فوائد ركوب الخيل.. تنمية مهارات جسدية ونفسية تُثري حياتك

وتُقدِّم رياضة ركوب الخيل، وتُعرَف أيضاً بـ "الفروسِيَّة"، العديد من الفوائد الجسدية والنفسية لمُمارِسِيها من الأعمار جميعها، ويتطلَّب إتقانها وقتاً وجهداً، وفيما يأتي توضيح لأهمّ هذه الفوائد:

تعزيز اللياقة البدنية وصحة الجسم

تُسهم رياضة ركوب الخيل في تحسين اللياقة البدنية بشكلٍ كبير؛ إذ تُقوِّي العضلات الأساسية في الجسم، بما في ذلك عضلات البطن، والظهر، والفخذَين، وتُحسِّن المرونة والتنسيق بين العضلات؛ بسبب الحاجة المُستَمِرَّة إلى تعديل وضعية الجلوس بطريقةٍ تتماشى مع حركات الحصان.

وتزيد هذه الرياضة أيضاً من حَرق السُّعرات الحرارية، وبالتالي الحفاظ على جسم صحِّيّ رشيق، ووفقاً لما ورد في موقع جمعيَّة القلب الأميركية (AHA)، فإنَّ ركوب الخيل لمُدَّة 45 دقيقة بسرعاتٍ مختلفة تتراوح بين الهرولة والعدو السريع، يُمكن أن يحرق ما يصل إلى 200 سُعرة حرارية، كما أنَّ لها دوراً مُهِمّاً في خفض ضغط الدم، وتحسين صِحَّة القلب والدورة الدمويَّة بصورة عامَّة. 

تحسين الحالة المزاجية والصحة النفسية

تُتيح رياضة ركوب الخيل فرصة للهروب من ضغوطات الحياة اليوميَّة، والتمتُّع بشعور الهدوء والسَّكينة؛ إذ تتطلَّب التركيز على اللحظة الحالِيَّة، وتوجيه الخيل، وبالتالي عدم التفكير في أشياء أخرى سلبيَّة، بالإضافة إلى أنَّها تَحُدُّ من التوتُّر والقلق؛ لأنّ الحركة الإيقاعيَّة لمشية الخيل تدفع إلى الاسترخاء، وتُقلِّل مُستَوَيات هرمون التوتُّر الكورتيزول "Cortisol" بشكلٍ مَلحوظ.

كما أنَّ رياضة ركوب الخيل تعني البقاء في الطَّبيعة لفتراتٍ طويلة، ولا شيء يُضاهي ذلك لتحسين الحالة المزاجيَّة، علاوةً على أنَّها تُساعِد على إطلاق مادَّة الإندورفين "Endorphins" التي تتفاعل مع المُستَقبِلات الموجودة في الدماغ لتمنح شعوراً بالسَّعادة والنشاط، وقد أثبتت دراسة أجرَتها جامعة والدن الأميركية (Walden University) عام 2020، أنّ العلاج النفسيّ بمُساعَدة الخيول (EAP) يُسهِم في التقليل من أعراض القلق والاكتئاب بشكلٍ أفضل من العلاج النفسيّ التقليديّ.

تنمية التركيز ومهارات التوازن والتنسيق 

تُسهم رياضة ركوب الخيل في تعزيز مهارات التركيز بشكلٍ ملحوظ؛ فهي تتطلَّب وَعياً وانتباهاً دقيقَين لحركات الحصان وسلوكاته، وتنمية هذه المهارة ينعكس إيجاباً على جوانب الحياة الأخرى جميعها؛ إذ يُصبح الفارس أكثر قدرة على التركيز في دراسته، أو عمله، أو حتى علاقاته الشخصيَّة، ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً، يُعزِّز ركوب الخيل العلاقة بين أجزاء الدماغ المسؤولة عن التنسيق الحركي بين العينَين واليدَين؛ إذ يتوجَّب على الفارس التحكُّم في زمام الأمور أثناء قيادة الحصان، والحفاظ على توازُنه باستمرار.

تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز

ترتبط الشخصية القوية بالكثير من الصفات الإيجابية، مثل الشجاعة، والثقة بالنفس، واحترام الذات، ورياضة ركوب الخيل تُعزِّز هذه الصفات بشكلٍ كبير؛ فقيادة حيوان كبير مثل الخيل تمنح الفارس دفعة معنويَّة كبيرة تُعزِّز ثقته بنفسه؛ لما تتطلَّبه من شجاعة ومهارة في التعامل معه، كما أنّ تحديد هدف واضح وتحقيقه من خلال هذه الرياضة يُعزِّز احترام الذات لدى الفارس، وقدرته على القيادة والحَزم.

ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً، يُواجِه الفارس أثناء تدريبه اليوميّ العديد من المُشكِلات التي تحتاج إلى حُلولٍ سريعة، ممّا يُعزِّز مهارة اتِّخاذ القرارات لديه، والتغلُّب على تلك المُشكِلات يُعطي شعوراً عميقاً بالإنجاز، ويزيد الشجاعة على مُواجَهة التحدِّيات والمَخاوِف لاحقاً أيّاً كانت، كما ترتبط قوَّة الشخصيَّة أيضاً بالقدرة على تحمُّل المسؤوليَّة؛ إذ تتطلَّب رعاية الخيل التزاماً وجُهداً كبيرَين من مُربِّيه، بما في ذلك إطعامه، وتنظيف الإسطبل الخاصّ به، ورعايته من الناحية الصحِّية، وغير ذلك من المسؤوليّات.

تحسين التواصل والمهارات الاجتماعية

يُتيح ركوب الخيل فرصةً رائعةً للتواصُل والتعاوُن؛ سواء مع المُدرِّبِين، أو مع مجموعة من مُحبِّي هذه الرياضة، كما يفتح الطريق أمام صداقات طويلة الأمد؛ لأنَّها مَبنِيَّة على اهتمامٍ وشَغَفٍ مُشتَرَك، كما أنَّ المُشارَكة في مُسابَقات ركوب الخيل مُفيدة للتحفيز الشخصيّ، وبناء المُرونة في التعامُل، وتعزيز مَهارات العمل الجماعيّ، وروح الفريق، والمسؤوليَّة المُشتَرَكة.

وفي الختام، لا يُعَدُّ ركوب الخيل نشاطاً لقضاء الوقت وحسب، وإنَّما هواية مُميَّزة تُسهم في الشُّعور بالحُرِّيَّة، والقدرة على الحركة، وتُعزِّز التنافُسِيَّة، وتُقوِّي الشخصيَّة، وتُنمِّي المهارات العقليَّة، وهي تحتاج إلى تدريب جادٍّ، وقُدرة على التعامل مع المُشكِلات؛ فهناك الكثير من الخيول العنيدة والبطيئة في التدريب، إضافة إلى وجود مُشكِلات صحِّية تمرّ بها الخيول وينبغي التعامُل معها، إلى جانب أنَّ نظافة الخيل والإسطبل مُهِمَّة جدّاً، وتحتاج إلى وقت وجهد للحفاظ عليها كما يجب.

المراجع

[1] Cha.horse, The Top 15 Benefits of Horseback Riding
[2] canadianpasofinosociety.com, SADDLE UP: THE PHYSICAL, MENTAL, AND SOCIAL BENEFITS OF HORSEBACK RIDING
[3] psychologytoday.com, The Therapeutic Value of Horses
[4] heart.org, 6 Health Benefits of Horses
[5] thesouthdakotacowgirl.com, 5 MENTAL HEALTH BENEFITS OF HORSEBACK RIDING