جار التحميل...
تُعد ضربة الشمس حالةً طبيّةً طارئةً وخطيرة تستدعي اهتماماً جاداً، فقد تؤدي إلى عواقب وخيمة مثل فشل الأعضاء، بما في ذلك الكبد والكلى، أو الغيبوبة، قد تصل في حالات متقدمة إلى الوفاة؛ لذا من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللّازمة لتجنبها، وفيما يأتي أبرزها:
يجب الحفاظ على ترطيب الجسم بالسوائل لتعويض المفقود منها باستمرار، وذلك لتجنّب الجفاف الذي يجعل الجسم عاجزاً عن إنتاج العرق الكافي لخفض حرارته، ويحافظ على ترطيب الجسم بشرب كمية كافية من السوائل على مدار اليوم، وأهمها الماء، ويُعدّ شرب الماء بكمياتٍ قليلة بانتظام أكثر فاعلية من شربه بكمياتٍ كبيرة على أوقات متقطعة.
ويُفضّل شرب الماء قبل الشعور بالعطش؛ لضمان عدم فوات الأوان في تعويض السوائل، وينصح بشربه في الظلّ، وإضافة مكعبات الثلج إليه، وينبغي الحذر وشرب الماء بكثرة في حال تناول الأدوية التي تسهم في الجفاف، مثل الأدوية المدرة للبول، أو الأدوية التي تسهم في ارتفاع حرارة الجسم، وتؤثر في عملية التعرّق.
يحمي استخدام واقي الشمس من ضربة الشمس على نحو غير مباشر؛ لأنه يمنع حروق الشمس التي تسبّب الجفاف للجسم ما يؤثر في قدرته على التبريد؛ لذا يُنصح بتطبيق واقي الشمس على الجلد قبل الخروج بنصف ساعة، مع مراعاة استخدام كمية كافية لتغطية المناطق المكشوفة جميعها، وتجديد الواقي كل ساعتين تقريباً.
ويُوصى باختيار واقي شمسٍ ذي معامل حماية (SPF) مناسب لنوع البشرة، وكلما زادت قيمة (SPF) زادت قدرة واقي الشمس على الحماية من الحروق مدة أطول، ويُنصح باختيار واقي شمس يحمل العبارة (تغطية واسعة الطيف: Broad Spectrum)؛ لأنّه يوّفر الحماية من نوعي أشعة الشمس فوق البنفسجيّة (UVA) و(UVB) معاً، التي يُسبّب اختراقها للجلد الإصابة بالحروق، إضافةً إلى مشكلات صحيّة أخرى.
قد يبدو الأمر غريباً للبعض، لكن يُمكن التعرّض إلى ضربة شمس في الأمكنة المغلقة، مثل السيارة بسبب ارتفاع درجة الحرارة فيها على نحو كبير، لا سيما في الأيام الحارة والجافة، وكذلك في حال كانت التهوية سيئة، أو وُجدت مصادر حرارة إضافية، كالأفران والمواقد في المطبخ.
ويُمكن الوقاية من ذلك بتشغيل المكيّف أو المراوح، وقضاء بعض الوقت في الأمكنة العامّة التي تحتوي على تكييف في حال لم يتوافر التكييف في المكان الذي كان موجوداً به، والتهوية بفتح النّوافذ في الأوقات التي تكون فيها الحرارة في الخارج أقلّ من الداخل؛ في اللّيل مثلاً، وإغلاق الستائر في الأوقات الأعلى حرارة في اليوم، ويُنصح بتغطية النّوافذ بالأقمشة الدّاكنة.
وينبغي الحذر من ترك الأطفال في الأمكنة المغلقة والحارّة، مثل السيّارة المتوقفة تحت أشعة الشمس المباشرة في الطقس الحارّ والدافئ، فدرجة حرارة السيارة ترتفع في مثل هذه الظروف على نحو كبير نسبيّاً في دقائق، ما قد يُعرّض المرء إلى مخاطر صحية كبيرة.
ينبغي تجنّب الخروج في أوقات الذروة، حين تكون الشمس قوية، وحرارة الجو مرتفعة جدّاً؛ لذلك يُنصح بأداء الأنشطة الخارجية قبل العاشرة صباحاً وبعد الرابعة مساءً.
وفي حال الاضطرار إلى أداء الأنشطة الخارجيّة في أوقات الذروة، لا بدّ من أخذ الإجراءات الوقائيّة بتجنّب التعرّض المباشر إلى أشعة الشمس قدر الإمكان، مثل أخذ أوقات استراحة في الأمكنة الباردة والمظلّلة باستمرار لإعطاء الجسم فرصة إعادة تنظيم درجة حرارته، واستخدام المظلات، وارتداء قبعة الشمس ذات الحوّاف العريضة، والنّظارات الشمسيّة.
يُنصح بتناول وجبات خفيفة تحتوي على نسبةٍ عالية من السوائل، مثل الفواكه والخضراوات الطازجة، وتجنّب تناول الوجبات الدسمة، فهي تزيد حرارة الجسم، وتبطئ عمليّة الهضم، ويُنصح بتجنّب تناول الأطعمة السّاخنة، وتناول الأطعمة الباردة عوضاً عن ذلك، كالمثلجات والزبادي.
ختاماً، يُنصح بمراقبة الأشخاص الأكثر عرضة إلى ضربات الشمس، مثل الأطفال، وكبار السنّ، والأشخاص الذين يعانون السمنة، والعمّال تحت الظروف المجهدة، وفي حال ظهرت علامات مثل القيء، أو الغثيان، أو شحوب الوجه، أو الدوّار، أو تشنجات عضليّة، فيجب المباشرة بالإسعافات الأوليّة، بالانتقال إلى مكانٍ بارد، وشرب الماء على جرعات صغيرة، والتخفيف من الملابس، ورش الجسم بالماء البارد أو وضع كمادات باردة عليه.
في حال استمرت الأعراض أكثر من ساعة، أو في حال لم ينجح الأمر بتبريد المريض، فلا بدّ من طلب المساعدة الطبيّة الطارئة.
المراجع
[1] westerncape.gov.za, Department of Health and Wellness
[2] dsrf.org, Staying Safe During a Heatwave
[3] cdc.gov, Preventing Heat-Related Illness
[4] mayoclinichealthsystem.org, When temps rise, remember these heatstroke prevention tips
[5] elnamedical.com, 10 tips to prevent and recognize heat stroke