على الرغم من أن ولادة الطفل تعتبر حدثًا سعيدًا، فإن العديد من النساء بعد الولادة يصبن بأعراض واضطرابات الاكتئاب، حيث تعاني معظم الأمهات الحديثات من «الكآبة النفاسية» ( Postpartum blues) والذي يشمل تقلُّبات في المزاج ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم، وتبدأ هذه الأعراض خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين وتختفي من تلقاء نفسها.
إن بعض الأمهات قد يعانين من أشكال من الاكتئاب أكثر حدةً وأطول زمنًا وتعرف (باكتئاب ما بعد الولادة) (Postpartum depression)، حيث تبدأ الأعراض في غضون شهر بعد الولادة، ولكن قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 12 شهرًا قبل أن تبدأ الأعراض، كما تستمر الأعراض لفترات أطول مقارنة «بالكآبة النفاسية».
الأسباب:
لا يوجد سبب معروف لاكتئاب ما بعد الولادة، لكن تم وضع عدة فرضيات لمحفزات ظهور أعراض الاكتئاب منها:
●القابلية الوراثية والجينية:
● تغيرات فيزيائية بعد الولادة والتغيرات الهرمونية مثل الانخفاض الكبير في هرمونات (الأستروجين والبروجسترون)، والتغييرات الأخرى في الكورتيزون والميلاتونين والأوكسيتوسين وهرمون الغدة الدرقية.
●المشكلات النفسية والجسدية والعاطفية والاجتماعية وأحداث الحياة المجهدة.
عوامل الخطر:
تم تحديد عدد كبير من عوامل الخطر المحتملة التي قد تساهم أو تؤدي إلى الاكتئاب بعد الولادة، منها كالتالي:
●معاناة الطفل من مشاكل صحية أو احتياجات خاصة أخرى.
●ولادة توأمان أو 3 توائم أو ولادات متعددة أخرى.
●الاكتئاب السابق، التاريخ السابق للاكتئاب في الفترة المحيطة بالولادة أو بعد الولادة.
●المستويات العالية من إجهاد ما بعد الولادة.
● أحداث الحياة المجهدة (مثل الخلاف الزوجي أو الهجرة مضاعفات الحمل، أو المرض أو فقدان الوظيفة) أثناء الحمل أو بعد الولادة.
● ضعف الدعم الاجتماعي والمالي في فترة النفاس.
● صغر السن (على سبيل المثال، أقل من 25 سنة).
● الحالة الاجتماعية:
● التاريخ العائلي للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة أو المرض النفسي.
● عنف الشريك وتاريخ من الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
● الحمل غير المرغوب فيه أو غير المخطط له.
● المواقف السلبية تجاه الحمل والخوف من الولادة.
● تدني الصحة البدنية في فترة ما حول الولادة (مثل السمنة في وقت الحمل، أو سكري الحمل، أو ارتفاع ضغط الدم قبل الولادة أو ما بعد الولادة أو العدوى بعد الولادة).
● عدم الرضا عن صورة الجسد (ما قبل الحمل و / أو ما قبل الولادة و / أو بعد الولادة).
● سمات الشخصية التي تتميز بميل دائم للقلق والشعور بالقلق والغضب والحزن والذنب
● تاريخ متلازمة ما قبل الحيض أو اضطراب ما قبل الحيض.
● اضطرابات النوم في فترة ما حول الولادة.
● ولادة جنين ميت، والولادة قبل الأوان، وانخفاض الوزن عند الولادة، وموت الأطفال حديثي الولادة).
● صعوبة الرضاعة الطبيعية.
●ضغوطات رعاية الأطفال مثل بكاء الرضيع، أو اضطراب نوم الرضيع.
الأعراض:
قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت الأم تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، أو تعاني من أعراض الكآبة النفاسية الناتجة عن ضغط رعاية المولود الجديد، ومن الممكن معرفة الفرق من درجة شدة الأعراض وطول مدتها، فعلى سبيل المثال، بعد ولادة طفل جديد من الطبيعي أن تشعر الأم بالأعراض التالية:
● مشاكل في النوم، النوم كثيراً أو قليلاً جداً.
● الشعور بالتعب أو نقص الطاقة أو الإرهاق.
● تغيرات في الشهية أو الوزن.
● تقلب المزاج والشعور بالقلق أو الحزن.
وبالنسبة للأم المصابة باكتئاب ما بعد الولادة قد تظهر عليها عادة الأعراض في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكنها قد تبدأ أثناء الحمل أو حتى عام بعد الولادة، وتكون الأعراض كالتالي:
● الأرق وعدم القدرة على النوم حتى عندما ينام الطفل، أو قد يكون لديها القليل من الطاقة لدرجة أنها لا تستطيع النهوض من السرير لساعات.
● القلق وسرعة الانفعال والغضب أو تقلبات مزاجية حادة.
● عدم القدرة على رعاية الطفل وصعوبة الترابط معه.
● الشعور بالحزن والاكتئاب والبكاء المفرط.
●الانعزال من العائلة والأصدقاء.
●فقدان الشهية أو الأكل أكثر من المعتاد.
●التعب الشديد أو فقدان الطاقة.
●انخفاض الاهتمام والسرور بالأنشطة التي اعتادت الأم الاستمتاع بها سابقاً.
●اليأس والشعور بانعدام القيمة أو الخزي أو الذنب أو النقص أو الفشل كأم.
●ضعف القدرة على التفكير بوضوح والتركيز واتخاذ القرارات.
●القلق الشديد ونوبات الذعر.
●أفكار لإيذاء النفس أو الطفل.
●الأفكار المتكررة عن الموت أو الانتحار.
والجدير بالذكر أن هناك حالة تسمى (ذهان ما بعد الولادة) (Postpartum psychosis) وهي حالة نادرة تحدث عادةً في غضون الأسبوع الأول بعد الولادة وتكون العلامات والأعراض شديدة وقد تشمل ما يلي:
●الارتباك والهلوسة والأوهام.
●أفكار مهووسة بالطفل.
●اضطرابات النوم.
●الطاقة المفرطة.
●جنون العظمة.
●محاولات إيذاء النفس أو الطفل.
● أفكار أو سلوكيات مهددة للحياة.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد يعاني الآباء الجدد من اكتئاب ما بعد الولادة أيضًا، فقد يشعر الأب بالحزن أو الإرهاق، أو الارتباك، أو يعاني من القلق، أو يحدث له تغيرات في أنماط الأكل والنوم المعتادة، وهي نفس الأعراض التي تعاني منها الأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة.