سفراء التراث الثقافي

يتمثل دور المرشد الثقافي في نقل وحفظ التراث الثقافي وتعزيز الوعي بأهميته، فالمرشد الثقافي ليس مجرد دليل للزوار، بل هو سفير للتراث الثقافي، لكونه جسراً يربط الشعوب بتاريخها العريق.

ومن أبرز مهام المرشدين الثقافيين هي: تقديم تفاصيل دقيقة حول المواقع التراثية والمعالم التاريخية، مما يثري تجربة الزائر ويمكّنه من فهم البعد الثقافي لكل موقع، وسرد القصص الشعبية، وشرح الفنون التقليدية، والتعريف بالحِرف اليدوية، وتوعية الزوار بأهمية حماية المواقع التراثية واحترام القيم الثقافية المرتبطة بها.

على الرغم من الدور الهام الذي يؤديه المرشدون الثقافيون في حماية ونشر التراث الثقافي، إلا أنهم يواجهون عدة تحديات تؤثر على عملهم، من أمثلتها: التحولات الرقمية وانتشار الإرشاد الافتراضي، والحاجة إلى الدعم والتأهيل المستمر، ما يجعل التدريب والتطوير المستمرين ضروريين للحفاظ على جودة المهنة، بالإضافة إلى التحديات البيئية وتأثير السياحة المفرطة، ما يتطلب دوراً توعوياً أكبر من قبل المرشدين في الحفاظ على هذه المواقع.

يتم الاحتفال بهذه المناسبة من خلال: تنظيم جولات لتعريف المجتمعات المحلية بأهمية الإرشاد السياحي في حفظ التراث الثقافي، وعقد محاضرات وندوات للتعريف بأهمية مهنة الإرشاد السياحي، وتكريم المتميزين في مجال الإرشاد السياحي الذين أسهموا في نشر الثقافة والمحافظة على التراث.

ختاماً، يُعد اليوم العالمي للمرشد السياحي فرصة لتقدير جهود سفراء التراث الثقافي، وتعزيز الوعي بأهمية دورهم في حماية الهوية الثقافية، حيث إن دور المرشد الثقافي لا يقتصر على تقديم المعلومات وتنظيم الجولات؛ بل هو سفيرٌ للهوية الثقافية، ينقل حكايات الماضي لأجيال الحاضر والمستقبل، ويحفظ جوهر التراث لكل مجتمع، وعلى الرغم من التطوّرات السريعة التي يشهدها قطاع السياحة، إلا أن مهنة الإرشاد السياحي ستظل ركيزةً أساسيةً في صون الإرث الثقافي والتعريف به عالمياً.

لذا، فإن تكريم المرشدين السياحيين في يومهم العالمي هو تقديرٌ مُستحقّ لدورهم المحوري في إثراء تجربة السائح وحماية الموروث الحضاري للأمم.