نادي الشارقة للفروسية والسباق

ويُشار إلى أنّ النادي كان قد اضطلع منذ تأسيسه بدور مِحوَريّ في تعزيز مكانة الفروسية محلّياً وإقليمياً، وأصبح منارةً للمُهتَمّين بعالَم الخَيل من مختلف أنحاء العالَم، وفيما يأتي نظرة تفصيلية على نادي الشارقة للفروسية والسباق.

النشأة والتأسيس

تأسَّس نادي الشارقة للفروسية والسباق عام 1982م؛ بتوجيهات من صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، ويقع النادي إلى جوار الجسر السادس على طريق الذيد، ويمتدّ على مساحة 3000 كيلو متر مُربَّع تقريباً، وهو من أبرز الصُّروح الرياضية المُختَصَّة برياضة الفروسية في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لما يُجسِّده من اهتمام القيادة الرشيدة بهذه الرياضة العريقة.

المرافق والمنشآت

يتميَّز نادي الشارقة للفروسية والسباق بمجموعة واسعة من المرافق والمُنشَآت المُتطوّرة التي تُلبّي احتياجات الفرسان والزُّوّار على حَدٍّ سواء؛ إذ تُوجَد فيه إحدى أكبر الصالات المُغطّاة المُخصَّصة للفروسية في الشرق الأوسط، وهي مُختَصّة بالخيول وما يتعلَّق بها، وتتَّسِع لأعداد كبيرة من الجماهير المُحِبَّة لهذه الرياضة، وهذه الصالة التي تُمثِّل مكرمة مُقدَّمة من صاحب السُّمُوّ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، تُتيح استمرار الأنشطة والبطولات في فصل الصيف، مُوفِّرة بيئة مِثالية للبطولات والمنافسة على مدار العام.

ويضمّ النادي مِضمارَ سباق مُطابق للمواصفات الدولية، ممّا يسمح بتنظيم سباقات على أعلى المُستَوَيات، أمّا للتدريب، فقد خصَّص النادي صالة مغلقة ذات تكييف في فصل الصيف؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة خارجها، بينما خصَّص عدداً من الميادين لركوب الخيل، بالإضافة إلى ميدان خاصّ بالسيّدات، في فصل الشتاء، وهذه المرافق المُتنوِّعة تضمن توفير بيئة تدريبية متكاملة تُلبّي احتياجات الفرسان من مختلف المُستَوَيات والفئات.

ويضمّ النادي أيضاً مرافقَ مُتخصِّصة تشمل مدرسة لتعليم فنون الفروسية، ومربطاً للخيول العربية الأصيلة، وقسماً مُتعلِّقاً بقفز الحواجز، كما يُوفّر إسطبلات لإيواء الخيول أثناء البطولات، وحجراً بيطرياً مُعتمَداً، ولضمان راحة المشاركين والزُّوّار، يضمّ النادي فندقاً لاستضافة الفِرَق المشاركة في اللقاءات الدولية، ونادِياً صِحّياً لخدمة الفرسان والأعضاء.

وتحظى الرعاية الصحّية للخيول باهتمام خاصّ؛ لما يُوفِّره النادي من مستشفى بيطريّ متكامل لعلاج الخيول، ومركز للتخصيب، ولما يُقدِّمه من خدمات نقل الخيول، ممّا يُسهِّل مشاركتها في مختلف الفعاليات والبطولات.

الأنشطة والفعاليات

يُوفِّر نادي الشارقة للفروسية والسباق مجموعة متنوّعة من الأنشطة والفعاليات التي تجذب مُحِبّي الفروسية من مختلف الأعمار والمُستَوَيات؛ إذ يُنظِّم سباقات أسبوعية تجمع نُخبة من الفرسان والخيول، ممّا يُتيح تجربة مثيرة للمتسابقين والجمهور على حَدٍّ سواء، كما يستضيف النادي مهرجانات سنوية مُميّزة.

ويُعَدّ النادي مركزاً مهمّاً لرياضة قفز الحواجز؛ فهو يستضيف عدداً من البطولات المحلّية والدولية على مدار العام، وتتنوّع هذه البطولات لتشمل فئات مختلفة؛ بدءاً من المُبتدِئِين، ووصولاً إلى المُحترِفِين، ممّا يُتيح الفرصة للمستويات جميعها بالمشاركة والتنافس.

وللراغبين في تعلُّم فنون الفروسية، تُوفّر مدرسة النادي دروساً للأطفال والكبار على يد مُدرِّبين مُتخصِّصين، وتهدف هذه الدورات إلى تعليم أساسيات ركوب الخيل، وتطوير مهارات الفروسية، مع التركيز على السلامة، وبناء العلاقة بين الفارس والحصان.

دور النادي في تطوير رياضة الفروسية

اضطلع نادي الشارقة للفروسية والسباق بدور رائد في تطوير رياضة الفروسية في الإمارات منذ تأسيسه؛ إذ نظَّم النادي أوّل سباق رسمي للخيول في الإمارات عام 1983، ومنذ ذلك الحين، واصل النادي جهوده في تعزيز مكانة هذه الرياضة العريقة.

وتُسهِم مدرسة التدريب التابعة للنادي في تنشئة جيل جديد من الفرسان، ممّا يضمن استمرارية الرياضة وتطوُّرها، بالإضافة إلى أنّ استضافة النادي البطولات المحلية والدولية يُسهم كثيراً في رفع مستوى الفروسية في الدولة، ويُوفّر مِنصّة للفرسان المحلّيين للتنافس على المستوى العالَمي، وهذه الجهود المُتواصِلة جعلت من النادي منارة لرياضة الفروسية، ليس فقط في الإمارات، وإنّما في المنطقة بأكملها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ نادي الشارقة للفروسية والسباق يُولي اهتماماً خاصّاً بتعليم الأطفال ركوب الخيل؛ إدراكاً منه للفوائد المُتعدِّدة التي تعود على الصغار من ممارسة هذه الرياضة.

الدعم الرسمي والرعاية

يحظى نادي الشارقة للفروسية والسباق بدَعم كبير من القيادة الرشيدة في إمارة الشارقة، وعلى رأسها صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وهذا الدَّعم يعكس الاهتمام الرسمي برياضة الفروسية، ودورها في الحفاظ على التراث والهوية الوطنية، ويتمتَّع النادي بالتعاون والرعاية من عدَّة جِهات بارزة؛ إذ يُقدِّم مجلس الشارقة الرياضي دَعماً كبيراً للنادي، ممّا يُعزِّز دوره في المشهد الرياضي المحلّي.

ويتعاون النادي على نحو وثيق مع هيئة الإمارات لسباق الخيل في تنظيم السِّباقات، ممّا يُسهم في رفع مستوى الفعاليات وزيادة جاذبيتها، وهذا التعاون يتجلّى بوضوح في تنظيم سباقات مهمّة، مثل كأس سُمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، التي شَهِدت مشاركة قويّة للخيول العربية الأصيلة، وخيول الإنتاج المحلّي، والخيول المُهجَّنة الأصيلة.

إنجازات فرسان النادي في البطولات الوطنية

يتميَّز فرسان نادي الشارقة للفروسية والسباق بأدائهم المُتميّز في البطولات الوطنية لقفز الحواجز؛ ففي إحدى البطولات البارزة عام 2018؛ وهي بطولة سُمُوّ الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لقفز الحواجز، حَقَّق فرسان النادي نتائج لافتة في مختلف الفئات، وبرز على نحو خاصّ الفارس محمد غانم الهاجري الذي فاز بالمركز الأوّل في شوطَين مهمَّين؛ شوط المواطنين بارتفاع حواجز وصل إلى 135 سم على صَهوة الجواد هيرمز دي ماربوسا، والشوط المفتوح للشباب والمُحترِفِين بارتفاع حواجز وصل إلى 130-135 سم على صهوة الجواد كاتان.

وتألَّق فرسان آخرون من النادي في فئات مختلفة، مثل فوز الفارسة أنيتا ساندي بالمركز الثاني في الشوط المفتوح للشباب والمُحترِفِين، وهذه النتائج تُؤكِّد المستوى العالي لفرسان النادي، وقدرتهم على المنافسة بقوّة في أهمّ البطولات الوطنية.

وختاماً، يمكن القول إنَّ نادي الشارقة للفروسيَّة والسباق يُمثِّل صَرحاً رياضياً مُتميّزاً يجمع بين الأصالة والحداثة؛ بمرافقه المُتطوّرة، وأنشطته المُتنوّعة، وإسهامه بفعالية في الحفاظ على تراث الفروسية، وتطوير هذه الرياضة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ممّا يجعله وجهة مُفضَّلة لكلّ مَن يعشق الخيول والفروسية.