جار التحميل...
وتأتي هذه البطولة انطلاقاً من حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على الاستثمار في القطاع الرياضي وتطويره؛ إذ جرى تأسيس مجلس الشارقة الرياضي عام 2006 بمرسوم أميري كهيئة مستقلة تهدف إلى جعل الشارقة عاصمة الثقافة الرياضية العربية والعالمية، ويستمر دعم سموه للمبادرات الرياضية التي تستهدف النشء والشباب؛ لتنمية مواهبهم، والارتقاء بقدراتهم في مختلف الألعاب الرياضية وفقاً للقيم الإسلامية والأهداف الوطنية.
كما تنطلق البطولة بتعاون وثيق بين مجلس الشارقة للتعليم، ومجلس الشارقة الرياضي بالشراكة مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، ومؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، وتهدف هذه الشراكة إلى توسيع نطاق ممارسة الرياضة وتعزيز الميثاق الرياضي في الإمارة.
وفيما يأتي استعراض لأبرز جوانب بطولة الشارقة للرياضة المدرسية التي تُعد محطة مهمة في مسيرة تنمية المواهب الرياضية وترسيخ القيم التربوية بين طلبة المدارس:
تشكل البطولة منصة انطلاق حيوية لاكتشاف المواهب الرياضية الشابة في مراحل مبكرة؛ إذ تهدف إلى رعاية النشء منذ الصغر، والارتقاء بمهاراتهم وصولاً إلى المستويات الرياضية المتقدمة.
وتعتمد على منهجية علمية مدروسة تضمن التطوير المستمر لقدرات الطلبة، مما يخلق قاعدة صلبة من المواهب المؤهلة للمنافسة على أعلى المستويات؛ فهي تسعى إلى تأهيلهم لاعتلاء منصات التتويج المحلية والدولية، وبالتالي تحقيق الهدف الاستراتيجي في بناء جيل رياضي قادر على رفع اسم الوطن عالياً في المحافل العربية والعالمية.
تتجاوز البطولة حدود المنافسة الرياضية التقليدية لتصبح مدرسة حقيقية لصناعة الشخصية المتكاملة؛ إذ تضع الأخلاق والقيم النبيلة في المقدمة قبل السعي وراء الكؤوس والانتصارات، وتعمل على غرس روح التنافس الشريف بين الطلبة، مما يخلق جيلاً متوازن الفكر وثري المواهب يجمع بين التفوق الدراسي والإنجاز الرياضي.
كما تسهم في إكساب الطلبة مهارات حياتية أساسية مثل؛ الثقة بالنفس، والقدرة على التحليل واتّخاذ القرارات المدروسة، خاصة من خلال رياضة الشطرنج التي تعزز التفكير النقدي والتخطيط الاستراتيجي.
وتعتمد البطولة على فلسفة عميقة تؤمن بأن الرياضة هي اللغة المثلى للتواصل مع جيل اليوم؛ فتتحاور معه بالطريقة التي يحبها ويجدها ملهمة، ما يجعل الميدان الرياضي مساحة خصبة لنشر الأفكار الجميلة، والقيم الإيجابية التي تبني مجتمعاً رياضياً أخلاقياً متميّزاً.
تضم البطولة مجموعة واسعة من الألعاب الرياضية المختلفة لتناسب ميول وقدرات جميع الطلبة، وقد شملت النسخة الخامسة أربع مسابقات جماعية في كرة اليد، وكرة السلة، وكرة الطائرة، وكرة قدم الصالات، إضافة إلى ست ألعاب فردية في تنس الطاولة، والريشة، والتايكواندو، والقوس والسهم، والشطرنج، والطائرة، وكرة القدم الإلكترونية.
وتهدف البطولة أيضاً إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في البطولات الرياضية، مما يعكس الحرص على الشمولية، وإتاحة الفرصة لجميع فئات الطلبة للمشاركة والإبداع.
تطبق البطولة منهجية متقدمة في تكريم الإنجازات وتشجيع المتنافسين؛ فقد شهدت النسخة الرابعة توزيع مكافآت مالية على الفرق المتميّزة في المسابقات الجماعية بقيمة إجمالية تبلغ 24 ألف درهم موزعة بواقع 10 آلاف درهم للفائز الأول، و8 آلاف للمركز الثاني، و6 آلاف للمركز الثالث، بينما نال الفائزون في المنافسات الفردية مكافآت بلغت ألفي درهم للمركز الأول، و1500 للثاني، و1000 للثالث.
تعتمد البطولة أسلوباً مبتكراً في تحفيز المشاركين وتكريم أصحاب الإنجازات؛ إذ خصّصت في دورتها الرابعة جوائز مالية للفرق الفائزة في المسابقات الجماعية، بلغت قيمتها الإجمالية 24 ألف درهم، وزعت على النحو التالي: 10 آلاف درهم لصاحب المركز الأول، و8 آلاف للثاني، و6 آلاف للثالث، أما في المسابقات الفردية فقد حصل الفائز بالمركز الأول على مكافأة مالية قدرها 2000 درهم، فيما نال الثاني 1500 درهم، والثالث 1000 درهم تقديراً لأدائهم المتميّز.
كما حظيت المؤسسات التعليمية المتفوقة بتقدير خاص من خلال جوائز مالية قدرها 25 ألف درهم لكل مؤسسة، ويجدر بالذكر أن عملية اختيار الفائزين تقوم على مجموعة من المعايير الدقيقة تتضمن؛ تنوع الأنشطة الرياضية المشاركة، وأعداد الطلبة المنخرطين، والنقاط المحققة، بالإضافة إلى مستوى الالتزام والانضباط المحقق.
تُظهر بطولة الشارقة للرياضة المدرسية تطوراً ملحوظاً في حجم المشاركة من عام لآخر، ما يعكس تنامي حضورها وتأثيرها في المجتمع التعليمي، ففي النسخة الرابعة شارك نحو 700 طالب وطالبة يمثلون 37 مدرسة، بينما شهدت النسخة الخامسة (2022-2023) قفزة كبيرة في الأعداد؛ فقد بلغ عدد المشاركين 3698 طالباً وطالبة من 390 مدرسة حكومية وخاصة، ويؤكد هذا النمو المتسارع حجم الثقة التي تحظى بها البطولة، ودورها الفعّال في دعم الأهداف التربوية وتعزيز النشاط الرياضي المدرسي في الإمارة.
وختاماً، تمثّل الرياضة المدرسية ركيزة أساسية في صناعة جيل واعد يمتلك مقومات القيادة والتميز، فهي لا تكتفي بتعزيز اللياقة البدنية، بل تغرس في نفوس الطلبة قيماً راسخة مثل؛ التحدي، والانضباط، والإصرار، وتربط بين التفوق الرياضي والنضج الأخلاقي.
المراجع
[1] shjsc.ae, تتويج الفائزين ببطولة الشارقة للرياضة المدرسية
[2] sharjah24.ae, تتويج الفائزين ببطولة الشارقة للرياضة المدرسية بنسختها الرابعة
[3] moe.gov.ae, منظومة التعليم الإماراتية