إن الصداع عند الأطفال شائع وعادة لا يكون خطيراً، ويصاب الأطفال بأنواع مختلفة من الصداع لكن يعد الصداع النصفي من أكثر أنواع الصداع شيوعاً عند الأطفال والمراهقين.
الأعراض:
تختلف أعراض الصداع النصفي بناءً على عمر الطفل كالتالي:
● الأطفال من عمر (سنة إلى سنتين)، تشمل الأعراض الشحوب المفاجئ الشديد، وقلة نشاطهم عن المعتاد، والتقيؤ.
● الأطفال الأكبر في العمر، يمكن أن يسبب الصداع النصفي الغثيان والقيء وآلام البطن ويجعل الأطفال حساسين للضوء والضوضاء، وغالبًا ما يكون الصداع أشبه بالخفقان في الرأس، كما يمكن أن يؤثر على الرأس كله أو أجزاء منه فقط، على سبيل المثال، قد يؤثر على الجبهة فقط أو جوانب الرأس فقط.
● المراهقين الأكبر سنًا، تميل الأعراض إلى أن تكون أشبه بالأعراض التي يصاب بها البالغين، يبدأ الصداع عادة ببطء وعادة ما يؤثر على جانب واحد فقط من الرأس، ولكن يتأثر جانبي الرأس.
ويعاني بعض الأطفال من حالة تسمى "هالة الصداع النصفي" (migraine aura) وهو شعور يحدث قبل أو أثناء الصداع النصفي، وتختلف هالة كل طفل عن الأخرى، ولكن في معظم الحالات تؤثر الهالة على رؤية الطفل، حيث قد يرى الطفل الأضواء الساطعة أو النقاط المضيئة أو الخطوط المتعرجة أو يفقد جزءًا من رؤيته، وقد يعاني الطفل من هالة مصحوبة بتنميل ووخز في الشفتين وأسفل الوجه وأصابع اليد الواحدة، وقد تستمر الهالة عادة من بضع دقائق إلى ساعة ثم تختفي.
والجدير بالذكر أن العديد من الأطفال يعانون من أعراض تحدث لعدة ساعات أو حتى يوم واحد قبل أن يبدأ الصداع النصفي، وتسمى هذه الأعراض "الأولية" وأكثرها شيوعًا هي التعب، والتهيج، وشحوب الوجه، والهالات تحت العينين.
وكذلك قد تصاب بعض الفتيات المراهقات بحالة تسمى "الصداع النصفي الحيضي" "menstrual migraines" وهو الصداع النصفي الذي يحدث كل شهر في بداية الدورة الشهرية.
وبشكل عام تجب زيارة الطبيب على الفور (دون إعطاء أي دواء) إذا كان الطفل يعاني الأعراض التالية:
● صداع يبدأ بعد إصابة في الرأس.
● صداع يوقظه من النوم.
● صداع مفاجئ وشديد ويحدث مع أعراض أخرى، مثل:
- التقيؤ.
- آلام الرقبة أو تصلبها.
- ازدواج الرؤية أو تغيرات في الرؤية.
- فقدان التوازن.
- حمى تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى.
التشخيص:
إن تشخيص الصداع النصفي يعتمد على التاريخ الشخصي والعائلي للطفل بالإضافة إلى الأعراض والفحص السريري، لكن في بعض الأحيان قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات أكثر مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي إذا اعتقد أن الطفل يعاني من مشكلة أخرى غير الصداع النصفي.
الوقاية:
هناك العديد من الطرق الوقائية التي قد تقلل من حدوث الصداع النصفي بشكل متكرر منها:
1-عادات النوم الصحية والسليمة والمنتظمة.
2-جداول الوجبات المنتظمة.
3-ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
والجدير بالذكر أنه يمكن أن "تحفز" نوبات الصداع النصفي بسبب عوامل معينة منها كالتالي:
● تخطي وجبات الطعام.
● عدم شرب كميات كافية من السوائل.
● الإجهاد أو النوم لفترات طويلة أو قليلة.
● أطعمة معينة.
إن ملاحظة الأطعمة التي تناولها الطفل أو الأحداث التي قد سببت الصداع قد تساعد في تقليل تحفيز الصداع والوقاية منه عن طريق تجنب هذه المحفزات.
العلاج:
هناك العديد من الطرق العلاجية التي قد تساعد في التقليل من الأعراض والتحكم بها كالتالي:
● جعل الطفل يستريح في غرفة هادئة ومظلمة مع وضع قطعة قماش باردة على جبينه وتشجيعه على النوم.
● إعطاء الطفل الأدوية أو مسكنات الألم التي تمت مناقشتها مع الطبيب، حيث تنقسم الأدوية المستخدمة للصداع النصفي إلى قسمين فهناك أدوية تخفف من آلام الصداع النصفي، وهناك أيضًا أدوية موصوفة طبيًا يمكن أن تساعد في منع حدوث الصداع النصفي في المقام الأول، حيث يعتمد الدواء المناسب للطفل على عدد مرات الإصابة بالصداع ومدى شدته.
● العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات الاسترخاء قد تكون ذات فائدة في التقليل من نوبات الصداع لكنها قد تنجح في المراهقين أكثر من الأطفال.