بصراحة أنا متفائل هذه المرة أكثر من كل المرات الماضية، لكنه تفاؤل حذر إن جاز القول، أترك فيه مساحة لحظوظ الشقيق القطري الذي ربما يستعيد عنفوانه في تلك الموقعة التي قدر لها أن تكون على أرضه ووسط جمهوره، إنما يقيني الغالب في اتجاه حظوظ منتخبنا ورجاله الذين أكدوا في المباراة الماضية أمام الشقيق العماني أنهم على مستوى الطموح العالمي، وأنهم عازمون على تحقيق حلم الوطن الذي تأجل تحقيقه أكثر من مرة.
لم يكن هناك سيناريو أصعب من ذاك الذي شهدته المواجهة العمانية، فالهدف المبكر وضعنا تحت ضغط مضاعف، ولو لم يكن هناك مدخر من اللياقة والقدرة والكفاءة ما استطعنا أن نحقق ريمونتادا الفوز ونتصدر المجموعة، وكان هناك أيضاً دور للتوفيق أو الحظ، وهو دور لا يمكن إنكاره، والرياضيون وغير الرياضيين يدركون ذلك، ولعل تاريخنا مع تصفيات المونديال ومع نهائيات كأس آسيا يشهد بذلك، وفي تلك المباراة بالذات، بعد التقدم عن طريق هدف كايو سنحت 3 فرص لتغيير النتيجة، لكن التوفيق كان حاضراً مع البطل خالد عيسى في اثنتين منها، وتكفل الحظ بتشتيت التسديدة في الثالثة، ما يجعلك تؤمن بأن ربنا سبحانه وتعالى يسبب الأسباب دائماً وأبداً، فالجد والاجتهاد لا يكفيان وحدهما، ولا بد من التوفيق الذي أن تخلى عنك سيكون بالتأكيد في كفة منافسك، ولذا أدعو الله أن يكون التوفيق حليفنا، وأن تتكلل الجهود المخلصة لإدارة اتحاد الكرة والمنتخب والجمهور والإعلام بالنجاح غداً.
ومن خبراتنا السابقة مع تصفيات المونديال ونهائيات كأس آسيا، لا أريد ولا أتمنى أن يتم الرهان على فرضية "فرصتين مقابل فرصة"، فهذا الرهان ثبت وبما فيه الكفاية أنه رهان خاسر، ومنتخبنا بحمد الله يملك من الإمكانات والقدرات حالياً ما يرجح كفته فنيًا ويؤهله للفوز، بغض النظر عن فرصة التعادل التي ستكون حاضرة في مرتبة ثانية.
شدوا الحيل يا عيال زايد.. وشدوا الرحال يا جماهير الإمارات.. نريد ناموس المونديال والفرحة الكبيرة.. نريد أن نسعد قيادتنا الرشيدة.. نريد أن نحقق حلمنا .. وموعدنا غداً.