جار التحميل...
لقد أثبتت الإمارة من خلال مبادراتها الرقمية النوعية أن التحول الرقمي ليس مشروعاً مؤقتاً، بل نهجاً استراتيجياً يوجه خطط التنمية المستقبلية. فبفضل الخدمات والقنوات الرقمية الحكومية المتقدّمة، والبنية التحتية التقنية المتطورة، ومراكز البيانات الآمنة، والاعتماد على التقنيات الناشئة، إلى جانب البرامج الموجهة لتأهيل الكفاءات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، رسّخت الإمارة بيئة رقمية متكاملة تحتضن الابتكار وتمكّنه.
إن مشاركة حكومة الشارقة في معرض جيتكس العالمي هذا العام ترجمت رؤيتنا الطموحة في ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً إقليمياً رائداً عالمياً في ميدان الابتكار والتكامل التقني. وحرصنا أن تكون هذه المشاركة منصةً لإبراز ما حققناه من تطور في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي والخدمات الحكومية المستقبلية، وفرصة أكبر لتبادل الخبرات وبناء شراكات نوعية تعزّز من تنافسية الإمارة. وما لمسناه من إقبال واهتمام يؤكد أن مسيرتنا في بناء منظومة رقمية متكاملة تسير بخطى واثقة نحو الريادة.
مشاركتنا في هذا الحدث كانت رسالة واضحة بأننا نمتلك الإرادة والرؤية للريادة في الابتكار الرقمي على مستوى العالم. ما ميَّز مشاركة حكومة الشارقة في جيتكس هذا العام لم يكن حجم العروض قدر ما كان عمق التجربة الرقمية التي قدمتها لزوارها. فقد توحّدت الجهات الحكومية تحت مظلة واحدة؛ لتعرض حلولاً مترابطة تتحدث بلغة واحدة: تكامل تقني محوره الإنسان.
استعرضنا الرحلة الرقمية للإمارة من خلال 4 منظومات مترابطة تجسّد كيفية توظيف التقنية لخدمة الإنسان، والارتقاء بجودة حياته، وبناء مستقبلٍ مستدام يشمل الجميع. كل منظومة سلطت الضوء على جانب محوري من مسيرة الشارقة الرقمية؛ من التجارب الرقمية الموحّدة، إلى الاستدامة البيئية والمدن الذكية، وصولًا إلى خدمة القيم الإنسانية، عبر بيئة متكاملة توظّف الذكاء الاصطناعي، والتحليلات التنبؤية، والابتكار لتسهيل حياة الأفراد واختصار المسافات بين الحكومة والمجتمع.
إن قصة الإمارة مع التكامل الرقمي هي قصة رؤية واضحة، وإرادة قيادة حكيمة تستشرف المستقبل، وتؤمن أن التقنية ليس غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة وسعادة الإنسان، حكاية استثمار في الطاقات قبل الأدوات. ولأنها اختارت أن تجعل التقنية في خدمة الإنسان، لا العكس، فقد أصبحت اليوم نموذجاً يُحتذى به في المنطقة والعالم.
وما قدمته إمارة الشارقة في جيتكس هذا العام ليس خاتمة الإنجاز، بل بداية صفحة جديدة تواصل الإمارة فيها ترسيخ نموذجها الفريد الذي يجمع بين الريادة التقنية، والاستدامة، والابتكار الإنساني؛ لتبقى دوماً في مقدمة المدن التي ترسم ملامح الغد برؤية إنسانية، وتعمل منذ اليوم لتبدع في تحقيقه.