استئصال اللوزتين واللحمية عبارة عن عملية جراحية يتم فيها إزالة اللوزتين واللحمية أحدهما أو كلاهما معاً، ويعتمد نوع العملية الجراحية على أعراض الطفل، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
إن اللوزتين عبارة عن كتلتين بيضاويتين من الأنسجة تقعان في الجزء الخلفي من الحلق، وتوجد لوزة واحدة على كل جانب، كما أن اللوزتين هما خط الدفاع الأول للجهاز المناعي ضد الجراثيم والفيروسات التي تدخل الفم، ويؤدي هذا العمل إلى تعريض اللوزتين لخطر كبير للإصابة بالعدوى والتورم والتهيج، وهو ما يسمى بالالتهاب.
اللحمية أو الزوائد الأنفية هي غدد تقع في مجرى الهواء العلوي، خلف تجويف الأنف مباشرة، وتعد جزءًا من الجهاز الليمفاوي والجهاز المناعي، وتساعد على مكافحة الجراثيم التي يتم استنشاقها من خلال الفم والأنف، وفي بعض الأحيان تتورم وتكبر أحيانًا، ويمكن أن يحدث هذا التورم (الالتهاب) بسبب العدوى أو الحساسية أو أسباب أخرى. عادة ما تبدأ اللحمية بالانكماش بشكل طبيعي في سن السابعة تقريباً، وتختفي تماماً بحلول سن المراهقة.
أسباب إجراء عملية استئصال اللوزتين أو اللحمية:
ينصح باستئصال اللوزتين لأسباب مختلفة، لكن هناك سببين رئيسيين:
1- اضطرابات النوم المرتبطة بالتنفس، مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
2- التهاب اللوزتين المتكرر أو المزمن أو الشديد، أو الذي لا يستجيب للعلاجات الأخرى.
ينصح باستئصال اللحمية المتضخمة التي يمكن أن تسبب مشاكل عن طريق سد مجرى الهواء جزئيًا لدى الطفل، ويمكن أن يسبب مجرى الهواء الضيق مجموعة من المشكلات التي تتطلب العلاج، منها:
1-صعوبة التنفس أثناء النهار، وعندما محاولة النوم، وفي الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب اللحمية المتورمة انقطاع النفس أثناء النوم ليلاً.
2-قد يشخر الطفل ويواجه صعوبة في النوم، كما قد يكون سريع الانفعال في أثناء النهار؛ لأنه لا يحصل على قسط كافٍ من الراحة في الليل.
3-قد يصاب الطفل بالتهابات الأذن المتكررة والسوائل المزمنة في الأذن، مما قد يسبب فقدان السمع المؤقت أحياناً.
4-قد يعاني الطفل من سيلان الأنف المزمن (طويل الأمد)، واحتقان الأنف، والتهابات الجيوب الأنفية المتكررة.
مراحل العملية الجراحية:
سيحدد الطبيب ما إذا كان الطفل يحتاج إلى استئصال اللحمية أو اللوزتين بعد أخذ التاريخ الصحي والمرضي للطفل، سيقوم أيضاً بفحص اللوزتين عن طريق الفحص السريري، أما فحص اللحمية يتم باستخدام الأشعة السينية أو بكاميرا صغيرة (منظار) توضع في أنف الطفل، وبناءً على أعراض الطفل والفحص سيتم تحديد العملية التي يحتاجها الطفل.
1- قبل العملية الجراحية:
سيقوم الفريق الجراحي بإجراء فحص وشرح كيفية الاستعداد ليوم الجراحة، كما سيتحدث الطبيب عن جميع المخاطر المحتملة للعملية، وسيجيب عن جميع أسئلتك.
سيطرح الفريق الجراحي أيضًا أسئلة حول "التاريخ الصحي" للطفل، ويشمل ذلك:
● أي مشاكل صحية يعاني منها الطفل، أو عانى منها في الماضي، والجراحات السابقة.
● أي أدوية يتناولها الطفل، يشمل أي أدوية بوصفة طبية أو "بدون وصفة طبية" يستخدمها الطفل، ومن المفيد تدوين وإحضار قائمة بأي أدوية يتناولها الطفل، أو إحضار حقيبة تحتوي على جميع الأدوية.
● أي حساسية يعاني منها الطفل
● إذا كان الطفل يعاني من أي مشاكل مرتبطة بالنزيف، على سبيل المثال، إذا كان الطفل يعاني من نزيف متكرر أو حاد في الأنف، أو إذا كان يعاني من مشاكل نزيف أثناء الجراحات السابقة أو إجراءات الأسنان، كذلك يمكن أن تزيد بعض الأدوية بما في ذلك بعض الأعشاب والمكملات الغذائية من خطر النزيف، كما تزيد بعض الحالات الصحية من هذا الخطر.
بالنسبة لكيفية الاستعداد ليوم الجراحة، ينصح باستشارة الطبيب عن ذلك، وفيما يلي بعض الإرشادات العامة:
● سيحتاج الطفل إلى "الصيام" قبل الجراحة، وهذا يعني عدم تناول أي طعام أو شراب لفترة من الوقت، سيخبرك الطبيب متى يجب على الطفل التوقف عن الأكل والشرب.
● إذا كان طفلك يتناول أي أدوية بانتظام، فسيخبرك الطبيب ما إذا كان يجب عليه تناول أدويته في يوم الجراحة.
● من الشائع أن يشعر الأطفال بالقلق أو التوتر قبل الجراحة. فعندما يكون الناس قلقين أو متوترين قبل الجراحة، فقد يؤدي ذلك أحيانًا إلى تفاقم آلامهم بعد الجراحة، لذا من المفيد محاولة تقليل قلق الطفل إن أمكن، كما يمكنك القيام بذلك من خلال الحفاظ على هدوئك، وطمأنة طفلك، والإجابة عن أي أسئلة لديه.
● إذا كان الطفل بحاجة إلى القيام بأي شيء آخر للتحضير، فسيخبرك الفريق الجراحي بذلك، اسألهم إذا كان لديك أسئلة، أو إذا كان هناك أي شيء لا تفهمه.
2- أثناء العملية الجراحية:
عندما يحين وقت الإجراء:
● قد يتم إعطاء الطفل السوائل والأدوية عن طريق الوريد.
● سيحصل الطفل على أدوية التخدير، وذلك للتأكد من أنه لا يشعر بألم أثناء الإجراء، كما يتم إجراء استئصال اللوزتين واستئصال اللحميتين تحت "التخدير العام"، وهذا يجعل الطفل لا يستطيع الشعور أو الرؤية أو سماع أي شيء أثناء الإجراء.
● أثناء الإجراء، قد يحصل الطفل على أدوية للمساعدة على تقليل الغثيان والقيء والألم بعد الجراحة.
● تستغرق الجراحة عادة حوالي 30 إلى 60 دقيقة.
3- بعد العملية الجراحية:
بعد العملية، سيتم نقل الطفل إلى غرفة التعافي، وسيتم مراقبته عن كثب حتى زوال تأثير التخدير، يمكن للعديد من الأطفال العودة إلى المنزل في نفس اليوم بعد العملية، لكن بعض الأطفال قد يحتاجون إلى البقاء في المستشفى طوال الليل.
مع تعافي الطفل بعد العملية:
● قد يشعر بالخمول أو الارتباك لفترة وجيزة، وقد يشعر أيضاً بالغثيان أو القيء، يمكن أن يوصي الطبيب بإعطائه دواء للمساعدة على ذلك.
● سيساعد الممرض الطفل على الخروج من السرير والبدء في التحرك عندما يكون مستعداً.
● قد يعاني الطفل من ألم في الحلق، فإذا لزم الأمر، سيتم إعطاؤه دواء للمساعدة في تخفيف الألم.
● عندما يكون الطفل مستعدًا لتناول الطعام، سيبدأ بالسوائل الصافية، ثم يمكنه البدء في تناول الطعام عندما يكون قادرًا، وينصح بتقديم أطعمة طرية يسهل بلعها.
● سيقوم الطبيب بإعلامك عن تحديد موعد متابعة الطفل في العيادة، بعد حوالي 2 إلى 4 أسابيع من الجراحة للتأكد من شفائه.
4- بعد الخروج من المستشفى والذهاب إلى المنزل:
قبل عودة الطفل إلى المنزل، ننصح باستشارة الطبيب عن المعلومات والتعليمات حول كيفية رعاية الطفل عند العودة إلى المنزل، كما يجب التأكد من معرفة جميع المشكلات التي يجب الانتباه إليها ومتى يجب استشارة الطبيب، ويجب التأكد كذلك من فهم تعليمات الطبيب أو الممرضة، وطرح أسئلة حول أي شيء غير مفهوم.
ننصح باتباع الإرشادات العامة التالية:
● توقع أن يعاني الطفل من ألم في الحلق لمدة أسبوع إلى أسبوعين، كما أن آلام الأذن شائعة أيضًا بعد الجراحة، وإذا تمت إزالة اللحمية فقط لدى الطفل، فقد يكون الألم أقل مما لو تمت إزالة اللوزتين، ويمكن إعطاء الطفل مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين للمساعدة في تخفيف الألم، إذا لزم الأمر.
● تقديم الأطعمة التي يسهل بلعها، ومن الأمثلة على ذلك الخبز الطري والجيلاتين أو الجيلي والبطاطس المهروسة أو التفاح المهروس.
● تقديم الكثير من السوائل للطفل، يمكن أن تكون هذه السوائل عبارة عن ماء أو عصير أو شوربة، وقد لا يشعر الطفل بالرغبة في الشرب أثناء ألم حلقه، ولكن من المهم أن يحصل على كمية كافية من السوائل.
● يجب إبقاء الطفل في المنزل، حتى يخبرك الطبيب أنه يمكنه العودة إلى المدرسة، كما يبقى معظم الأطفال في المنزل لمدة أسبوع تقريبًا، ويمكنهم العودة بمجرد أن يأكلوا جيداً، ويعود مستوى طاقتهم إلى طبيعته، كما يجب عليهم تجنب الرياضة واللعب النشط لمدة أسبوعين على الأقل.
● تجنب جلوس الطفل مع أي شخص مريض أو مصاب بنزلة برد أو أي مرض آخر، ويجب على الشخص المريض غسل يديه بانتظام وتغطية فمه عند السعال، وكذلك يمكن أن يساعد ارتداء الكمامة في منع انتشار الجراثيم.
● معظم الأطفال يعانون من رائحة الفم الكريهة بعد إزالة اللوزتين أو اللحميتين، هذا أمر طبيعي. وعادة ما يختفي في غضون أسبوعين.
يجب زيارة الطبيب في الحالات التالية:
● وجود دم أحمر فاتح يخرج من أنف أو فم الطفل، لكن القليل من الدم في اللعاب أو القيء أمر طبيعي بعد الجراحة، ولكن عند رؤية الكثير من الدم الأحمر الفاتح، يجب اصطحاب الطفل إلى المستشفى على الفور.
● لا يستطيع الطفل شرب السوائل
● يعاني الطفل من القيء الذي لا يتوقف
● يعاني الطفل من الحمى أو ألم شديد في الحلق أو الأذن، والذي لا يتحسن بعد أسبوع أو أسبوعين، أو يزداد سوءاً.