جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الابتعاث ليس غربة… بل مهمة وطنية في تمثيل الإمارات

الابتعاث ليس غربة… بل مهمة وطنية في تمثيل الإمارات
download-img
من يظن أن الابتعاث هو مجرد رحلة دراسية مؤقتة يعيشها الطالب خارج حدود الوطن للحصول على شهادة علمية، يغفل عن جوهر التجربة الحقيقي.
الابتعاث، في عمقه، ليس غربةً ولا انسلاخاً عن الهوية، بل هو مهمة وطنية متكاملة، تبدأ بالعلم ولا تنتهي عنده. إنها رحلة تمثيل، وتوثيق، ونقل لصورة الإمارات بكل ما فيها من قيم، وطموح، وإنسانية.

حين يسافر الطالب المبتعث، فإنه لا يترك بلاده وراءه، بل يحملها معه في تصرفاته، في لغته، في طريقة تفكيره وتعامله مع الآخرين. كل طالب مبتعث هو سفير لوطنه شاء أم أبى، وهو واجهة من واجهات دولة الإمارات أمام الشعوب الأخرى. في كل موقف بسيط، في كل حوار، في كل مشاركة جامعية أو تطوعية، يُصنع انطباع، ويتشكل تصور عن هذا الوطن الذي أنجب هذا الطالب.

لقد منحتنا دولة الإمارات، فرصاً لا تُقدر بثمن؛ من تعليم مجاني عالي الجودة، إلى بعثات دراسية في أفضل جامعات العالم، إلى دعم مستمر من القيادة الرشيدة التي تؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن. فكيف لا نبادل هذا العطاء بالولاء؟ وكيف لا نحوّل وجودنا في الخارج إلى أداء رسالة وطنية متكاملة؟

في تجربتي الدراسية بأستراليا، أدركت أن النجاح الأكاديمي وحده لا يكفي، فالعالم لا ينظر فقط إلى درجاتك العلمية، بل إلى ما تمثله، إلى مدى وعيك بهويتك، ومدى انفتاحك على ثقافات الآخرين دون أن تذوب فيها. لقد أدركت أن القيم الإماراتية الأصيلة مثل التسامح، والتعاون، والكرم، يمكن أن تكون جسراً حقيقياً لبناء صداقات وتحقيق إنجازات لا تُنسى.

الابتعاث يكشف لنا عن جوانب من أنفسنا ربما لم نكن ندركها في بيئتنا المحلية؛ يعلمنا الاستقلال، إدارة الوقت، مهارات القيادة، حل المشكلات، والتكيف مع المتغيرات. إنه مسار يرتقي بالشخصية ويُصقل الفكر، ويفتح أبواباً جديدة للابتكار والإبداع في مجالات متنوعة.

الجميل في هذه الرحلة أنها لا تنتهي بانتهاء الدراسة، بل تُثمر في كل مرحلة لاحقة من حياة الطالب. فالمبتعث يعود إلى وطنه محملاً برؤية عالمية، وبخبرات متقدمة، وبشخصية ناضجة قادرة على الإسهام بفاعلية في صناعة المستقبل. هو يعود لا ليبدأ من الصفر، بل ليكمل مسيرة البناء في وطن سبقه كثيراً في التمكين والاستثمار في الإنسان.

رسالتي لكل طالب مبتعث: لا تنظر إلى نفسك كمجرد دارس، بل كسفير يحمل هوية وطن. كن مؤثراً، كن متفوقاً، كن قدوة، وإن عدت إلى الوطن، فعد محملاً لا بشهادة فقط، بل بعقل أوسع، وخبرة أعمق، واستعداد أكبر للمساهمة في بناء وطنك.

الابتعاث ليس غربة، بل أمانة، ليس عبوراً مؤقتاً، بل جزء من رحلة الإمارات نحو الريادة العالمية.

May 29, 2025 / 9:07 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.