يُعرّف تأخر البلوغ بأنه غياب العلامات الأولى للبلوغ، وعادة تكون العلامات الأولى هي نمو الثديين عند الإناث ونمو الخصية عند الأولاد، لذلك يمكن إطلاق مصلح "تأخر البلوغ" عند عدم نمو الثدي عند الفتيات بعمر 12 إلى 13 عاماً أو عدم كبر حجم الخصية في سن 13 إلى 14 عاماً عند الأولاد.
وهناك نطاقات واسعة فيما يتعلق بالترتيب والتسلسلات الزمنية التي تحدث أثناء البلوغ، فعند الإناث بعض سمات العناصر المبكرة للنضج الجنسي "شعر العانة، وشعر الإبط والرائحة، وحب الشباب"، وتظهر عادةً بعد 6 أشهر تقريباً من بداية البلوغ الحقيقي "أي نضج المبيض الذي يتبعه نمو الثدي".
كما أن أغلب الإناث يكتسبن نمواً مبكراً للثدي ولكن القليل قد يبدأ عندهن النمو في وقت متأخر عن بقية الإناث.
وهناك مصطلح آخر يعرف بالبلوغ المتوقف "Stalled puberty"، ويمكن اعتبار البلوغ "متوقفاً" إذا لم يكتمل في غضون 4 سنوات تقريبًا من بدايته، حيث يكمل ما يقرب من 95 % من الأطفال الأصحاء البلوغ الكامل في غضون 4 سنوات.
الأسباب:
يحدث البلوغ بسبب الهرمونات في الجسم والتي يتم إنتاجها عند بداية سن البلوغ، وتحفز هذه الهرمونات الخصيتين لإنتاج هرمون يسمى "التستوستيرون"، كما تحفز المبايض لإنتاج هرمون يسمى "الأستروجين"، وهذه الهرمونات تسبب التغييرات في الجسم.
ويمكن أن يحدث تأخر في البلوغ إذا لم تحدث هذه العملية في الوقت المحدد، لكن هذا لا يعني أن الطفل يعاني من مشكلة طبية، حيث يبدأ بعض الأطفال في سن البلوغ متأخرًا للأسباب التالية:
● ينمون ببطء أكثر من الأطفال الآخرين، ونموهم طبيعي ولا يوجد سبب طبي لتأخر البلوغ.
● تأخر البلوغ عند أحد الوالدين، فمن المحتمل أن يتأخر الطفل في البلوغ كذلك.
وهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر البلوغ منها على سبيل المثال:
1. تشوهات الكروموسومات "متلازمة تيرنر أو متلازمة كلاينفيلتر" أو خلل ونقص في هرمونات معينة.
2. عدم وجود الخصية عند الولادة "Anorchia".
3. بعد الإصابة بالعدوى.
4. بعد التعرض لإصابة "مثل إصابة الرأس" أو بعد الجراحة.
5. بعد التعرض للعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
6. الأورام أو الأكياس الحميدة.
7. التأخر الشامل في النمو والبلوغ "Constitutional delay of growth and puberty".
8. الإصابة بمرض مزمن مثل خمول الغدة الدرقية، أو مرض السكري أو مرض كوشينغ.
9. الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي "Inflammatory bowel disease" أو داء سيلياك "celiac".
10. ارتفاع هرمون الحليب "برولاكتين".
11. فقدان الشهية العصبي "Anorexia nervosa" أو الشره المرضي "bulimia" أو سوء التغذية.
12. متلازمة برادر ويلي "Prader-Willi syndrome".
13. نقص هرمون النمو "growth hormone deficiency".
14. نقص الوزن الحاد أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط.
التشخيص:
يتم التشخيص عن طريق التاريخ العائلي والمرضي للطفل وكذلك الفحص السريري بالإضافة إلى بعض الفحوصات المخبرية والإشعاعية حسب الحالة منها:
1- صورة إشعاعية لليد اليسرى والرسغ لتقييم عمر العظام وتحديد العلاقة بين العمر الزمني ونضج الهيكل العظمي.
2- فحص الأجسام المضادة "transglutaminase-immunoglobulin A" للكشف عن داء سيلياك.
3- فحوصات مخبرية عامة مثل تعداد الدم الكامل، معدل ترسيب كرات الدم الحمراء، نتروجين اليوريا في الدم، الكرياتينين، اختبارات وظائف الكبد، وظائف الغدة الدرقية.
4- فحوصات مخبرية لمعرفة مستوى الهرمونات مثل LH، FSH، estradiol، testosterone، prolactin
5-فحص هرمون النمو "growth hormone".
6- فحص الجينات والكروموسومات.
-7رنين مغناطيسي للرأس والدماغ "MRI".
العلاج:
يعتمد العلاج على عمر الطفل وسبب تأخر البلوغ.
إذا تأخر سن البلوغ بسبب مشكلة طبية، فسيقوم الطبيب بمعالجة المشكلة "إذا كان من الممكن علاجها"، وقد تشمل العلاجات المختلفة الأدوية مثل الهرمونات أو الجراحة، وبعد العلاج، من المرجح أن يبدأ سن البلوغ عند الطفل.
وإذا كان الطفل طبيعياً ولكنه ينمو ببطء، أو إذا كان سن البلوغ متأخراً في العائلة، فعادةً ما ينطوي العلاج على "المراقبة والانتظار" حتى يبدأ سن البلوغ من تلقاء نفسه.
وإذا كان الطفل يعاني من نقص الوزن أو يمارس الرياضة أكثر من اللازم، يمكن للطبيب أن يعطي الوالدين نصائح حول كيفية مساعدة الطفل في الحصول على وزن صحي واتباع نمط حياة صحي.
والجدير بالذكر أنه يتم علاج بعض الأطفال ممن هم طبيعيون، ولكن ينمون ببطء بالعلاج الهرموني للمساعدة في بدء سن البلوغ، وعادةً ما يوصي الأطباء بهذا العلاج فقط إذا كان للبلوغ المتأخر تأثير كبير على حياة الطفل.