جار التحميل...

°C,

دولة الإمارات في عامها الخمسين...شهادة حق ودلالات وعبر

December 01, 2021 / 1:28 PM
من أين نبدأ الحكاية، أمن البداية في ذلك اليوم في عام 1971 الذي انطلقت به مسيرة الخير في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ أم من ذلك الخير الذي عم البلاد والعباد داخل الدولة وخارجها؟ أم من مبادرات الجد والاجتهاد التي أحدثت نقلة نوعية وكبيرة في حياة المواطنين، التي كرست الاستقرار والأمان والرخاء، والغد المشرق؟ أم أبدأ بالشكر لمن احتضنوا الوطن والصدق والجد والاجتهاد وعشقوا الحياة، وتغلبوا على المصاعب والتحديات؟ أم من قصص النجاح والفلاح وتحقيق المستحيل؟
قد لا تُسعفني الكلمات والعبارات في الحديث عن قصص لا تعد ولا تحصى عن دولة الإمارات رضعناها مذ سمعت بأذني ذلك البيان حين كنا طلبة في المدرسة عن دولة الاتحاد، وعن علاقات الإمارات بأمتها وأهلها في كل مكان، ولا أنسى القدر الإماراتي الذي لبى نداءات البشرية في كل مكان حتى غدا وارفاً مضيئاً في كل الأرجاء.

وتكتسبُ هذه المناسبة الوطنية الاهتمام والتقدير والدلالات كونها تشكل لحظة حاسمة وتاريخية في رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة التي بدأت منذ الإعلان عن قيام الاتحاد، فهي مناسبة حافلة بالعطاء والإنجاز والإبداع، نحتفي فيها بالبُناة الذين حملوا رايات المجد للانطلاق إلى المستقبل والحياة، وقد بذلوا الغالي والثمين حتى ازهر الاستقلال وغدا واحة آمان وتقدم وعمران.

وأصبحت الدولة إحدى أكبر الدول نمواً وتطوراً في العالم، وها هي تحصد المراتب الأولى في علاقاتها الدولية، وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية، وما كان هذا ليتم لو لا تلك السواعد الوطنية من رأس هرم القيادة لأصغر مسؤول من أبناء الوطن والمقيمين على أرض هذا الوطن المعطاء.

إن الخمسين الذهبية فرصة إشعاع جديدة، تنساب إلى المستقبل بوجه ساطع بالإنجاز والإبداع، لخلق آفاق لا مثيل لها في التميز والابتكار، نرددها ونقولها: يشع الحرف معجزة ويبوح حبراٍ وعطاء، ونحن نسير تحت شمسك، فالخمسينَ أشرقَت وغدا وجهك الوضاء أنشودة على كل لسان وشدا بك الزمان والإنسان بوحاً وشعراً وحباً وضياء وآلاء.

فها هي الدولة تحمل شرارة التغيير الإيجابي وترنو إلى المستقبل لتعزيز البناء ومنظوماته التقانية والمعلوماتية مستفيدين من الثورة الصناعيّة الرابعة وأساسها الإنسان ومستقبلها الإنسان، والعبرةُ المأمولةُ أنْ تستمر بنهجها الإبداعي والابتكاري والعلمي في ظلِّ إدارةٍ حكيمةٍ تُعيدُ للوطن ألقه وحضوره ووجهه الجميل.

خاصةً وأن قياداتها يعملون بروحِ الفريق الواحد؛ لأنهم يرونها امتداداً لهم، ويشعرون أن المناخ مواتياً لمزيدٍ من العطاءِ والعملِ والارتقاء والسمو والرفعة لكي تبقى الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، فها هي المبادرات المتنوعة والمختلفة الأحجام والأشكال، تتوزّع في جميع الإمارات دون استثناء، وفي شتى مجالات الحياة تلبي مطالب المواطنين، بغض النظر عن الكلفة والجهد المبذول لتنفيذ تلك المبادرات. 

وجميعها تأتي من لدن صناع القرار وعلى رأسهم صاحب السمو رئيس الدولة وهي مبادرات خير لأجل المواطنين والمقيمين ولا تتوقف المشاريع والخطط الحكومية ولم تألُ جهداً في تنفيذها لتحقيق الاستقرار والرخاء والسعادة للمواطنين.

وكان الرهان دائماً على الوقت، وقد أثبتت الأيام أن الإنجاز يستمر بوتيرة سريعة ومتقنة، انعكس فيما نراه الآن في أرجاء الدولة وعلاقاتها الدولية والإقليمية، وهذا ما يشعر الجميع بالارتياح والحب، فلا أجمل من أن يتعانق الحبُ بالعمل، والعلمِ والإنجاز، والجدُ بالمثابرةِ، والتغييرُ بالإصرارِ، والقائدُ بأسرتِه في رغبة واحدة أساسها الوطن والإبداع والبناء والعطاء.

 ولا تُنسى تلك الكلمات الدافئة للمغفور له الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة التي لا تزال حاضرةً في أذهان الناس حتى اليوم، وتحفر في القلب ببهائها ونقائها وجمالها، ويؤكد فيها على بناء الإمارات الحديثة القادرة على مواكبـة العالم ومعطيات العصرِ: " إن الثروة الحقيقية ليست في الإمكانات المادية وحدها، وإنما الثروة الحقيقية للأمة تكمن في أفراد شعبها الذين يصنعون مستقبل أمتهم".

وها هي قوافل الخير تستمر في البناء وإعداد الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة وذلك لإحداث التغيير والتقدم في كل ميادين العمل، وتأكيد القيادة على الهامهم لوضع تصوّراتهم حول طموحات الخمسين عامًا القادمة، ودعمهم لتحقيق انجازات وطنية نوعية تعزز مسيرة التقدم والازدهار.

إن الكلمات تعجز في يومِ الفَرَحْ، فَرَحِ دولة الإمارات العربية المتحدة بِعيدِها الخمسينِ، وها هيَ تَرْنو إِلَيْه بِحَنانٍ، وَتَمُدُّ يَدَها له بِاطْمِئنان، فَهَلُمُّوا جميعاً نَقْتَبِسْ مِنْ عَيْنَيْها نورًا نَسْتَضيءُ بِهِ في دُروبِ حَياتِنا، هَلُمُّوا بِنا نَسْتَذْكِرْ دورها وأثرها، وَنَعيشُ مَعَها ذِكْرَياتٍ جميلةً ما امَّحَتْ مِنْ مُخَيِّلَتِنا، ثُمَّ نعودُ تارَةً ثانِيَةً، وثالِثَةً، وَرابِعةً فَنَرْتَمي في حِضْنِها. 

نَعَمْ، هذهِ الإمارات العربية المتحدة بها نَفْخَرُ وَنَعْتَزُّ، ونحتفي بمناسباتها ورجالها ممن نذروا أنفسهم للوطن والعلم والبناء، وكأني بها تقول بلسان كل من فيها سَنَظَلُّ ما حَيينا نسعى إلى تَقَدُّمِها وازدِهارِها، فالإمارات التي ما فَتِئَتْ تَرْفُدُ المُجْتَمَعَ الإماراتي والعَرَبِيَّ والعالَمِيَّ بِعُقولٍ نَيِّرَةٍ لها السَّبْقُ في مَجالاتِ الحياةِ جَميعِها.

وبعد، تستحق القيادة التي تُسعد شعبها الشكر والتقدير على جهودها داخل الدولة وخارجها، حين جعلت للإنسان قيمة مختلفة ترسم له مستقبلاً أفضل، وتعطيه أملاً في غد أفضل، وتحيّة لدولة الإمارات العربية المتحدة في عيدها الخمسين، والتحية لقياداتها ولكلّ مبدع يرسم لها صورة للحياة ونغماتها المبدعة. 

وإن كان من تحية صادقة وحارة فهي لصاحب السمو الذي يستحقها من الأسرة كلها، وله منا أجملها وأغلاها.



December 01, 2021 / 1:28 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.