كيفية تعليم الأطفال ركوب الخيل

وفيما يلي أبرز الخطوات التي يمكنها أن تجعل عمليَّة تعلُّم الطفل لركوب الخيل مفيدة وممتعة، وتُحقِّق الفائدة المرجوَّة منها:

اختيار مكان مناسب للتعلّم

يُعَدُّ إلحاق الطفل بمركزٍ أو نادٍ متخصِّص بتعليم ركوب الخيل خطوة ضروريَّة في عمليَّة تعليمه، ابتداءً من دروس ركوب الخيل الأساسيَّة، وانتهاءً بالأنشطة المتقدِّمة، إذ تضم هذه الأماكن خيولاً هادئة وموثوقة يمكن للمبتدئين ركوبها، فضلاً عن توافر المكان المناسب للركوب.

ينبغي اختيار مكان مناسب للتعلُّم؛ فقد يفضِّل البعض أجواء الهدوء والخصوصية، بينما قد يفضل آخرون الأماكن المزدحمة والدروس الجماعيَّة، ولكن يجدر الذكر بأن الأماكن المحتملة للتدريب لن تكون جميعها مناسبة لكافة الأطفال؛ لذا ينبغي اختيار المكان المناسب وفقاً لطبيعة الطفل.

اتِّباع مسارات التعلُّم الأساسيَّة

يُمكن تطبيق مسارات التعلُّم الأساسيَّة -البصريَّة، والسمعيَّة، والحركيَّة- عند تعليم الأطفال ركوب الخيل؛ إذ يبدأ التعلم بالمشاهدة البصرية للحصان خلال ركضه مثلاً، ثم يتبع ذلك المسارات السمعيَّة عن طريق وصف كيفية جلوس الفارس فوق الحصان، والسماح للأطفال بالوصف والتعبير عمَّا يرونه ويشعرون به، بعد ذلك يتم تطبيق المسارات الحركيَّة من خلال ركوب الحصان وخوض التجربة الفعليَّة.

اختيار أنشطة مناسبة لكلِّ فئة عمريَّة

غالباً ما يفتقر الأطفال للمهارات الحركيَّة الدقيقة للتحكّم في الأشياء باستخدام الأصابع، فضلاً عن الانتباه والقوَّة المطلوبة للتعامل مع خيول التدريب، ومع نمو الطفل سوف يكتسب هذه المهارات والقدرات، لذا ينبغي أن تتناسب الدروس مع الفئة العمريَّة والقدرات الجسدية لكلِّ طفل.

وينبغي مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال في التعلّم، فهم يتطوّرون بمعدَّلات مختلفة، ولديهم قدراتهم متفاوتة، وهذا لا يُشير إلى فشل المتأخِّرين في التعلُّم، كما ينبغي الأخذ في الاعتبار الفوارق في خيول التدريب.

تبسيط المهارات المعقَّدة

يتمتَّع الأطفال بفترات انتباه قصيرة ولا يستطيعون معالجة الكثير من المعلومات في آن واحد، لذا عند تعليمهم مهام معقدة، ينبغي تبسيط التكليفات والمهارات، والحرص على تجزئة المهام المطلوب تعلّمها، وبمجرد تعلُّمها يمكن ربط عدد قليل منها معاً، على سبيل المثال؛ يمكن تعليمهم القفز بالحصان على حاجزٍ واحد منخفض، ثم زيادة التدريب على عِدة حواجز بعد إتقان القفز البسيط. 

تنويع الأنشطة المصاحبة لتعلُّم ركوب الخيل

من أساسيات تعليم ركوب الخيل للأطفال تحفيزهم على تجديد الدوافع والشغف من خلال مجموعة متنوّعة وممتعة من أنشطة ركوب الخيل؛ مما يساعد في الحفاظ على اهتمامهم بتعلم ركوب الخيل وتجديد شغفهم بها؛ إذ يشعر الأطفال بالملل بسهولة، كما يُمكن للطفل ممارسة أنشطة مرتبطة بالخيول؛ مثل العناية بها وتغذيتها مثلاً.

الصبر وعدم الاستعجال أثناء التعلُّم

تُعدّ الفروسيَّة أسلوب حياة، فينبغي أن تكون علاقة الطفل بالخيل ممتدَّة ومبنيَّة على التواصل والتفاعل المشترك، وفي حالة الاستعجال بعمليَّة تعليم الطفل ركوب الخيل بهدف دخول مسابقات أو عروض مثلاً، فإن ذلك يؤدي إلى فقدان متعة التجربة، وينبغي أن تكون التوقُّعات بشأن قدرات الأطفال واقعيَّة وتدريجيَّة، فالطفل يحتاج إلى مواصلة التعلُّم دون تجاوز أيِّ خطوات.

وينبغي إرشاد الطفل خلال مرحلة التدريب إلى الموازنة بين رغباته وقدراته الفعليَّة، كما عليه الإدراك بأنّ الأمر يحتاج إلى صبر وتقدُّم تدريجي في التدريب، وأن المتعة والمغامرة ستتحقَّق شيئاً فشيئاً مع تقدم عمليَّة التعلم.

اختيار مدرب مؤهَّل

عند تعليم الطفل ركوب الخيل، ينبغي أن يكون المدرب ماهراً ولديه الخبرة الكافية في التعامل مع الأطفال، وأن يتحلّى بالمزيد من الصبر معهم، كما يتقن كيفية تشجيعهم على تجربة خطوات جديدة بثقة، ويصحِّح الأخطاء بلطف، ويحرص على تحقيق المتعة مع التعلُّم.

اختيار حصان مناسب للتعلُّم

عند اختيار حصان لتدريب الطفل، يفضل أن يكون هادئاً، وثابتاً، وجديراً بالثقة، وسهل الانقياد، كما يجب أن يتمتع ببعض المواصفات الجسديَّة أهمها؛ أن يكون طوله مناسباً للتعلُّم، ويمكن تجربة عدة خيول لتحديد الأنسب لشخصية الطفل.

توفير الأدوات والزيّ المناسب

عند تعلُّم ركوب الخيل، ينبغي توفير الأدوات والأزياء الضروريَّة للطفل؛ مثل الخوذة، والسراويل الضيقة المريحة والمجهَّزة جيداً، والأحذية ذات الكعب لمنع القدمين من الانزلاق من على الرِّكاب (وهو حلقة يضع الفارسُ قدمه بداخلها وتوصل بـالسرج)، والخالية من الأربطة لتفادي التشابك في الرِّكاب، كما ينصح بارتداء قميص طويل الأكمام أو سترة خفيفة للحماية من الكدمات.

مراعاة الأمن والسلامة عند التعامل مع الحصان

ينبغي توجيه الطفل مسبقاً لكيفية التعامل مع الحصان، وفهم طبيعة الخيل وما يزعجها وما تحبّه، ومن المهم أيضاً تعليم الطفل كيفية التواصل معها، وكيفية الوقوف؛ إذ يجب ألا يقف خلف الحصان مباشرة، بل إلى جانبه قليلاً، وكذلك تعليمه كيفية الإمساك باللجام عند الركوب، وغير ذلك من الأساسيَّات المهمَّة لدواعي السلامة.

ختاماً، تحظى رياضة الفروسيَّة بشعبيَّة كبيرة في دولة الإمارات، إذ يحرص الكثير من الإماراتيين على تعليم أطفالهم رياضة ركوب الخيل تمسُّكاً بتراثهم العريق من خلال إلحاق أطفالهم بنوادي الفروسيَّة التي توفِّر التدريب للفئات العمرية كافة، ومنها "نادي الشارقة للفروسيَّة والسباق" الذي أُنشئ بتوجيهات من صاحب السموِّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة عام 1982، ويضمُّ أحد أكبر الصالات المغطَّاة في الشرق الأوسط.

المراجع

[1] fei.org, 8 Rules for Keeping Your Child Safe Around Horses
[2] horsesandfoals.com, How To Teach A Child To Ride A Horse Naturally?
[3] equinewellnessmagazine.com, 6 tips for teaching kids about horses
[4] onlinehorsecollege.com, Teaching Children To Ride Horses: Tips For Teaching Children’s Horse Riding Lessons
[5] sharjahevents.ae, نادي الشارقة للفروسية والسباق