تشير الأبحاث والدراسات التي تناولت موضوعات صحة الطفل في سنواته الأولى إلى أن الرضاعة الطبيعية لها فوائد عديدة للأم والرضيع، إذ تحمي الأم والطفل معاً من الأمراض والمشاكل الصحية، وقد تمت التوصية على متابعة الرضاعة الحصرية لمدة 6 أشهر على الأقل، غير أن بعض النساء يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية بسبب المشكلات شائعة.
وسنكمل في هذه المقالة بعض المشاكل التي تحول دون الرضاعة الطبيعية وكيفية التعامل معها:
- آلام الحلمة والثدي
إن السبب الثاني الأكثر شيوعاً لتوقف الأمهات عن الرضاعة الطبيعية مبكراً هو ألم الحلمة أو الثدي.
وتشمل أسباب آلام الحلمة والثدي ما يلي:
● إصابة الحلمة (التي يسببها الطفل أو مضخة الثدي) أو بسبب تقنية الرضاعة الطبيعية غير الصحيحة
● الاحتقان وهو امتلاء الثديين بالحليب بشكل مفرط.
● انسداد مجاري الحليب.
● التهابات الحلمة والثدي.
● إنتاج الثدي لكميات كبيرة من الحليب.
● اضطرابات الجلد (مثل التهاب الجلد أو الصدفية) التي تصيب الحلمة.
● تضيق الأوعية الدموية في الحلمة أي أنها تتقلص ولا تسمح بمرور كمية كافية من الدم.
● اللسان المربوط (tongue-tie) عند الطفل فلا يستطيع تحريك لسانه بحرية كما ينبغي، مما يجعل من الصعب عليه الرضاعة بطريقة صحيحة وفعالة.
● مشكلة تتعلق بعنق الطفل، مما يجعل من الصعب على الطفل الرضاعة من الثديين بشكل مريح.
● عيوب خلقية في شكل فم الطفل، تجعل من الصعب على الطفل الرضاعة بشكل طبيعي.
ولتحديد سبب الألم، سيقوم مقدم الرعاية الصحية بفحص الأم والرضيع وسيراقبهما أثناء الرضاعة الطبيعية، وذلك لأن معظم حالات آلام الثدي لدى الأم المرضعة ناتجة عن أسلوب الرضاعة الطبيعية غير الصحيح.
والجدير بالذكر أنه يمكن أن تشعر الأم بحساسية أو بشعور مزعج في الحلمة، وهذه الحساسية طبيعية وتزول عادة في الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية، وإذا لزم الأمر، يمكن تناول مسكنات الألم لتخفيف الانزعاج.
ويمكن عادةً التمييز بين حساسية الحلمة الطبيعية، والألم الناجم عن إصابة الحلمة بناءً على وقت حدوثها وكيفية تغيرها بمرور الوقت، حيث أن حساسية الحلمة الطبيعية تزداد عادة أثناء الحمل، وتصل إلى ذروتها بعد أربعة أيام تقريباً من الولادة، كما أنها تختفي عادة بعد 30 ثانية من بدء الرضاعة، من ناحية أخرى، يستمر ألم الحلمة الناجم عن الإصابة ويزداد سوءًا بعد بدء الرضاعة.
-فيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية من إصابة الحلمة:
● تعلم الطريقة الصحيحة للرضاعة الطبيعية واستشارة الطبيب أو استشاري الرضاعة الطبيعية.
● المحافظة على الحلمات جافة، وتركها تجف في الهواء بعد الرضاعة.
● عدم استخدام الصابون أو المنظفات المحتوية على المواد الكيميائية القاسية على الثدي.
● تجنب استخدام ضمادات الثدي التي لها دعامة بلاستيكية أو الإفراط في استخدامها.
● معالجة الطفل إذا كان يعاني من أي تشوهات مثل (اللسان المربوط) حتى يتمكن من الرضاعة بشكل طبيعي.
-فيما يلي بعض الأشياء التي يمكن القيام بها لتعزيز الشفاء في حالة إصابة الحلمة أو الاحتقان أو انسداد قنوات الحليب:
● اتباع الطريقة الصحيحة للرضاعة الطبيعية.
البدء بالرضاعة بالثدي الذي لا يعاني من الإصابة.
● وضع مرهم أو حليب الثدي على الحلمات المتشققة وتغطيتها بضمادة غير لاصقة، ومراجعة الطبيب في حال وجود إصابة أو طفح جلدي.
● استخدم الكمادات الباردة أو الدافئة.
● تناول مسكناً خفيفاً للألم، مثل أسيتامينوفين قبل الرضاعة.
● إذا كان ألم الحلمة يمنع الطفل من إفراغ الثدي من الحليب، يمكن استخدام اليد أو المضخة لتفريغ الثدي.
3-التهابات الثدي
يحدث التهاب الثدي في أي وقت أثناء الرضاعة ولكنه أكثر شيوعاً خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، وقد يصاحبه حمى وآلام العضلات واحمرار وألم في الثدي، كما قد يربطه البعض دائماً بالعدوى ولكن قد لا يحدث دائماً بسببه.
وفيما يلي بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للتحكم في التهاب الثدي:
● استشارة الطبيب ومعرفة سبب الالتهاب والعلاج المناسب، فقد ينصح الطبيب بتناول المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات الموضعية أو عن طريق الفم حسب نوع الالتهاب.
● الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى أثناء العلاج، مع الحرص على اتباع الطريقة الصحيحة للرضاعة لتفريغ الثدي من الحليب بشكل جيد.
● تناول مسكن خفيف عند الحاجة.
● وضع الكمادات الباردة أو كمادات الثلج.
4-افرازات الحلمة الدموية
تصاب بعض النساء بإفرازات دموية من الحلمة خلال الأيام والأسابيع الأولى من الرضاعة، ويُعتقد أنه ناتج عن زيادة تدفق الدم إلى الثدي وقنوات الحليب عند بدء الثدي في إنتاج الحليب، وقد يختلف لون الحليب من الوردي إلى الأحمر، ويختفي في غضون أيام قليلة، وفي حال استمرار الإفرازات لأكثر من أسبوع، يجب زيارة الطبيب للكشف عن أسباب أخرى لهذه الإفرازات.
5-فائض في كمية الحليب
عند بعض الأمهات قد ينتج الثدي الحليب بكميات كبيرة مما قد يجعل الرضاعة الطبيعية صعبة، حيث يمكن أن يكون اندفاع الحليب قوياً لدرجة أنه يتسبب في اختناق الرضيع أو يسبب السعال، وتبدأ هذه المشكلة في وقت مبكر من الرضاعة وهي أكثر شيوعاً بين النساء اللاتي ينجبن طفلهن الأول، وعادة تختفي المشكلة من تلقاء نفسها، لكن يفضل استشارة الطبيب للكشف عن أسباب أخرى لهذه المشكلة مثل وجود اختلالات هرمونية، أو تناول أي أدوية يمكن أن تزيد من سوء المشكلة.
وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتعامل مع فائض كمية الحليب:
● إرضاع الطفل في وضعية منتصبة أو الاستلقاء على الظهر أو على الجانب، فهذه الوضعيات ستعطي الطفل تحكماً أفضل في تدفق الحليب.
● استخدام الأصابع لتقليل تدفق الحليب أو الضغط على الصدر بكف اليد لتقييد التدفق.
● منح الطفل القدرة على التحكم في التدفق وإيقافه للرضاعة.
● تجنب الضخ لأنه يمكن أن يحفز إنتاج المزيد من الحليب، وضخ القليل يدوياً في بداية الرضاعة لتخفيف بعض الضغط.
● وضع الماء البارد أو الثلج على الحلمتين لتقليل تسرب الحليب.