ومع تصاعد التحديات البيئية والاقتصادية وغيرها من التحديات التي باتت تؤرق المجتمع، بات من الضروري محاكاة التطور العالمي الذكي لا مجرد استنساخه، بل باستلهام أفضل الممارسات العالمية وتطويعها لتلائم الخصوصية الثقافية والاجتماعية والقِيَم الدينية للأسرة الإماراتية.
كما أن ديننا الحنيف يلعب دوراً مهماً في تحقيق بيئة سكنية مناسبة ومستقرة للأسرة وذلك من خلال مجموعة من المبادئ والتوجيهات التي تضمن الكرامة والأمن والأمان لإسكان ريادي يوفر الاستقرار السكني للأسر المواطنة.
وعندما نقول "نحو محاكاة إسكانية" فإننا لا نقصد بالتقليد في المبنى فقط وإنما الاستفادة من المعنى والمبنى للوصول الى أفضل الممارسات، ومن تلك التجارب العالمية الرائدة على سبيل المثال: المدن الذكية، والطاقة المتجددة، والتخطيط العمراني الأخضر، والتقنيات الذكية في إدارة المجمعات السكنية، لكن مع مراعاة القيم الإماراتية الأصيلة، وخصوصية الأسرة من حيث عدد الأفراد، ونمط المعيشة، ومتطلبات الحياة اليومية، وهو ما يجعل التطور ذكياً وأصيلاً في الوقت ذاته.
كما أن تلك المحاكاة والتطور الذكي ينعكس إيجاباً على المجتمع وعلى الأسرة الإماراتية، لأن التحول إلى بيئة سكنية ذكية ومستدامة لا يعزز فقط من جودة الحياة، بل يحقق عدة فوائد مباشرة للأسرة الإماراتية، كخفض تكاليف المعيشة على المدى الطويل، وتعزيز الصحة النفسية والجسدية من خلال جودة الهواء والهدوء البيئي، وغرس ثقافة المحافظة على البيئة في الأبناء، وتوفير وقت وجهد الأفراد بفضل الأتمتة والأنظمة الذكية، مما يجعل هذه البيئة تدعم القيم الإسلامية والعربية في صون خصوصية الأسرة، وتشجيع الترابط الأسري، وتوفير مناخ يساعد على التربية السليمة.
إن محاكاة التطور الاسكاني العالمي الذكي ليس غاية في ذاته، بل وسيلة نحو تحقيق حياة أفضل للأسرة الإماراتية، من خلال بناء مساكن مستدامة تُحاكي المستقبل وتلتزم بالهوية الوطنية، والإمارات تملك الإمكانيات والوعي لتقود هذا التحول الريادي، ليس فقط محلياً، بل كنموذج عالمي يُحتذى به لتحقيق إسكان ذكي يُراعي الإنسان اجتماعياً وقيمياً، ويحترم البيئة، ويبني أفراداً ومجتمعاً صالحاً يخدم الوطن.