جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

تأثير الأجهزة الرقمية على نوم الأطفال ونمو أدمغتهم وسلوكهم

تأثير الأجهزة الرقمية على نوم الأطفال ونمو أدمغتهم وسلوكهم
download-img
في عصرنا الرقمي، أصبحت الشاشات جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال اليومية، فمن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى الألعاب الإلكترونية والدروس عبر الإنترنت، يستخدم الأطفال الشاشات للتعلّم، والترفيه، وحتى التواصل مع الأصدقاء.

لكن مع هذا الاستخدام المتزايد، يتساءل كثير من الآباء والأمهات:

هل الإفراط في استخدام الشاشات يضر بصحة طفلي؟

وما هو الوقت المناسب المسموح به أمام الشاشة؟

وما الذي يجب أن يعرفه كل والد ووالدة؟

كم من الوقت يقضيه الأطفال أمام الشاشات؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأطفال بين سن 8 و12 عامًا يقضون ما بين 4 إلى 6 ساعات يوميًا أمام الشاشات، في حين قد تصل المدة لدى المراهقين إلى 9 ساعات أو أكثر، خاصةً مع انتشار التعليم الإلكتروني، وألعاب الفيديو، ووسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم أن بعض هذا الوقت قد يكون مفيدًا (مثل التطبيقات التعليمية)، إلا أن الاستخدام المفرط يرتبط بمشكلات صحية ونفسية وسلوكية عديدة.

تأثير الشاشات على تطور دماغ الطفل

يتطوّر دماغ الطفل في السنوات الأولى من حياته بوتيرة كبيرة، ويعتمد هذا التطوّر على التفاعل الواقعي: مثل اللعب، والحديث، والاستكشاف، لكن التعرض الطويل للشاشات، وخاصة المحتوى السلبي أو السريع، قد يؤثر على هذا النمو.

تشمل أبرز الآثار:

• تأخر في تطوّر اللغة والكلام، خصوصًا عند الأطفال دون سن المدرسة.

• ضعف التركيز والانتباه، خاصةً مع التطبيقات والبرامج سريعة الوتيرة.

• تراجع مهارات التفكير الإبداعي وحلّ المشكلات.

• انخفاض القدرة على التفاعل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة الجماعية.

إن الشاشة قد تسرق وقت اللعب الحقيقي، والقراءة، والمشاركة في الحياة العائلية وكلها أساسيات لتطور الدماغ السليم.

النوم في خطر: تأثير الشاشات على راحة الطفل

إن إحدى أكثر التأثيرات المباشرة لاستخدام الشاشات هي اضطرابات النوم، فالضوء الأزرق الصادر من الأجهزة قد يؤثر في إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن الشعور بالنعاس.

والأطفال الذين يستخدمون الشاشات قبل النوم يعانون من:

• تأخر في النوم.

• نوم غير عميق أو غير مريح.

• تعب وإرهاق أثناء النهار.

حتى التطبيقات التعليمية أو مقاطع الفيديو "الهادئة" يمكن أن تنشّط الدماغ وتؤخر الاسترخاء، ولذلك يُنصح بإيقاف استخدام الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.

الأثر الاجتماعي والعاطفي

يتعلم الأطفال المهارات الاجتماعية من خلال اللعب، والنظر في العيون، وتبادل الحديث، وأما الشاشات فقد تعيق هذا التطور عندما تُستخدم بإفراط، وهذا لا يعني أن الشاشات سيئة تمامًا، ولكن المفتاح هو الاعتدال والمراقبة.

والآثار الاجتماعية والعاطفية المحتملة تشمل:

• صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو قراءة الإشارات الاجتماعية.

• عزلة عن الأنشطة العائلية أو اللعب التفاعلي.

• زيادة معدلات القلق أو التوتر أو السلوك العدواني.

• تراجع مهارات التواصل والتعاطف.

ما هي التوصيات الطبية لاستخدام الشاشات؟

وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP):

• من الولادة حتى 18 شهرًا: يُفضل تجنّب الشاشات تمامًا، باستثناء مكالمات الفيديو.

• من 18 إلى 24 شهرًا: يمكن تقديم محتوى عالي الجودة، مع إشراف أحد الوالدين.

• من سنتين إلى 5 سنوات: لا تتجاوز الساعة يوميًا، مع مشاهدة مشتركة مع الأهل.

• من 6 سنوات فأكثر: تحديد وقت الشاشة بما لا يؤثر على النوم، والنشاط الجسدي، أو العلاقات العائلية.

 نصائح لعادات رقمية صحية

لست مضطرًا لحظر الشاشات بالكامل، بل اتبع هذه النصائح البسيطة لإيجاد التوازن:

1. اجعل بعض الأماكن خالية من الشاشات، مثل غرف النوم وطاولة الطعام.

2. حدّد وقتًا يوميًا ثابتًا يتناسب مع عمر الطفل.

3. شاهد المحتوى مع الطفل وتحدث إليه بشأنه.

4. شجّع على الأنشطة البديلة: اللعب في الخارج، والقراءة، والفنون، والرياضة.

5. كُن قدوة: تصرّف أمام طفلك كما تتمنى أن يتصرّف هو.

وفي الختام، فإن التكنولوجيا ليست العدو بل هي أداة وقد تكون مفيدة إن استُخدمت بحكمة، والمهم هو أن نوفّر لأطفالنا البيئة المتوازنة، التي تجمع بين العالم الرقمي والتجارب الواقعية، فالعلاقة الصحية مع الشاشات تبدأ من وعي الأهل، ووضع حدود واضحة، والمشاركة الإيجابية فيما يشاهده الطفل أو يفعله عبر الإنترنت.

June 09, 2025 / 8:55 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.