جار التحميل...

°C,

اكسبوجر 2021.. الإنسانية أولاً

February 11, 2021 / 12:32 PM
أتى حفل افتتاح المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" 2021 في نسخته الخامسة، والذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، جميلاً رائعاً، برغم كافة الاحترازات المعروفة بسبب جائحة "كوفيد-19".
شرّف الحفل سمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ولفيفٌ من كبار المسؤولين، ورؤساء الدوائر، وضيوف المهرجان، وعدد كبير من المصورين من داخل وخارج الدولة. 

نظرة سريعة إلى ما تضمنه المهرجان، من أعمال أكثر من 400 مصور عربي وأجنبي، قدموا 1558 صورة، تصدرتها أعمالٌ كثيرةٌ محلية وعالمية، أظهرت حجمُ الإعداد، وما ظلّ يروّجُ له المهرجان من أهداف تتجاوز مجرد عرض لقطة جميلة أو نادرة، إلى أبعد من الرؤية والإبهار البصري المعتاد بالصورة الفوتوغرافية، لتستقيمُ إلى فلسفةٍ كاملة تنبعُ وتعينُ على تحقيق زاوية جديدةٍ للبشرية تنظر من خلالها إلى ماضيها وتاريخها، واقعها المعاش، ومستقبلها القريب والبعيد. 

كل ذلك في جرعاتٍ إنسانية دافقة تعكسُ ما يتمتع به الفنانون، وما تعلموه من خلال سنوات عملهم الطويلة. 
 
عرف العالم مع بدايات الثورة التكنولوجية والرقمية صناعة الصورة، وتقديم أفضل ما يمكن ليطالع الناس أجمل ما يمكن أن يشاهدونه في لقطةٍ مصورةٍ، ولكن مع تقدم وترسخ علم التصوير الفوتوغرافي، أظهر المصورون رؤىً متكاملة عكست رؤيتهم وخلاصة خبراتهم لما ظلوا يعايشونه في الحياة، الطبيعة، ومختلف أحوال البشر من الحروب والدمار، إلى السلام والمحبة، الصحاري والغابات، الحدائق وغابات الأسمنت، البحار والأنهار، وغيرها. 

هذه الرؤى العميقة لمحترفي التصوير هي ما أصبحت تقودنا إلى فهمٍ أعمق لما وراء الصورة، ولما يهدف المصور إلى قوله عبر اللقطة التي نراها صامتة، وهو عمق ما يحاولُ "اكسبوجر الشارقة" كل عام قوله وإفساح المجال له أمام مختلف الأجيال من المصورين في كل دورة جديدة. 

أمنحك الفرصة لتحكي لنا ما يفيدُ العالم، هذا هو ما يهمسُ به "اكسبوجر" كل عام في أذن كل من يأتي للحضور والمشاركة من مختلف دول العالم. 

لك الفرصة لتقول ما تشعر به، وما تحاول أن تقوله للناس، وتعرض ما يحلو لك من لقطات لتشير إلى قيمة إنسانية، أو قضية بيئية أو غيرها. 

اليومُ هو يومك في "اكسبوجر"، أعلن للعالم ولكل من يتابعك ويشاهدك ما هي رؤيتك كأحد الفنانين الذين يسهمون في تشكيل رؤى العالم الإنسانية. 

هنا يفتحُ "اكسبوجر" عبر جلساته ومعارضه المتعددة الفرصة أمام المصورين ليكون منصةً مباشرةً تحكي ما قبل الصورة، وخلالها كتجربة خاصة بمن يلتقط الصور، وللمشاهد الحرية فيما ما بعد الصورة. 

هذه الثلاثية المتكاملة حول الصورة التي يراها البعض لقطة لا تستغرق إلا بضع ثوانٍ لالتقاطها، هي ما تسهم في تقديم رسالةٍ فنية مختلفة، وتدعم جهود العالم العلمية في العديد من المجالات السياسية والثقافية والصحية والبيئية والاجتماعية. 

هناك عشرات القصص تتبعها اللقطات المميزة يلقيها الفنانون المشاركون خلال الجلسات، ليكون "اكسبوجر الشارقة" كل عام محطةً كبرى لسلسلة حكاياتٍ إنسانية لا تنتهي، إلا ليبدأ التحضير لدورة جديدة مختلفة ومميزة. 
 
أنا لا أقول ما بداخلي وإنما أعكسُ ما أراه أمامي، هذا هو لسان حال المشاركين من كبار المصورين في العالم بـ "اكسبوجر" هذا العام. 

هنا نقدم الفرح والمحبة والحزن والصراعات وكافة التعبيرات الإنسانية عن مناطق مختلفة من العالم. 

نلفتُ النظر إلى بعض الممارسات الضارة بكوكبنا الأرض، والذي نتشارك فيه الحياة معاً.

العالمُ أصبح قريةً صغيرةً، ولذا فكلنا نتأثر ببعضنا البعض، نقدمُ ما نحسّ أنه يخدمُ مشاركتنا كمبدعين ضمن كافة الجهود الأخرى.

"اكسبوجر" هو نافذتنا الجديدة لما نؤمن ونعمل من أجله. 
 
كل عام، يقدم "اكسبوجر الشارقة" نموذجاً متميزاً، على مختلف الأصعدة، في الترتيب والتنظيم والمشاركة، والحضور، والعرض والاختيار، والمسابقات، وكافة أنواع التحفيز، ليكون أحد النماذج المضيئة في سماء الإبداع في مجال التصوير الفوتوغرافي، ونافذةً خضراء يانعة لكافة محبي هذا الفن، ومستخدميه ومتذوقيه. 
 
February 11, 2021 / 12:32 PM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.