصعب التفريق بين التهاب الحساسية الناجم عن لدغات البعوض والالتهاب الناجم عن عدوى جرثومية ثانوية بعد حك مكان اللدغات (التهاب النسيج الخلوي cellulitis)، لذلك من المهم الحصول على تاريخ لوقت ظهور المنطقة الحمراء المتورمة الدافئة في موقع لدغة البعوض، حيث عادة ما تبدأ ردود الفعل المحلية الكبيرة في غضون ساعات وتبدأ العدوى البكتيرية الثانوية في غضون أيام.
الوقاية:
يمكنك اتخاذ عدة خطوات للحماية والوقاية من لدغات البعوض، منها :
1-تجنب التعرض للبعوض وتجنب الذهاب إلى الأماكن المعروفة بانتشار البعوض فيها.
2-تجنب الأنشطة الخارجية عندما يكون البعوض أكثر نشاطاً، من الغسق حتى الفجر
3-إصلاح أي تمزقات في شبك النوافذ والأبواب ومعدات التخييم
4-استخدام الناموسية فوق عربات الأطفال وأسرة الأطفال أو عند النوم في الهواء الطلق
5-ارتداء ملابس بأكمام طويلة وارتداء سروال طويل
6-ارتداء الجوارب والأحذية المغلقة من الأمام
7-ارتداء الألوان الفاتحة
8-ارتداء قبعة تحمي الأذني والرقبة أو قبعة بناموسية تغطي الوجه
9-تناول الأدوية الوقائية إذا كنت تعاني من ردود فعل شديدة تجاه لدغات البعوض (متلازمة سكيتر)، فيمكن تناول مضادات الهيستامين عند احتمالية التعرض للدغات البعوض.
10-قلل من انتشار البعوض حول المنزل
11-تخلص من المياه الراكدة والبرك التي يحتاجها البعوض للتكاثر.
12-إفراغ حمامات السباحة المخصصة للأطفال مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، ويفضل مرات أكثر.
13-تغيير الماء في أحواض الطيور أسبوعياً على الأقل.
14-إفراغ أواني الزهور الخارجية بانتظام أو تخزينها رأساً على عقب حتى لا تتمكن من جمع الماء.
15-استخدام طارد الحشرات وتتضمن أكثر أنواع طارد الحشرات فعالية واحداً من ثلاثة مكونات نشطة:
- (DEET) هو العنصر النشط في العديد من المنتجات الطاردة للحشرات
-إيكاريدين (ويسمى أيضاً بيكاريدين) (Icaridin)
-زيت ليمون الكافور (الأوكالبتوس) ( Oil of lemon eucalyptus)
تجدر الاشارة الى ان البيرميثرين (permethrin) وهو مبيد حشري وطارد للحشرات يستخدم لحماية إضافية ويتم تطبيق هذا المنتج على الملابس والأدوات الخارجية وليس الجلد.
تُستخدم المنتجات الطاردة للبعوض وفقاً لتوجيهات العبوة، وهي آمنة بشكل عام للأطفال والبالغين، مع استثناءات قليلة:
1-لا تستخدم المنتجات المحتوية على DEET مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهرين.
2-تجنب وضع DEET أو المنتجات التي تحتوي على إيكاريدين على أيدي أو وجوه الاطفال الصغار.
3-تجنب استخدام زيت الليمون والأوكالبتوس للأطفال دون سن 3 سنوات.
4-لا تضع طارد الحشرات تحت الملابس.
5-لا تضع طارد البعوض على حروق الشمس أو الجروح أو الطفح الجلدي.
العلاج:
تتوقف معظم لدغات البعوض عن الحكة وتشفى من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة، لكن يمكن اتباع بعض الارشادات التي تقلل من الأعراض، منها:
1- وضع مستحضراً أو كريماً مثل الكالامين لتخفيف الحكة
2- استخدام كريم الهيدروكورتيزون او كورتيكوستيرويد موضعي متوسط القوة مرتين يومياً على اللدغة لتخفيف الحكة والاحمرار والدفء والتورم.
3- وضع كمادات باردة أو قطعة قماش مبللة لبضع دقائق على مكان اللدغة.
4- تناول مضادات الهيستامين عن طريق الفم.
5- استخدام المضادات الحيوية عند وجود عدوى بكتيرية ثانوية( بعد استشارة الطبيب).
For an optimal experience, please
