إيجابيات وسلبيات السفر لوحدك

وفي هذا المقال سنُقدّم نظرة شاملة ومتوازنة عن فوائد السفر المُنفرد، وتحدِّياته، ممّا يساعد المسافر على اتِّخاذ قرارات صائبة عند التفكير في تجربة السفر بمفرده.

إيجابيات السفر لوحدك

للسفر بشكل منفرد العديد من الإيجابيات التي تُميّزه عن أشكال السفر الأخرى؛ إذ يمتلك مَن يسافر وحيداً السيطرة الكاملة على كافّة تفاصيل الرحلة، ممّا يُشعرِه بالسيطرة والاستقلالية، ويمكنه فعل أيّ شيء يريده، وفي أيّ وقت؛ إذ ليس لديه رفيق في سفره ليأخذ رأيه في الاعتبار، أو يُقدِّم له التنازُلات. 

وعلى سبيل المثال، يتمتّع المسافر المنفرد بحُرّية اختيار نوع الطعام الذي يودّ تناوله دون الحاجة إلى الامتثال لرغبات الآخرين، كما يُمكنه تحديد أوقات الاستيقاظ والنوم وفقاً لراحته الشخصية، بالإضافة إلى تخطيط يومه بالكامل، واختيار الأنشطة التي يرغب في ممارستها دون أيّ ضغوط خارجية. 

بالإضافة إلى ذلك، يزيد السفر وحيداً من فرصة التعرُّف إلى أصدقاء جُدد؛ ففي الرحلة الجَماعية أو الثُّنائية لا يشعر الفرد بالحاجة إلى التواصل مع أشخاص جُدد؛ لامتلاكه رفقة إلى جانبه، أمّا عند السفر مُنفرداً، فإنّ المسافر يكون أكثر انفتاحاً على التفاعل مع الآخرين، ممّا يدفعه إلى البحث عن أشخاص يُمكِنه التحدُّث معهم، أو الذهاب إلى الفعاليات والمهرجانات المحلّية؛ للتعرُّف إلى أشخاص جُدد.

ومن إيجابيات سفر المرء وحيداً أنَّه يُنمّي مهاراته الاجتماعية في التعامل مع الآخرين؛ إذ يُتيح له الفرصة للتفاعل مع الأشخاص المختلفين عنه؛ سواء في العمر، أو العِرق، أو الدِّين، فيتعلَّم عن ثقافات العالَم، ويفهم عاداتهم، وخلفيّاتهم المختلفة، ممّا يُسهم في تطوير شخصيّته، فيغدو أكثر انفِتاحاً وتفهُّماً للعالَم من حوله.

كما أنّ للسفر وحيداً آثاراً إيجابية في تنمية الشخصية، واكتساب مهارات جديدة، مثل مهارة حل المشكلات، ومهارة اتخاذ القرارات؛ ففي الرحلة الفرديَّة يضطرّ المسافر إلى مواجهة تحدّيات السفر ومشكلاته الشائعة كلّها وحده؛ كالتعامُل مع إلغاء الرحلة، أو تأخير الطائرة، أو اختيار الفندق المناسب، ومن خلال هذه التجارب، يتعلَّم المسافر الاعتماد على نفسه، ويكتسب مهارات قد تدوم معه مدى الحياة.

ومع مواجهة التحدّيات والمواقف الجديدة، يتعلَّم المسافر وحده المزيد عن نفسه، بما في ذلك ما يُشعِره بالراحة، وما يُفضِّل تجنُّبه، وبفضل استقلاليته الكاملة في اتِّخاذ القرارات خلال الرحلة، تتشكّل لديه فرصة فريدة لاستكشاف ذاته وفهمها بشكل أعمق دون تأثير من الآخرين.

ويسمح السفر منفرداً للشخص أن يُفكِّر بعُمق، وخاصَّة في ظلّ سرعة الحياة والضغوطات التي يتعرَّض لها؛ إذ يمكن أن تكون الرحلة الفردية فرصة لإعادة التفكير في جوانب الحياة، وترتيب الأولويات، والتركيز على الأمور المهمة التي اعتاد تأجيلها، كما يمكن أن تكون الرحلة الفردية فرصة للابتعاد عن التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي، ممّا يساعد في التخلُّص من إدمان الأجهزة الذكية.

بالإضافة إلى أنّ السّفر منفرداً قد يساعد الفرد في تعلُّم لغة البلد الذي يزوره بشكل أسرع؛ إذ يجد نفسه مُجبَراً على التحدُّث باللغة المحلّية مع السكّان المحلّيين، ممّا يُعزّز مهاراته اللغوية، أمّا سفره برفقة غيره، فغالباً ما سيقلّل ممارسته للُّغة الجديدة؛ إذ سيواصل التحدُّث معهم بلغته الأمّ.

ومع هذه المهارات التي يكتسبها الفرد في رحلته وحيداً كلّها، والتحدِّيات التي يستطيع مواجهتها جميعها، ستزداد ثقته بنفسه، وسيُدرك مدى قُوّته وقدرته على حلّ مشكلاته بنفسه، وهذا سيكون مدعاةً لشُعوره بالفخر، وتعزيز ثقته بالنفس.

سلبيات السّفر وحيداً

على الرغم من توفّر العديد من الإيجابيات للسفر وحيداً، إلّا أنّ هذا الشكل من أشكال السفر لا يخلو من السلبيات؛ ومنها أنّ السفر المنفرد أكثر خطورة من السفر الجماعيّ؛ إذ ينبغي على المسافر منفرداً أن يظلّ مُتيقِّظاً لما يحدث من حوله، مع حرصه على عدم التعرُّض للمضايقات أو أيّ مواقف تُهدّد سلامته، لذا من المهمّ أن يبحث المسافر مسبقاً عن الوجهة التي ينوي زيارتها؛ ليكون على دِراية بالأمور التي يجب أن يتوخّى الحذر منها، مثل المناطق غير الآمِنة. 

ومن عُيوب السفر وحيداً الشعور بالوحدة؛ إذ يجد المسافر نفسه في بيئة غريبة عنه، ممّا قد يؤدّي إلى الشعور بالعزلة بعكس السفر مع العائلة أو الأصدقاء، وفقدانه مُتعة السفر، وعليه، يجب على المسافر المنفرد أن يدرك أنّه بسَفره وحده قد لا يَجِد مَن يشاركه الاهتمامات والأنشطة في الأماكن التي يزورها، أو يُشاركه الإعجاب بالمَعالِم الجديدة، ممّا يعني أنّ التجارب الجديدة قد تبدو أقلّ متعة، ويمكن للمسافر وحيداً أن يواجه مشكلة الشعور بالملل، وخاصّة في الرحلات الطويلة. 

كما تُشكِّل زيادة التكلفة تحدِّياً إضافياً للمسافر وحيداً؛ إذ إنّه يفتقر إلى شركاء يتقاسمون معه تكاليف الرحلة، فيضطرّ إلى تحمّل التكاليف كلّها بمُفرده، على عكس السفر مع مجموعة أو رفيق سفر؛ إذ يمكن توزيع المصاريف بينهم؛ كتكاليف سيارات الأجرة، وتكاليف إقامة الفندق.

بالإضافة إلى أنّ السفر المنفرد غالباً ما يكون أكثر إرهاقاً؛ فتقع على عاتق المسافر كافّة أمور التخطيط للرحلة، واكتشاف الأماكن التي سيزورها، والمطاعم التي تناسب ذوقه، أو تلك التي يودّ تجربة الطعام فيها، وحجز كلٍّ من تذكرة الطيران والحافلة التي ستُقِلّه إلى الفندق، وحجز الفندق المناسب، وهذه الأمور كلّها تحتاج إلى تخطيط مُحكَم ومُسبَق، ممّا يعني أنّ على المسافر أن يجتهد بشكل مُضاعَف لإنجازها مُقارنة بالسفر مع رفيق أو مجموعة.

وحين السفر وحيداً قد يواجه المسافر صعوبة في الحصول على المساعدة خلال الأوقات الصعبة؛ كالإصابة بالمرض، أو التعرُّض للسرقة؛ إذ سيحتاج إلى دعمٍ مادّي ومعنوي من الآخرين؛ لتخفيف الضغط النفسي والقلق الذي قد ينتابه.

ورغم أنّ المسافر قد يستمتع بتكوين صداقات جديدة خلال رحلته الفرديّة، إلّا أنّ من المحتمل أن تتلاشى هذه الصداقات بمُجرَّد انتهاء الرحلة وعودته إلى منزله؛ ويعود ذلك إلى أنّ هذه العلاقات غالباً ما تكون مَبنيّة على تجربة مشتركة واستمتاع مُؤقَّت في السفر، وبينما يعود المسافر إلى روتين الحياة والمسؤوليات اليومية، قد تُؤدّي هذه المشاغل والمسؤوليات إلى نسيان تلك الصداقات، وتباعُد الاتِّصال بها مع مرور الوقت.

ويمكن أن يُواجه المسافر خلال السفر وحده صعوبات في توثيق اللحظات والتقاط الصور بشكل مناسب؛ إذ يحتاج الفرد إلى بذل جُهد إضافي لالتقاط بعض الصور لنفسه أثناء رحلته، ممّا قد يؤدّي إلى ضياع بعض اللقطات التي كان يأمل في التقاطها لو كان هناك شخص معه يساعده في ذلك، ولحَلّ هذه المشكلة، يمكن للمسافر استخدام حامل هاتف ثُلاثيّ الأرجل؛ لتثبيت الهاتف، والتقاط الصور، أو طلب المساعدة من الغرباء لالتقاط صُور له.

المراجع 

[1] wanderwisdom.com, 10 Disadvantages of Traveling Alone
[2] bachelorstudies.com, Pros And Cons of Traveling Solo
[3] goabroad.com, 11 Undeniable Benefits of Solo Travel
[4] wheregoesrose.com, Honest Pros & Cons of Solo Travel (10 Years Experience!)
[5] vacationtracker.io, Pros and Cons of Traveling Solo