اضطراب الاكتناز القهري هو صعوبة مستمرة في التخلص من الممتلكات أو التخلي عنها، بغض النظر عن قيمتها، بسبب الحاجة المتصورة لحفظ هذه الأشياء والشعور بالضيق عند التفكير في التخلص منها، وبالتالي تزدحم الممتلكات وتتكدس مما يؤدي إلى نشر الفوضى في المرآب والفناء ومرافق التخزين والغرف الأخرى.

ويتراوح الاكتناز من خفيف إلى شديد، وفي بعض الحالات، قد لا يكون للاكتناز تأثير كبير على الحياة، بينما في حالات أخرى يؤثر بشكل خطير على الفرد، ويتداخل مع الحياة اليومية للفرد ويسبب ضائقة كبيرة. 

وغالباً لا يرى الأشخاص المصابون باضطراب الاكتناز القهري مشكلة، مما يجعل العلاج صعباً، ولكن العلاج المكثف يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين على فهم كيفية تغيير معتقداتهم وسلوكياتهم، حتى يتمكنوا من عيش حياة أكثر أماناً وإمتاعاً.

وأظهر التحليل لـ 11 دراسة علمية شارك فيها ألف شخص على الأقل، أن انتشار اضطراب الاكتناز عند البالغين يبلغ حوالي 2.5%، كما يميل الأفراد المصابون باضطراب الاكتناز إلى أن يكونوا أكبر سناً، عاطلين عن العمل، وغالباً ما يكونون غير متزوجين أو منفصلين أو مطلقين.

وهناك عدد من الاضطرابات النفسية الأخرى قد تصاحب اضطراب الاكتناز، والأكثر شيوعاً منها:
● اضطراب القلق المعمم (31 إلى 37 %).
● اضطراب الاكتئاب الشديد (26 إلى 31%).
● اضطراب الوسواس القهري (15 إلى 20 %).
● اضطراب الهلع (17%).
● اضطراب القلق الاجتماعي (14%).
● اضطراب ما بعد الصدمة (14%).

إن الأعراض النموذجية لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وخاصة قلة الانتباه، ويتم الإبلاغ عنها أيضاً بشكل شائع بين المصابين باضطراب الاكتناز، وغالباً ما تكون الأمراض المصاحبة، هي السبب الرئيسي لاستشارة الطبيب المختص.

طريقة تطور المرض


إن الأسباب المؤدية إلى اضطراب الاكتناز غير معروفة، من ناحية أخرى قد اقترحت بعض الدراسات وجود عوامل جينية أو بيئية تتفاعل مع بعضها، مما يؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب، ولكن لم يتم بعد تحديد جينات معينة متورطة في حدوثه.

واقترحت إحدى الأبحاث بعض عوامل الخطر البيئية الفريدة، والتي قد تؤدي إلى اضطراب الاكتناز، على سبيل المثال، أحداث الحياة المؤلمة، لكن لا يوجد دليل يوضح دور مثل هذا التعرض في ظهور أو تفاقم اضطراب الاكتناز، كما لا يزال يتعين استكشاف الروابط المسببة بين اضطراب الاكتناز والحالات العصبية والنفسية الأخرى (على سبيل المثال، اضطرابات القلق والمزاج، واضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط) وغيرها.

وتشير التقارير لعدة مئات من الحالات إلى أن صعوبات التخزين تبدأ في وقت مبكر من الحياة وتمتد إلى المراحل المتأخرة، وقد تظهر أعراض الاكتناز لأول مرة بين سن 11 إلى 15 عاماً، وتبدأ في التدخل في أداء الفرد اليومي بحلول منتصف العشرينات، وتسبب مشاكل كثيرة بحلول منتصف الثلاثينيات، وعادة يتم الإبلاغ عن تفاقم مستمر للأعراض على مدار كل عقد من العمر.

الأعراض


إن السمة الرئيسية لاضطراب الاكتناز هي الصعوبة المستمرة في التخلص من الممتلكات أو التخلي عنها، بغض النظر عن قيمتها الفعلية. 
وتشمل الأشياء المحفوظة الأكثر شيوعاً الصحف والملابس القديمة والحقائب والكتب والأوراق، ولكن يمكن حفظ أي غرض تقريبًا، كما لا تقتصر طبيعة الأشياء المحفوظة على الممتلكات التي لا قيمة لها، لأن العديد من الأفراد يحفظون الأشياء الثمينة
وعادة، يكون الدافع وراء صعوبة التخلص من الأشياء هو خسارة المنفعة المتصورة، أو القيمة الجمالية أو الارتباط العاطفي القوي بالممتلكات، أو الخوف من فقدان المعلومات المهمة، أو مزيج من هذه العوامل، وكذلك للأسباب التالية:

-يعتقدون أن هذه الممتلكات أو الأشياء فريدة أو ستكون مطلوبة في وقت ما في المستقبل.
-الممتلكات لها أهمية عاطفية مهمة، حيث تعمل بمثابة تذكير بالأوقات السعيدة، أو تمثل الأشخاص المحبوبين أو الحيوانات الأليفة.
-يشعر المصاب بأمان أكبر عندما يكون محاطاً بالأشياء التي يحفظها.
-لا يريد المصاب خسارة أي شيء.

وعادة تؤدي محاولات الآخرين للتخلص من الممتلكات إلى مستويات عالية من الضيق، حيث أن أغلب الأفراد المصابون باضطراب الاكتناز ليس لديهم الإدراك الكامل بوجود مشكلة في معتقداتهم وسلوكياتهم المتعلقة بالاكتناز، كما أن السمات الشائعة الأخرى لاضطراب الاكتناز تشمل التردد، والتجنب، والمماطلة والتشتت، وقد تؤدي إلى الصعوبات في التخطيط والتنظيم مما يؤدى إلى حدوث فوضى شديدة. 

ان اضطراب الاكتناز لا يكون فقط لاكتناز الاشياء بل قد يطال اكتناز الحيوانات أيضاً، حيث يمكن تعريف اكتناز الحيوانات على أنه تراكم عدد كبير من الحيوانات مع عدم توفير الحد الأدنى من معايير التغذية والنظافة والرعاية البيطرية أو الفشل في التصرف في حالة تدهور صحة الحيوانات والبيئة المحيطة بهم.

إن اضطراب الاكتناز يختلف عن الجمع، حيث أن الأشخاص الذين لديهم مجموعات مثل الطوابع أو السيارات الكلاسيكية أو العملات الخ، يبحثون عمداً عن أشياء معينة، ويصنفونها ويعرضون مجموعاتهم بعناية، وعلى الرغم من أن المجموعات يمكن أن تكون كبيرة، إلا أنها عادة ما تكون غير مزدحمة ولا تسبب الضيق والضعف الذي يعد جزءًا من اضطراب الاكتناز.