جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

مهرجان المالح .. ذاكرة البحر وملح الحياة

01 سبتمبر 2025 / 2:26 PM
مهرجان المالح ... ذاكرة البحر وملح الحياة
download-img
في دبا الحصن، حيث يلتقي البحر بالجبال في لوحة لا يرسمها سوى الخالق، يطلُّ مهرجان المالح في نسخته الـ 12 كأغنيةٍ قديمةٍ تُجدّدها الأجيال، وكحكايةٍ من عبق الماضي تمتد بخيوطها إلى حاضرٍ يزدان بالوفاء والتراث.
إنه مهرجان لا يُشبه غيره، فحين تسير بين أركانه، تشمُّ رائحة البحر الممزوجة بملح الذكريات، وترى الأيادي التي عركت الصيد وأتقنت حفظ الرزق في أوعية الزمن. 

والمالح هنا ليس مجرد طعامٍ يُذوَّب في القدور، بل هو رمز الصبر، وعنوان البقاء، وشاهد على حكايات رجالٍ عرفوا أن البحر صديقٌ كريمٌ حين يُصادَق، وقاسٍ حين يُهمل.

وفي النسخة الـ 12، يزداد المهرجان بريقًا، وتزداد دبا الحصن فخرًا، فالأركان تتحوّل إلى متحفٍ حيّ، تُعرض فيه الصناعات اليدوية، وتُروى على جدرانه قصص البحّارة والنساء اللواتي كنّ يحفظن المالح بحنوٍّ كحفظهنّ للأبناء. 

ومن بين الأهازيج البحرية والألحان الشعبية، يتجلّى صوت الماضي وهو ينادي الحاضر: "تمسّكوا بالهوية، فهنا قوتكم، وهنا جمالكم".

إن مهرجان المالح ليس دعوة لتذوّق الأطباق فحسب، بل هو دعوة لتذوّق قيمة الانتماء، إنه رسالة تقول:" إن التراث لا يشيخ، وإن الأصالة لا تُختزل في الصور، بل تُعاش وتُحيا وتُسلَّم للأبناء كما سلّمها الأجداد".

إن جهوداً جبارة قامت بها اللجنة المنظمة للمهرجان وكللت هذه الجهود تعاون ومشاركة جميع المؤسسات والمشاركين، والدليل عدد الزوار المتزايد، الذين حضروا واستمتعوا بهذا العرس البحري.

وهكذا، تبقى دبا الحصن في كل عام على موعدٍ مع الضوء والذاكرة، تُعلن للعالم أن ملح البحر ليس فقط في أمواجه، بل في قلوب أبنائه، وأن المهرجان ليس مجرد حدثٍ سنوي، بل عيدٌ للهوية، وعرسٌ للذاكرة، ورايةٌ ترفرف باسم الإمارات عالياً.
September 01, 2025 / 2:26 PM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.