وأنا أترجل مع أحد الأصدقاء من الدول العربية الشقيقة في أحد شوارع دبي، قال لي كلمة وسط كلامه لفتت انتباهي بشدة حينما كان يصف حال الإمارات من بين باقي دول العالم، مع العلم أن صديقي زار عشرات الدول في السنوات الأخيرة بحكم طبيعة عمله كطيار، وكانت تلك الكلمة هي: "الإمارات العالمية المتحدة".
فسألته بما تعني تلك الكلمة فقال لي: "والله أن حكومة الإمارات تقوم بواجبات مجموعة دول بأكملها وليس بمهام دولة واحدة، ويكفي أن الإمارات صارت الملاذ الآمن والأول لأي لاجئ، وهي الواجهة الأولى لأي محتاج أو باحث عن فرصة سواء كانت فرصة عمل أو للنمو الاقتصادي والشهرة."
فصمت لثواني وتذكرت ما قدمته الإمارات ليس على مدار العقود الماضية، ولكن في آخر عامين فقط خلال جائحة كورونا، فالإمارات كانت من أكثر دول العالم تقديماً للمساعدات الإنسانية والأجهزة الطبية لمختلف دول العالم لمواجهة الجائحة.
وكانت المساعدات الإماراتية هي أول مساعدات تصل للشعب الأفغاني بعد الانسحاب الأميركي، في الوقت التي كانت فيه بعض الدول الإقليمية والعالمية الكبرى تفكر في ملئ ذلك الفراغ السياسي بمنتهى البراغماتية، دون النظر لحاجة الشعب الأفغاني.
وكيف كانت الإمارات أكثر الدول العربية دعماً ومساعدة للشعوب الإفريقية في مختلف الظروف، التي مرت بها دول القارة السمراء في بالسنوات الأخيرة.
وكيف كان في الوقت الذي يسب فيه الأقزام بقطاع غزة دولة الإمارات، كانت الإمارات تتصرف بالعقل والحكمة دون النظر لهؤلاء الأقزام المتاجرين بالقضية، واضعة مصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق فوق أي اعتبار.
وتذكرت كيف سالت دماء أبناء جنود الإمارات البواسل على أرض اليمن الحبيب من أجل مساعدة الأشقاء بالمملكة العربية السعودية، والحفاظ على منظومة الأمن الخليجي ودفاعاً عن اليمن، والتي جاءت ذكراهم منذ أيام قليلة وبالتحديد في يوم 4 سبتمبر ذكرى استشهاد جنود الإمارات البواسل باليمن.
فلله درك يا إمارات، وحفظ الله حكام وشيوخ وجنود وأبطال إمارات العزة، وأقولها بكل فخر الحمد لله على نعمة الإمارات وحكامها، والحمد لله على نعمة الدولة والاستقرار والرخاء، ولا أبالغ لو قلت: "لو أن الاستقرار صفة فـالإمارات هي مصدره".
وأخيراً وليس آخراً يا إمارات المجد، تم منذ أيام قليلة اختيار أبوظبي مقراً لـ "الصندوق العربي لمواجهة الكوارث والأزمات"، وهو ما يدل على قيم العروبة والمواقف الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات العربية المتحدة من قضايا الأمة العربية، والتي تحظى بمكانة دولية مرموقة.
والإمارات وإن كانت عربية تعتز بعروبتها فخيرها واصل لكل أقاصي العالم بفضل الله ثم بفضل شيوخها.