رحلة عبر أهم المدن الذكية في العالم

وفيما يأتي أبرز الدول الذكية حول العالم على سبيل الذكر لا الحصر وفقاً لمؤشر (IMD) لعام 2024، وهو تقرير سنوي يُصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا؛ بهدف تقييم مدى تقدّم المدن في التحوّل إلى مدن ذكية:         

زيورخ في سويسرا

احتلت مدينة زيورخ المرتبة الأولى عِدة مرات في تصنيف المدن الذكية على مستوى العالم، إذ يَبرُز أثر التقدّم التكنولوجي فيها في مختلف المجالات، خاصةً مجالَي الصحة والنقل، إضافةً لتوافر فرص العمل، وانخفاض نسب التلوث، كما تتميز المدينة باقتصادها الذكي القائم على الابتكار وترشيد الاستهلاك، واستخدام وسائل النقل الكهربائية، والمركبات ذاتية القيادة.

بالإضافة إلى تبنّيها العديد من مشاريع الطاقة المستدامة، مثل مشروع شبكة الطاقة (Energy Network Zurich-Altstetten)، الذي يهدف إلى إنتاج الطاقة من معالجة مياه الصرف الصحي في محطاتٍ خاصّة، واستخدام الطاقة الكهرومائية لغايات التبريد والتدفئة، وهذا بدوره يحدّ من المياه الملوّثة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المدينة بنسبة تصل إلى 75%.

أوسلو عاصمة النرويج

تتميز العاصمة النرويجية بقدرتها العالية على الابتكار والريادة رقمياً ومعمارياً، من خلال تصميم المباني الصديقة للبيئة، وإعادة تأهيل المباني القديمة، واعتماد أنظمة الطاقة الخضراء، وإدارة النفايات وتدويرها، كما تطمح إلى التحوّل الكهربائي لقطاع النقل بحلول عام 2030، ضمن ما يُعرف بمبادرة الشحنة الخضراء (Green Charge)، التي تهدف إلى توفير بنية تحتية متطورة لشحن السيارات الكهربائية، بالاعتماد على الطاقة المتجددة من خلال مواقف خاصة؛ للحد من استهلاك الوقود الأحفوري.

مدينة سنغافورة

أطلقت حكومة سنغافورة منذ عام 2014 مبادرة "الأُمّة الذكية" لجعل الدولة رائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا والابتكار، إذ تعتمد على الحوكمة الإلكترونية كنظامٍ أساسي، فمع نهاية عام 2023 كان بالإمكان الحصول على ما يُقارب 83% من الخدمات الحكومية عبر الإنترنت بشكلٍ كامل، كما وفرت لمواطنيها بُنى تحتية شاملة ومتطورة، تدعم التحوّل الرقمي والتقنيات الذكية على نطاقٍ واسع، مثل الدفع الإلكتروني وإنترنت الأشياء، ناهيك عن تميّزها في مجال النقل الذكي، وتوفير الطاقة، وتحقيق الاستدامة البيئية. 

لندن عاصمة المملكة المتحدة

تُعد مدينة لندن من المُدن السبّاقة في مجال الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، والنقل الذكي، ويأتي برنامج "تمويل الأحياء المستقبلية 2030" كخطة محورية تهدف للحد من التلوث، وتحقيق التطوّر الحضري، إضافةً للجهود العظيمة الساعية لجعل المدينة تخلو من الكربون نهائياً (Zero-carbon city) بحلول عام 2050، وليس ذلك فحسب، إذ تتبنى المدينة مبادرات وسياسات نقل ذكية، تهدف إلى الاعتماد على وسائل النقل العام، والدراجات الهوائية بنسبة 80% بحلول العام 2041.

هلسنكي عاصمة فنلندا

تمتاز هلسنكي في مجال النمو الاقتصادي السريع، والسعي لتطبيق أنظمة حماية البيئة المبتكرة، وإدارة الطاقة المتجددة، وكذلك تحقيق الاستدامة والحيادية المناخية -خفض انبعاثات الغازات الدفيئة-، كما جاء ضمن أولوياتها المستقبلية بحلول عام 2030 الحدّ من البطالة، عبر توظيف ما يُقارب 80% من السكان، وقد حصلت المدينة على لقب المنطقة الأوروبية لريادة الأعمال (EER) خلال الفترة 2021-2022، وهي مبادرة أطلقها الاتحاد الأوروبي بهدف مكافأة المدن التي تتميز بريادة الأعمال المبتكرة في أوروبا.

كانبرا عاصمة أستراليا

تمتاز مدينة كانبرا بالبُنى التحتية الذكية والمباني الصديقة للبيئة والمُوفرة للطاقة، كما تعتمد على استخدام الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء المتجددة، وهي من أوائل المدن الذكية التي شجّعت السكان على مشاركة الركوب أثناء القيادة؛ لتقليل عدد المركبات، والحد من الانبعاثات الناتجة عنها، بالإضافة إلى توفيرها شبكة مستدامة للنقل العام.

كما تتضمن المدينة شبكات متطورة من الاتصالات، مما جعلها تتبنى مبادرة مستقبلية لإنشاء نسخة رقمية افتراضية ذكية، تُحاكي المدينة الحقيقية، يجري من خلالها تبادل ونقل البيانات تمثيلاً لمصطلح التوأم الرقمي (Digital twin).

أبوظبي عاصمة دولة الإمارات 

حازت إمارة أبوظبي على المرتبة العاشرة عالمياً ضمن مؤشر (IMD)، كما تُعد بالمرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويرجع ذلك إلى الجهود العظيمة التي بذلتها الإمارة في مجال التحوّل الرقمي، واعتمادها على الاقتصاد المُبتكر، وتطبيق خُطط عالمية المعايير لتصميم المباني وأنظمة النقل، بما يدعم "خطة أبوظبي الاقتصادية 2030"، إضافةً لاستغلال الطاقة الشمسية، واعتماد الأنظمة الذكية لإدارة النفايات وشبكات المياه والصرف الصحي، ومن أبرز الأمثلة على مشاريع المدن الذكية والمستدامة في الإمارة "مدينة مصدر".

الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية

تأتي الرياض في المرتبة الخامسة والعشرين على مستوى العالم ضمن مؤشر (IMD)، وتتضمن رؤية المملكة لعام 2030 ازدهار مدينة الرياض بصفتها مدينة ذكية، حيث تبنت عدّة مبادرات ومشاريع تهدف لتحقيق هذه الرؤية، أهمها "مركز عمليات الرياض الذكية" المعني بمراقبة جودة ومستوى الخدمات بواسطة الذكاء الصناعي، بالإضافة إلى "برنامج مسرع المدن الذكية" الذي يستقطب خبرات وكفاءات المدن العالمية الذكية، ويُشجع الاستثمار، وتبادل الأفكار والعلاقات لخلق فرص تحقّق التنمية وازدهار الرياض كمدينةٍ ذكية.

المراجع 

[1] Forbesmiddleeast.com, Here Are The 20 Smartest Cities In The World
[2] imd.org, Rankings out of 142 cities
[3] energydigital.com, Top 10: Smart Cities
[4] u.ae,  أبوظبي أذكى مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. 
[5] sdaia.gov.sa, الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية