جار التحميل...

°C,

قواعدُ في الحفظ والمذاكرة

ابني الطّالب وابنتي الطّالبة ما أحوجك وأنت في هذه المرحلة المهمّة من مراحل دراستك إلى بعض النّصائح والتّوجيهات التي من شأنها أن تقوّيك وتشدّ أزرك، وتأخذ بيدك إلى سماء التفوّق والنّجاح؛ وقد اخترت لك جملة من تلك النّصائح؛ فاحرص على فهمها والأخذ بها؛ تكن من النّاجحين المبرِّزين بإذن الله ربّ العالمين.
1-ثق بعد الله تعالى في نفسك وخاطب عقلك الباطنيّ باستمرار بأنّك قادرٌ على حفظ وفهم أيّة معلومة؛ فذلك سيُقوّيك على المذاكرة، ويبث فيك المشاعر الإيجابيّة، ويُخفّف من المشاعر السّلبيّة التي قد تعوقك كالخوف والتوتّر والقلق.

2- ركّز على الأساسيّات من كلّ علم وافهم قواعده فهماً جيّداً ثم احفظها، وفي ذلك يقول إمام إمَامُ الْحَرَمَيْنِ فِي كِتَابِ الْمَدَارِكِ: [وَالْوَجْهُ لِكُلِّ مُتَصَدٍّ لِلْإِقْلَالِ بِأَعْبَاءِ الشَّرِيعَةِ أَنْ يَجْعَلَ الْإِحَاطَةَ بِالْأُصُولِ شَوْقَهُ الْآكَدَ، وَيَنُصَّ مَسَائِلَ الْفِقْهِ عَلَيْهَا نَصَّ مَنْ يُحَاوِلُ بِإِيرَادِهَا تَهْذِيبَ الْأُصُولِ].

3- تعرّف على النّقاط الرّئيسيّة في درسك وضع تحتها خطاً وكرّر قراءتها حتى تثبت في ذاكرتك، وقسّم الموادّ الطّويلة إلى وحدات مُتماسكة يسهل فهمها وحفظها، واستعن بالرّسوم التّوضيحيّة والمُخطّطات والجداول التّلخيصيّة. 

4- حاول الإجابة عن بعض التّدريبات العامّة والأسئلة المباشرة حول الدّرس، وضع لنفسك أسئلة تُلخّص فيها أجزاء الدّرس المختلفة، ثم أجب عنها كتابة وشفاهة وكأنّك في قاعة الاختبار.

5- ابدأ مُذاكرتك بقراءة الدّرس قراءةً إجماليّة وسريعةً للإلمام بمحتوياته وموضوعه، قبل الشّروع في قراءته تفصيليّاً ودراستِه بإمعان؛ فذلك ممّا يُساعد على سرعة الحفظ، ويزيد القدرة على التّركيز والفهم؛ وركّز أثناء مذاكرتك؛ فلا تُضيّع وقتك في التنقّل من درس إلى آخر ومن مادّة إلى أخرى دون أن تستوعب شيئاً واضحاً.

6- تخيّر أوقات وأماكن الحفظ والمذاكرة بعناية، واجتنب كلّ وقت أو ظرف تكون فيه مشوّش البال مشغول الذّهن؛ فذلك سيُقلّل من قُدرتك على التّركيز وتثبيت المعلومة، ولا تذاكر وأنت مرهقٌ؛ فالتّعب لا يُساعد على تثبيت المعلومات فتنساها بسرعة.

7- ذاكر أوّلاً بأوّل، ولا تترك الدّروس تتراكم عليك؛ فذلك سيُصعّب عليك المهمّة، ويُصيبك بالإحباط، وبعض الطلبة يظنّ أنّ المراجعة إنّما تكون في آخر العام أو قبل الامتحانات فقط، وذلك خطأٌ قاتلٌ؛ فالمُراجِعة المنتظمة مع بداية كلّ فصل دراسيّ هي أساس النّجاح والتفوّق والقدرة على الاستمرار؛ لأنّها تعمل على ترسيخ المعلومة وتخمّرها في ذهن الطّالب بحيثُ تصبح كالحقيقة المقررة التي لا يحتاج إلى جهد وعناء في استحضارها وتوظيفها؛ فراجع في كلّ أسبوع مادّتين أو ثلاث على الأقلّ، واستكمل مراجعة كلّ الموادّ مع نهاية كلّ شهر على الأكثر، وخصّص أيّام العطل والإجازات للمراجعات العامّة.

8- أشرك وسائل التعلّم الثّلاثة [النّظر والقراءة والسّمع] عند الحفظ والمذاكرة، ولا بأس من الاستعانة بوسائل التّسجيل المعاصرة في تسجيل المقروء وإعادة سماعه مرّة بعد مرّة.

9- خصّص أوقاتاً مُحدّدة للمذاكرة والمراجعة، ولا تتخطّاها إلا لعذر قاهر؛ مع إلزام النّفس بقضائها حتى تتعوّد على ذلك كتعوّدها على الأكل والشّرب وسائر العادات.

10- تخيّر رفيقا مُعينا على الطّلب، والأفضل أن يكون ظرفُه قريباً من ظرفك من أجل سهولة برمجة أوقات الالتقاء من أجل الدّرس والمراجعة والمذاكرة الجماعيّة.

11- أكثر من الّدعاء، واسأل الله دائماً أن يرزقك الحفظ والفهم، وقل كما كان بعضُ السّلف يدعو ويقول: [يا معلّم آدم وإبراهيم! علمّني، ويا مفهّم! سليمان فهّمني].

هذه بعضُ النّصائح قدمّتها لك لعلّك تنتفع بها في مسيرة حياتك العلميّة الحافلة بالكثير من التفوّق والنّجاح في الدّنيا والآخرة؛ فـ[احرِص على ما ينفعُك و استعن بالله و لا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أنّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل؛ فإنّ [لو] تفتح عمل الشّيطان].

وكان الله معك، وفي دروب النّجاح وفّقك.
 
March 31, 2021 / 9:40 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.