جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

لماذا نحتاج اليوم إلى مراكز الطفل أكثر من أي وقت مضى؟

25 أغسطس 2025 / 1:47 PM
لماذا نحتاج اليوم إلى مراكز الطفل أكثر من أي وقت مضى؟
download-img
المدرسة ليست كافية

لنقل الحقيقة كما هي: المدرسة ليست كافية وحدها، فمهما طورت من أساليبها أو حدّثت مناهجها، فإن البيئة الصفية التقليدية لا تتيح المجال الكافي لاكتشاف الطفل لنفسه، ولا تمنحه الفرصة ليخطئ ويتعلم من الخطأ، أو ليعبّر بحرية عن مشاعره وأفكاره دون تقييم دائم، وهنا، تظهر مراكز الطفل والأنشطة غير الصفية كضرورة تربوية ونفسية واجتماعية، لا كترفٍ أو رفاهية.

أن يكون طفلًا خارج الكتاب

إن الطفل لا يُختزل في درجاته المدرسية، بل هو كائن يبحث عن التجربة، ويتعطش للّعب، ويتعلم من الحركة أكثر من الحفظ، فعندما يشارك في نشاط موسيقي، أو مسرح مدرسي، أو ورشة رسم، أو مخيم صيفي، فإنه لا يضيع الوقت"، بل يبني شخصيته، ويعزز ثقته بنفسه، ويكتشف إمكانات ربما تظل نائمة إلى الأبد داخل الصفوف المغلقة.

تنمية متكاملة.. لا معلومات مجزأة

إن الأنشطة اللاصفية تنمي الجانب العاطفي والاجتماعي للطفل، وتعلمه كيف يعمل ضمن فريق، وكيف يحترم الآخر المختلف، وكيف يتقبل الخسارة، ويحتفل بالفوز دون غرور، حيث أنها تمنح له المساحة التي يتعلم فيها القيم لا بالوعظ، بل بالممارسة، فتخيلوا حجم الفجوة التربوية حين نُخرّج أجيالاً تحفظ المعلومات لكنها لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها، ولا تُحسن إدارة وقتها، ولا تفهم ذاتها.

رؤية قيادية استباقية: الشارقة نموذجاً

في هذا السياق، لا يمكن الحديث عن مراكز الطفل دون الإشارة إلى الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، اللذَين آمنَا منذ أكثر من 4 عقود بأهمية الاستثمار في الطفولة من خلال تأسيس مراكز الطفل، التي بدأت رسالتها في الشارقة منذ أوائل الثمانينات، قدّمت الإمارة نموذجًا حضاريًا يحتذى به في دعم الطفولة ليس فقط بالتعليم، بل بتنمية متكاملة: ثقافية، وفنية، ورياضية، وإنسانية

فتلك الرؤية الثاقبة أسّست لجيل من الأطفال الواعي، والمبدع، والقادر على التعبير عن نفسه، والمتوازن نفسيًا والمُسلّح بالقيم والمهارات الحياتية.

الأهل.. بين الخوف والفرص الضائعة

ما زال بعض أولياء الأمور يرون في هذه المراكز مضيعة للوقت، أو مكانًا لقتل الفراغ"، لكن الفراغ الحقيقي ليس في الوقت، بل في التربية التي لا تمنح الطفل فرصته لينمو بحرية، وحين نختزل الطفولة في الامتحانات والدرجات، نكون قد أعددنا أطفالًا للنجاح الورقي، لا للحياة.

البديل الحضاري للشارع والشاشة

في ظل انشغال الأهل، وضغوط العمل، ومحدودية البدائل، تتحول الشاشات ووسائل التواصل إلى المربي الخفي للأطفال، وهنا تلعب مراكز الطفل دور "المخرج الآمن"، حيث يجد الطفل بيئة آمنة، وحيوية، وموجهة تبني لا تهدم.

دعوة للمجتمع: أعيدوا الاعتبار للأنشطة الحرة

إذا أردنا أن نبني مجتمعًا متماسكًا، ومبدعًا، وناضجًا نفسيًا، فلا بد أن نعيد الاعتبار للأنشطة غير الصفية، وأن نستثمر في مراكز الطفولة كاستثمار في الأمن النفسي والمعرفي للأجيال القادمة.

إن أطفالنا يستحقون أكثر من مجرد مقعد في فصل، بل إنهم يحتاجون إلى مسرح، وملعب، ولوحة، وأغنية، وقائد يراهم لا كمجرد طلاب، بل كأرواح تنبض وتنتظر من يحررها من الجدران.

August 25, 2025 / 1:47 PM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.