جار التحميل...
وتمثل الوكالة خطوة نوعية في دعم البنية التحتية لصناعة النشر، خاصة في ظل تزايد اعتماد دور النشر الإقليمية والعالمية على وكلاء أدبيين معتمدين كوسيط أساسي لقبول الأعمال الإبداعية، ما يجعل من وجود جهة متخصصة كهذه ضرورة مهنية تسهل التواصل بين المؤلفين والناشرين وتحمي حقوق الطرفين.
وتؤدي الوكالة دوراً محورياً في المنظومة الأدبية، بكونها حلقة وصل منظمة وموثوقة بين صناع المحتوى الأدبي والجهات المنتجة والموزعة له؛ إذ تسهم في تسهيل التعاقدات، وتعزيز فرص النشر والترجمة، وضمان حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين ضمن بيئة تعاونية تكاملية لا تنافسية مع دور النشر.
وتجسد هذه المبادرة الثقافية رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أسس هيئة الشارقة للكتاب لتكون مظلة حاضنة لمشاريع تعزز مكانة الكتّاب والمبدعين في المجتمع، وتسهم في بناء مجتمع قارئ ومثقف، وتأتي الوكالة امتداداً لهذا التوجه؛ لترسّخ رسالة إمارة الشارقة في أن تكون الثقافة أداة للتواصل الحضاري، وأن يكون الكاتب العربي جزءاً فاعلاً في الحراك الأدبي العالمي.
وفيما يأتي استعراض للمحاور الأساسية التي تبرز الدور المحوري لوكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية في تعزيز المنظومة الأدبية والنشر:
تُعد وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية ركيزة استراتيجية في جهود الشارقة لتوسيع الحضور العالمي للأدب العربي؛ إذ تعمل على مدّ جسور تواصل فعّالة بين الكتّاب العرب والأسواق الدولية، ومن خلال دورها كوسيط حقوقي معتمد تُسهم الوكالة في تيسير ترجمة الأعمال الإبداعية إلى لغات متعددة، وإيصالها إلى جمهور أوسع في مختلف أنحاء العالم.
وقد أثمرت جهود الوكالة عن إبرام عقود نشر وترجمة مع مؤسسات أدبية وثقافية في عدد من الدول من بينها؛ البرازيل، وصربيا، وأرمينيا، وجورجيا، والهند، ومقدونيا الشمالية، والمكسيك، ونيجيريا، وأوكرانيا، ما أسهم في نقل مضامين الأدب العربي إلى قراء من ثقافات متنوعة، وعزز مكانته ضمن المشهد الأدبي العالمي بوصفه أدباً غنياً بالتجربة والهوية والتنوع.
تُعنى وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية بتمثيل المؤلفين العرب، وصون حقوقهم في مجالات الترجمة والنشر وتسويق الأعمال لدى دور النشر ومؤسسات الوسائط المتعددة، بما يشمل السينما والتلفزيون والألعاب.
كما تمثّل دور النشر المتعاقدة معها في إدارة حقوق المؤلفين المرتبطين بها، وتعمل كوكيل فرعي لناشرين ووكلاء أدبيين دوليين؛ لتسهيل بيع حقوق الترجمة إلى ناشرين في مختلف أنحاء العالم، ضمن إطار قانوني منظم يضمن العدالة والشفافية.
تسهم وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية في تعزيز حضور الأدب العربي عالمياً من خلال مشاركتها في معارض دولية مرموقة، منها: معرض سيول الدولي للكتاب، ومعرض لندن الدولي للكتاب، ومعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، ومعرض سالونيك الدولي للكتاب، وقد أفضت هذه المشاركات إلى استقبال العديد من طلبات الترجمة والنشر والتوزيع، ما يعكس تزايد الاهتمام العالمي بالمحتوى العربي، ويفتح مجالات أوسع للتعاون المهني في قطاع النشر.
تضم محفظة الوكالة مجموعة متنوعة ومتميّزة من الأعمال الأدبية تشمل حوالي 247 عنواناً في مختلف المجالات الأدبية من الروايات، والشعر، وكتب الأطفال، وتُمثل أعمال أكثر من 42 كاتباً عربياً بارزين، بينهم من فاز بجوائز أدبية دولية مرموقة، وهذا التنوع يعكس حرص الوكالة على تلبية تفضيلات القرّاء المختلفة، والمترجمين، والناشرين حول العالم، ويوسع فرص التعاون مع أسواق جديدة ما يسهم في تعزيز حضور الأدب العربي محلياً وعالمياً.
تولي وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية اهتماماً بالغاً بجودة الأعمال التي تمثلها؛ إذ تَختار المخطوطات بعناية فائقة، وتُجري عليها مراجعات لغوية ونحوية دقيقة؛ لضمان توافقها مع أعلى معايير النشر، كما تتابع الوكالة بشكل مستمر اتجاهات السوق وتفضيلات القرّاء؛ لضمان تقديم محتوى يلبّي احتياجات الجمهور ويعزز فرص نجاحه.
وتعتمد الوكالة على استراتيجيات تسويقية فعّالة عبر منصات التواصل الاجتماعي والنشرات المتخصصة، مع التركيز على إبراز الخصائص الفريدة لكل عمل أدبي، ما يسهم في خلق اهتمام مسبق بالكتب ودعم مبيعاتها بشكل أفضل.
تعمل وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية على بناء علاقات شراكة مستدامة مع دور النشر والمؤسسات الثقافية العالمية، مستندة إلى مبادئ الشفافية، والثقة المتبادلة، والفائدة المشتركة.
وتوفر الوكالة باقة متكاملة من الخدمات التي تشمل تقديم الاستشارات لتطوير الأعمال الأدبية بما يتناسب مع خصوصيات الأسواق المحلية، إلى جانب التفاوض المهني بشأن حقوق النشر وصياغة العقود والاتفاقيات بدقة واحترافية.
كما تلتزم الوكالة بضمان حق الناشرين في الاطلاع المستمر والشفاف على كافة بيانات حقوقهم وتفاصيل الاتفاقيات، ما يعزز ثقة جميع الأطراف، ويسهم في ترسيخ أسس التعاون المثمر، وتُسهم هذه الشراكات كذلك في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وفتح آفاق جديدة للنشر والتوزيع، بما يدعم تعزيز التكامل الثقافي والأدبي على الصعيد الدولي.
وختاماً، تُمثل وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية نموذجاً رائداً في تطوير صناعة النشر العربية، وتعزيز حضور الأدب العربي عالمياً؛ إذ تُجسد الرؤية الاستراتيجية لإمارة الشارقة في ترسيخ مكانتها بكونها عاصمة ثقافية عربية وعالمية مؤثرة.
المراجع
[1] sba.gov.ae, حب التعلّم طول العمر
[2] sharjah24.ae, "وكالة الشارقة الأدبية" توسّع حضور الأدب العربي عالمياً
[3] researchgate.net, الحقوق الأدبية لفنان الأداء في القانون الإماراتي دراسة مقارنة